تغذية الأمهات والأطفال في إطار العمل الإنساني
حماية الحق في التغذية في حالات الطوارئ.

باتت الأوضاع الطارئة في العالم أكثر تعقيداً وممتدة على نحو متزايد. وتؤدي الأزمات الإنسانية الناشئة عن النزاعات وتغير المناخ والأوبئة والكوارث إلى ترك ملايين الأطفال والنساء يعانون من سوء التغذية مما يعرّض بقاءهم ونماءهم وتطورهم للخطر.
وغالباً ما تتسم الأزمات الإنسانية بمحدودية إمكانية الحصول على الأغذية المغذية والآمنة والميسورة الكلفة وعلى المياه النظيفة؛ وتؤدي إلى تعطيل خدمات الصحة والتغذية الأساسية؛ وتتسبب بقيود على أساليب التغذية والرعاية المثلى وعلى ممارسات النظافة الصحية. ويتحمل الأطفال والمراهقون والنساء الوطأة الأشد لهذه الأزمات.
ويشكل الهزال وغيره من أشكال سوء التغذية الشديد تهديداً مباشراً على حياة الأطفال أثناء حالات الطوارئ. وفي الوقت نفسه، غالباً ما يشيع توقف النمو ونقص المغذيات الدقيقة، مما يترك تأثيرات مدمرة على النمو البدني للأطفال وإمكاناتهم الإدراكية، وتمتد هذه التأثيرات إلى فترة طويلة بعد انتهاء الأزمات.
وفي الأوضاع الهشة التي تكون الأنظمة الوطنية فيها ضعيفة، تحتاج البلدان دعماً لمنع سوء التغذية قبل أن يحدث — وكي تتأهب على نحو أفضل للأزمات ولتتمكن من تحملها والتعافي منها.
استجابة اليونيسف

تسترشد أنشطة اليونيسف الرامية إلى منع سوء التغذية ومعالجته أثناء أوضاع الطوارئ ’بالالتزامات الأساسية إزاء الأطفال في مجال العمل الإنساني‘ — وهي إطار عالمي لإعمال حقوق الأطفال المتأثرين بالأزمات الإنسانية.
وتساعد اليونيسف الحكومات في التأهب للحالات الطارئة من خلال تحديد الأخطار وبناء القدرة على الاستجابة كي تكون جاهزة لتوسيع البرامج عند وقوع الحالات الطارئة. وحالما يُعلن عن حالة طارئة، فإننا نساعد على تنسيق الاستجابة وتوسيع الخدمات من أجل الوصول إلى الناس المحتاجين. وعندما تبدأ البلدان بالخروج من الأزمات، فإننا نشاطر المعارف والدروس المستفادة لمساعدتها في الاستجابة على نحو أفضل للأوضاع الطارئة المستقبلية.
تنسيق الاستجابة
بما أن اليونيسف هي الوكالة التي تقود مجموعة وكالات الأمم المتحدة المعنية بالتغذية، فإنها تساعد على تعزيز التنسيق الوطني أثناء الأزمات الإنسانية وإقامة شراكات فعالة معنية بالتغذية مع الحكومات الوطنية والشركاء.
ونحن ننسق استجابات عالمية للأزمات الإنسانية من خلال ’المجموعة العالمية المعنية بالتغذية‘، وذلك بهدف ضمان أن الوكالات والمنظمات المتعددة المنهمكة بالاستجابة الإنسانية تعمل بفاعلية، وتتجنب التداخل في العمل، وتقوم بتعبئة موارد مشتركة لتقديم أفضل دعم ممكن للبلدان التي تعاني من أزمات.
توفير المساعدة الفنية
تقدم اليونيسف دعماً فنياً جيداً وفي الوقت الملائم للحكومات الوطنية والشركاء، وتضمن أن التأهب للطوارئ والاستجابة إليها ينسجمان مع التوجيهات العالمية. وإذ تواجه البلدان تحديات جديدة لا تتوفر بشأنها توجيهات عالمية، فإننا نساعد على إيجاد حلول من خلال التحالف الفني التابع ’للمجموعة العالمية المعنية بالتغذية‘.
تعزيز الأنظمة والقدرات
تساعد اليونيسف الحكومات على تطوير سياسات وبرامج تغذية تستجيب إلى الصدمات وذلك قبل وقوع الأزمات، وتعمل على تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة المتنوعة. كما نعزز الأنظمة الوطنية وسلاسل الإمداد لضمان إمكانية الأطفال والنساء في الوصول إلى إمدادات الأغذية الأساسية التي يحتاجونها للبقاء والازدهار.
تعزيز أنظمة المعلومات
تعمل اليونيسف على تعزيز أنظمة المعلومات العالمية والوطنية المعنية بالتغذية للتأهب للأزمات الإنسانية والاستجابة إليها، وتساعد البلدان على جميع بيانات واستخدامها بغية توجيه القرارات.
تقديم تدخلات أساسية لتوفير الأغذية
تعمل اليونيسف على تيسير استجابات منسقة وفي الوقت الملائم لمنع سوء التغذية ومعالجته في السياقات الإنسانية. كما نعمل كملاذ أخير لتقديم الخدمات، ونضمن تقديم تدخلات أساسية في مجال التغذية عندما تفشل الأنظمة الوطنية أو عندما لا تكون هذه الأنظمة كافية أثناء الأزمات الإنسانية.