كيف تسببت جائحة كوفيد-19 بندوب لأطفال العالم

مع مرور سنة على بداية الجائحة، يواجه أطفال العالم ’وضعاً عادياً‘ جديداً مدمراً

اليونيسف
India. A girl watches other villagers receive a ration kit.
UNICEF/UNI339380/Singh
22 آذار / مارس 2021

لقد قلبتْ جائحة كوفيد-19 حياة الأسر في جميع أنحاء العالم رأساً على عقب. وقد تراجع التقدّم في جميع المقاييس الرئيسية للطفولة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية منذ الإعلان عن وقوع الجائحة، مما ترك الأطفال في مواجهة ’وضع عادي‘ جديد مدمّر ومشوّه.

شهدتْ السنة الماضية زيادة في عدد الأطفال الذين باتوا جياعاً، ومنعزلين، وضحايا للإساءات والقلق. وقد تعطّل تعليم مئات الملايين من الأطفال. وتأثرت إمكانية الحصول على خدمات الحماية والخدمات الصحية — بما في ذلك التحصين الروتيني — تأثراً شديداً. كما تؤثر الجائحة على الصحة العقلية لليافعين وتدفع الأسر نحو الفقر. وبوسع هذه التعطيلات الاجتماعية والاقتصادية أن تزيد احتمالية زواج الأطفال.

ثمة دلائل واضحة بأن الأطفال سيتحملون ندوب الجائحة لسنوات عديدة قادمة.

 

المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور

ومن المذهل بالقدر نفسه، حجم الدمار الذي حلّ بأطفال العالم  والذي كشفت عنه آخر البيانات المتوفرة لليونيسف، على الرغم من التقدم المنقذ للأرواح الذي تحقق في توزيع لقاحات كوفيد-19:

Panama. A girl stands in an empty classroom.
UNICEF/UN0359802/Schverdfinger
طالبة تقف في غرفة صفية فارغة في مدينة بنما، بنما.

ظلت المدارس مغلقة لأكثر من 168 مليون طفل في العالم لمدة تقارب السنة. وكان ثلثا البلدان التي فرضت إغلاقاً تاماً أو جزئياً للمدارس تقع في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.

Thailand. A girl sells bottles of juice prepared by her grandmother.
UNICEF/UNI358506/Brown
فتاة تلعب بين أشجار قرب منزلها في بانداياكو، الإكوادور.

من المتوقع أن يزداد فقر الأطفال — وقد قدّر تقرير صدر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 أن عدد الأطفال الذين يعيشون في أسر معيشية تعاني فقراً مالياً سيزداد بحوالي 140 مليون طفل لغاية نهاية عام 2020.

Ecuador. A girl hides among some plants.
UNICEF/UNI340932/Kingman
فتاة تلعب بين أشجار قرب منزلها في بانداياكو، الإكوادور.

لم يتمكن ما لا يقل عن طالب واحد من كل ثلاثة طلاب من الحصول على التعلّم عن بُعد بينما كانت مدارسهم مغلقة.

Jordan. Two Syrian refugee boys sit at a shelter.
UNICEF/UN0357027/Saman
لاجئان سوريان يفترشان الأرض في مأوى في الأردن.

لغاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، لم يكن بوسع اللاجئين وطالبي اللجوء في 59 بلداً تتوفر عنها بيانات من الحصول على الحماية الاجتماعية المرتبطة بكوفيد-19 بسبب إغلاق الحدود وتصاعد ظواهر كراهية الأجانب والإقصاء.

Somaliland. A child is vaccinated against measles at a nutrition centre in Hargeisa.
UNICEF/UN0414894/Naftalin
طفل يتلقى لقاحاً ضد الحصبة في مركز تغذية في هارغيسا، الصومال

لغاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، كان أكثر من 94 مليون شخص يواجهون خطر خسارة اللقاحات بسبب تعليق حملات التحصين ضد الحصبة في 26 بلداً.

Ukraine. A girl looks out of the window.
UNICEF/UN0399567/Filippov
فتاة تبلغ من العمر 15 سنة تجلس في بيتها في شرق أوكرانيا المتأثر بالنزاع.

عاش ما لا يقل عن طفل واحد من كل 7 أطفال ويافعين في ظل سياسات فرضت ملازمة المنازل على امتداد معظم سنة 2020، مما أدى إلى انتشار الشعور بالقلق والاكتئاب والعزلة.

Hasseniya was a child when she was married in Mauritania.
UNICEF/UN0421558/Pouget
كانت «حسينية»، 16 عاماً، طفلة عندما تزوجت في موريتانيا.

من الممكن أن تحدث حوالي 10 ملايين حالة زواج أطفال إضافية قبل نهاية العقد الحالي، مما يهدد بانحسار التقدم الذي تحقق على امتداد سنوات في تقليص هذه الممارسة.

Cameroon. Mothers and their babies take part in a nutrition activity in their community in Bertoua.
UNICEF/UN0422215/Dejongh
أمهات وأطفالهن يشاركون في نشاط تغذية في مجتمعهم المحلي في بيرتوا، الكاميرون.

لغاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أشارت التقديرات إلى أن ما بين 6 إلى 7 ملايين طفل إضافي دون سن الخامسة قد يعانون من الهزال أو سوء التغذية الحاد، وقد تنعكس زيادة بنسبة 14 بالمئة على شكل أكثر من 10,000 وفاة إضافية شهرياً بين الأطفال – ومعظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة جنوب آسيا. ومع تناقص خدمات التغذية للأطفال والنساء بنسبة 40 بالمئة، فقد تتفاقم العديد من النواتج الأخرى في مجال التغذية.

Bangladesh. Children wash their hands at a Global Hand Washing Day event organized by UNICEF Bangladesh in Dhaka.
UNICEF/UN0354647/Kiron
أطفال يغسلون أيديهم أثناء فعالية بمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين نظمها مكتب اليونيسف بنغلاديش في مدينة دكا.

يفتقر حوالي 3 بلايين شخص في جميع أنحاء العالم للمرافق الأساسية لغسل الأيدي بالماء والصابون في المنزل. وفي أقل البلدان نمواً، يفتقر ثلاثة أرباع الناس وأكثر من ثلثي المدارس إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية اللازمة للحد من انتقال عدوى كوفيد-19. وبالمعدّل، يتوفى أكثر من 700 طفل دون سن الخامسة يومياً من جراء أمراض ناجمة عن نقص خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.  

Japan. Schoolchildren cross the street.
UNICEF/UNI344623/Fong/AFP
مجموعة من طلاب المدارس يعبرون شارعاً في محافظة توشيغي، اليابان.

وحتى قبل وقوع الجائحة، كانت النزاعات والفقر وسوء التغذية وتغير المناخ تدفع نحو تزايد كبير في عدد الأطفال المحتاجين للمساعدة. وتزيد جائحة كوفيد-19 هذا الوضع سوءاً. وبينما قد يظهر هذا الواقع بأنه فادح إلى درجة تحول دون تغييره، لكن هناك سبب للأمل أيضاً.

فقد ظلت اليونيسف على امتداد الأزمة تعمل مع شركائها للوصول إلى الأطفال وأسرهم لتزويدهم بالخدمات الحيوية في مجالات الصحة، والتغذية، والتعليم، والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، والحماية من العنف الجندري، والحماية الاجتماعية.

تبرع الآن لمساعدة العائلات على التعافي