النظافة الصحية
يؤدي تحسين ممارسات النظافة الصحية إلى تحسين الصحة والثقة والنماء العام.

إن النظافة الصحية الجيدة حاسمة الأهمية لمنع انتشار الأمراض المعدية ولمساعدة الأطفال على عيش حياة طويلة وصحية، كما أنها تحول عن تغيّبهم عن المدارس، وتؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل.
وبالنسبة للأُسر، تعني النظافة الصحية الجيدة تجنّب الأمراض وتقليص الإنفاق على الرعاية الصحية. وفي بعض السياقات، بوسع النظافة الصحية الجيدة أن تضمن وضعاً اجتماعياً جيداً للأسرة وأن تساعد الأفراد في المحافظة على الثقة بالنفس.
مع ذلك، من الصعب ممارسة السلوكيات المهمة في النظافة الصحية دون توفر المعارف والمهارات الصحيحة، ودون دعم مجتمعي كافٍ ودون تكريس الاعتقاد بأن سلوك المرء يمكن أن يحقق فرقاً بالفعل.
يعيش أطفال عديدون في العالم في ظروف تجعل من الصعب المحافظة على نظافة صحية جيدة، وتمثل المحافظة على نظافة صحية جيدة تحدياً عندما تكون أرضيات المنازل والمدارس والمراكز الصحية ترابية؛ وحيث لا تتوفر المياه لغسل اليدين؛ وفي الحالات التي تضطر فيها بعض الأسر حتى لمشاطرة السكن مع المواشي. علاوة على ذلك، غالباً ما يُنظر إلى ممارسة النظافة الصحية الجيدة بوصفها من مسؤوليات المرأة، مما يزيد من أعباء الرعاية الملقاة على عاتقها.
تعرّفْ على موضوعات في مجال النظافة الصحية

غسل اليدين
الطريقة الأبسط للحماية من مجموعة من الأمراض.
إن نظافة اليدين هي حجر الأساس للرعاية الصحية الآمنة والفعّالة، وهي تمثل إجراءً فعالاً بشدة من حيث الكلفة من بين إجراءات الصحة العامة، كما أنها مهمة أهمية حاسمة للحماية من مجموعة من الأمراض من قبيل التهاب الرئة والإسهال.
تشير التقديرات العالمية والوطنية إلى وجود تفاوت كبير في إمكانية الحصول على مرافق غسل اليدين، حتى ضمن البلدان. وقد أظهرت الأبحاث أنه حيثما تتوفر مرافق غسل اليدين، فإن الناس ولا سيما الرجال لا يستخدمونها باستمرار. وثمة حاجة إلى دعم سياسي أكبر وتدخلات لتغيير السلوك لتحقيق تحسينات كبيرة في السياسات والاستراتيجيات والأنشطة التي تدفع نحو التغيير المستدام.

الصحة والنظافة الصحية أثناء فترة الطمث
يمكن لانعدام المساواة بين الجنسين، والأعراف الثقافية التي تحيط بها هالة تحريم، والفقر، أن تتسبب بعدم تلبية الاحتياجات في مجال الصحة أثناء فترة الطمث.
ثمة هالة من التحريم تحيط بموضوع دورة الطمث، وذلك في أجزاء عديد من العالم. ولا تتمكن البنات والنساء والرجال المتحولون جنسياً والأشخاص الذين لا ينطبق عليهم التصنيف الثنائي للجنس من إدارة دورة الطمث بطريقة صحية وتحافظ على كرامتهم.
إن بداية دورة الطمث تعني مرحلة جديدة — ومواطن ضعف جديدة — في حياة المراهقات. ومع ذلك، تواجه مراهقات عديدات الوصم والمضايقات والإقصاء الاجتماعي أثناء فترة الطمث. كما يواجه الرجال المتحولون جنسياً والأشخاص الذين لا ينطبق عليهم التصنيف الثنائي للجنس ممارسات تمييزية بسبب هويتهم الجنسانية، مما يحرمهم/ يحرمهن من إمكانية الحصول على المواد والمرافق التي يحتاجونها.
ويمكن لانعدام المساواة بين الجنسين، والأعراف الاجتماعية التمييزية، والجوانب الثقافية التي تحيط بها هالة تحريم، والفقر، ونقص الخدمات الأساسية من قبيل المراحيض ومنتجات النظافة أن تتسبب بعدم تلبية الاحتياجات المتعلقة بالصحة والنظافة الصحية أثناء فترة الطمث.
ويؤدي ذلك إلى تأثيرات واسعة النطاق على ملايين الناس، إذ يقيّد حركة المراهقات وخياراتهن الشخصية، كما يؤثر على مواظبتهن على الحضور إلى المدرسة ومشاركتهن في الحياة المجتمعية، كما يهدد سلامتهن ويتسبب لهن بتوتر وقلق إضافيين. وتكون هذه التحديات شديدة في أوضاع الأزمات الإنسانية بصفة خاصة.
وبوسع التدخلات المعنية بالصحة والنظافة الصحية أثناء فترة الطمث أن تساعد في التغلب على هذه العقبات، إذ لا يقتصر الأمر على أنها تلبي الاحتياجات لمنتجات النظافة الصحية أثناء فترة الطمث، فهي أيضاً تحمي الكرامة، وتبني الثقة، وتعزز الصحة الجنسية والإنجابية، خصوصاً بين المراهقات.
استجابة اليونيسف
تولي اليونيسف وفي صميم برامجها اهتماماً بالتغيير السلوكي والاجتماعي. ونحن نركز على 4 سلوكيات رئيسية تساعد الأطفال وأسرهم في المحافظة على نظافة صحية ملائمة: غسل اليدين بالماء والصابون، والتخلص الآمن من فضلات الأطفال، والتعامل الآمن مع مياه الشرب وتخزينها، والنظافة الصحية في فترة الطمث.
وتدعم اليونيسف الاستجابات الطارئة للحكومات والبرامج الإنمائية من أجل تحسين النظافة الصحية، وذلك من خلال:
- ترويج سلوكيات النظافة الصحية: نحن نعمل على تعبئة المجتمعات المحلية من خلال حملات غسل اليدين، وإدماج النظافة الصحية في المناهج المدرسية، وتعزيز خدمات الصرف الصحي.
- توفير منتجات وخدمات النظافة الصحية: نحن نساعد في ضمان تمتع الجميع بالحق في الحصول على منتجات وخدمات النظافة الصحية، وذلك من خلال توفير مجموعات لوازم للنظافة الصحية أثناء أوضاع الطوارئ، ودعم المدارس في إنشاء مرافق لغسل اليدين.
- دعم البنات والنساء في إدارة النظافة الصحية أثناء فترة الطمث: نحن نعمل على تعزيز الثقة والمعارف والمهارات بين البنات والنساء لتمكينهن من إدارة فترة الطمث بأمان، ومعرفة ما الذي يتعين عليهن الاستفسار عنه عندما يحل موعد فترة الطمث، واستخدام مواد ومرافق نظيفة.
- التواصل مع الشركاء والقطاع الخاص: نحن نساعد في تحسين أوضاع النظافة الصحية في المجتمعات المحلية وأماكن العمل وغيرها من الأماكن، وذلك من خلال العمل مع القطاع الخاص للخروج بابتكارات في تقنيات النظافة الصحية، ومن خلال مشاطرة التكاليف لتوسيع إمكانية الحصول على النظافة الصحية.
- تعزيز قطاع النظافة الصحية: نحن نعمل مع الحكومات لتعزيز السياسات، والترتيبات المؤسسية، والتخطيط، والتمويل، والرصد، وتنمية القدرات — والتي تشكل جميعها لبنات البناء للتحسين المستدام للنظافة الصحية.
تدعو اليونيسف أيضاً إلى زيادة التمويل لأنشطة النظافة الصحية في العالم، وهذا يشمل رعاية القيادة السياسية المعنية بالنظافة الصحية في جميع المستويات، وتعبئة مؤيدين من الشخصيات البارزة والقادة السياسيين بوصفهم مناصرين للنظافة الصحية.
ونحن نعكف على البناء على المعارف المحلية وترويج الممارسات التقليدية الإيجابية، ونواصل تطوير استراتيجيات وأدوات جديدة لتحسين سلوكيات النظافة الصحية الرئيسية، ونعمل في الوقت نفسه على تمكين المجتمعات المحلية لتتمكن من السيطرة على صحتها وعافيتها.