جعل وصمة الدورة الشهرية أمرًأ من الماضي

يوم النظافة الخاصة بالدورة الشهرية 28 أيار/مايو

UNICEF MENA
A group of adolescent girls
UNICEF/Sudan
28 أيار / مايو 2021

تُعتبر الدورة الشهرية جزءًا صحيًّا وطبيعيًّا من الدورة الإنجابية، ومع ذلك، تعاني العديد من الطفلات واليافعات في المنطقة خلال حياتهنّ من وصمة الدورة الشهرية وكذلك من فقر الدورة الشهرية (عدم إمكانية الحصول على منتجات آمنة وصحية تتعلق بالدورة). يؤدي التضليل ونقص المعرفة الأساسية إلى تسرّب الفتيات من المدرسة خلال فترة الحيض، أو دفع الطفلات واليافعات إلى الشعور بالخجل من وجود النزيف. تؤمن اليونيسف بوضع حدّ للوصم من خلال تغيير الأعراف والسلوكيات الاجتماعية، وضمان حصول كل طفلة وطفل على المعرفة والمعلومات عن الدورة الشهرية.

ينبغي أن تعرف كل طفلة ماهية الدورة الشهرية وكيف تحدث هذه الدورة لكي تشعر بالأمان وبأن جسمها طبيعيّ. تُعتبر إمكانية الحفاظ على صحة ونظافة الجسم أثناء الدورة الشهرية جزءًا أساسيًا من كرامة الطفلات وازدهارهنّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما يتجلّى في العديد من حقوق الإنسان، مثل الحق في العيش بكرامة والحق في الصحة وكذلك الحق في الاستقلال الجسدي. قد تؤثر الدورة الشهرية بشكل مباشر على تعلّم الطفلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث قد تُحجم الفتيات في فترة الدورة عن الذهاب إلى المدرسة بسبب وصمة العار وعدم وجود مرافق صحية كافية. يُعد التعرف على الحيض وخلق مساحات آمنة للحديث عن الموضوع وتبادل المعرفة جانبًا مهمًا لتمكين الفتيات وبناء احترام الذات لديهنّ ووضع حدّ لوصمة العار التي ترافق الدورة الشهرية. عملت أعداد متزايدة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة منذ عام 2014 على التثقيف حول الدورة الشهرية. بالإضافة إلى ذلك، ولتحقيق ما تصبو إليه، تؤكد اليونيسف على أهمية التثقيف الجنسي وتدعو الشركاء الحكوميين إلى النهوض بالثقافة الجنسية وإضفاء الطابع المؤسساتيّ عليها في المدارس، لكي تصل إلى كل طفل.

تزداد قضية فقر الدورة الشهرية على نطاق عالمي في أوقات الطوارئ والحاجة إلى المساعدات الإنسانية. يفتقر 100 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إمكانية الحصول على خدمات إمدادات المياه الصالحة للشرب، ولا يوجد مرفق أساسي لغسل اليدين لدى ثلاث من كل عشر عائلات. ومع ارتفاع أعداد اللاجئين أو النازحين أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في المنطقة ممن لا يتمكنون من الحصول على المرافق والإمدادات الكافية التي تمكن الإناث من الاعتناء بالصحة أثناء الدورة الشهرية، فإن إنهاء فقر الدورة الشهرية أمر بالغ الأهمية. لمكافحة فقر الدورة الشهرية، هناك حاجة لضمان الحصول بالشكل الكافي على منتجات الحماية أثناء الدورة الشهرية بأسعار معقولة، والتعرف على ماهية دورة الجسم الطبيعية بالإضافة إلى وضع معايير اجتماعية داعمة لمناقشة قضايا الدورة الشهرية دون الخوف من أن يتم إسكاتها أو اعتبارها أمرًا معيبًا. بما أن الاستجابة الإنسانية للدورة الشهرية ذات بُعد طبيعي، فإن اليونيسف تؤكد على أهمية تلبية الاحتياجات المحددة للطفلات أثناء الحيض في حالات الطوارئ.

يجب أن يدور الحديث حول الدورة الشهرية بشكل علني في المدارس وفي الحياة الخاصة، وأن يتم كذلك بدعم ومشاركة الذكور من أفراد العائلة وفي المجتمع المحليّ ككل. تؤمن اليونيسف بإمكانية العيش في عالم لا يُستبعد فيه أي فرد بسبب الدورة الشهرية. من أجل إنهاء وصمة العار وفقر الدورة الشهرية، فإننا ندعو إلى بذل الجهود لضمان حصول الجميع على منتجات الدورة الشهرية بأسعار معقولة من خلال إعفاء منتجات الدورة الشهرية من الضرائب وتوفير المنتجات مجانًا، وتوفير المعلومات الأساسية حول الحيض وأساليب النظافة وتوفير مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الملائمة للدورة الشهرية والمراعِية للجنس. نظرًا لكون المنطقة من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه، فإننا ندعو أيضًا الحكومات والجهات الفاعلة في التنمية إلى التفكير في دمج احتياجات "صحة الدورة الشهرية والنظافة" في خطط التأهب التي يضعونها.