على الخط الأمامي لكل طفل
العاملون الاجتماعيون، والمرشدون، والعاملون في الخطوط الهاتفية المخصصة لمساعدة الأطفال، يُظهِرون شجاعةً والتزاماً رغم التعطيلات للحياة اليومية

رغم أن إغلاق المدارس وإجراءات ملازمة المنازل ساعدت في إبطاء انتشار كوفيد-19، إلا أن هذه الإجراءات تركت تأثيراً هائلاً على حياة الأطفال. وقد ازدادت صعوبة وصول العاملين الاجتماعيين إلى الأطفال، وإمكانية المعلمين في المحافظة على تعليم الأطفال وانهماكهم بدراستهم، في حين بات ملايين الأطفال أكثر عرضة للعنف والعزلة والإهمال.
ورغم التحديات الناشئة عن الجائحة، فإننا نشهد أعمالاً مذهلة من الشجاعة والالتزام من قبل العاملين الاجتماعيين والمعلمين والمرشدين والعاملين في الخطوط الهاتفية المخصصة لمساعدة الأطفال. فهم يواصلون عملهم في حماية الأطفال من الإهمال والإساءات، ويساعدونهم على التعلم، ويوفرون تواصلاً وعطفاً اشتدت الحاجة إليهما.
وليس بوسعنا أن نطلب من العاملين الاجتماعيين والمعلمين وغيرهم أن يؤدوا عملاً جيداً دون تزويدهم بما يحتاجونه من موارد وحماية. وتدعم اليونيسف هؤلاء العاملين في الخطوط الأمامية إذ يحافظون على سلامة الأطفال وانهماكهم بالتعليم — وقد بات هذا العمل أكثر أهمية وصعوبة من أي وقت مضى.
كمبوديا

«ماي تشور» هو عامل اجتماعي يعمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ويقوم بزيارة منزلية لإحدى عميلاته في باتامبانغ بكمبوديا. وقد شمل عمله في السنوات الأربع الماضية معالجة العنف المنزلي، والإساءات، والتسرب من المدارس، والجريمة. ومعظم هذا العمل يستهدف الأطفال والأسر المحرومين. كما يعمل «ماي تشور» على تثقيف المجتمعات المحلية بشأن كيفية منع انتشار كوفيد-19.
تدعم اليونيسف الجهود لمواصلة التعليم ومساعدة صانعي القرار في إعادة فتح المدارس من خلال التوعية بفوائد العودة إلى المدارس لتعلّم الأطفال وعافيتهم وحمايتهم.
إثيوبيا

«تيروسيو جيتاتشيو» هي عاملة اجتماعية في مركز للحجر الصحي، وهي تقابل فتاة صغيرة أُبعدت وأعيدت إلى إثيوبيا أثناء الجائحة. ويتضمن عملها تحديد وتسجيل الأطفال والشباب غير المصحوبين بذويهم، والعديد منهم ضحايا للاتجار بالبشر، أو الإبعاد، أو الاحتجاز.
وتدعم اليونيسف والمنظمة الدولية للهجرة الحكومات لمساعدة السكان المستضعفين من قبيل العائدين والأطفال، ويوفران أيضاً حقائب لوازم صحية نسائية، وصابوناً، ولوازم ترفيهية، وخياماً، وفراشاً، وغير ذلك من المواد الأساسية غير الغذائية.
«هيلين سايذورسوتير» هي عاملة اجتماعية في ريكافيك حيث سجّلت خدمات حماية الطفل أعلى عدد من حالات الإساءة للأطفال في آيسلندا في هذا العام.
وتقول، "يكون عملي أحياناً صعباً جداً ومرهقاً، ولكنه مجزٍ معنوياً بالنسبة لي".
الهند

«محمد يونس» هو منسق الاستجابة لكوفيد-19 في مومباي. وهو يعمل على نشر الوعي بشأن الجائحة في الأحياء الفقيرة حيث باتت المراحيض المجتمعية هي المصدر الرئيسي لانتقال المرض.
وقد أقامت اليونيسف شراكة مع المنظمات المحلية المعنية بحقوق الطفل لتنفيذ مشروع فريد من نوعه يُدعى "اشطفْ الفيروس: مذكرات مومباي" وهو يهدف إلى تعزيز الصرف الصحي وإعداد المدارس لتصبح مراكز حجر صحي. وبموجب هذا المشروع، يجري تركيب محطات لغسل اليدين لا تتطلب لمس الصنابير في المراحيض المجتمعية، وصنابير تُفتح باستخدام الكوع في المدارس الحكومية.
وتتوقع اليونيسف وشركاؤها الوصول إلى 150,000 شخص، بمن فيهم 30,000 طفل في الأحياء الفقيرة في جميع أنحاء مومباي.
مالي

«أوا ياكولي»، وهي ممرضة وعاملة اجتماعية، تقود جلسة معلومات في مأوى مؤقت للأطفال الذين يعيشون في الشوارع في باماكو بمالي.
فتحت اليونيسف ومنظمة «ساموسوشال»، وهي منظمة للعمل الاجتماعي، هذا المأوى الذي يدعم حوالي 600 طفل ممن يعيشون في الشوارع، والذين بات بوسعهم استخدام مرافق لغسل اليدين، والحصول على كمامات، والوصول إلى مرافق الخدمات الطبية والغذائية.
وتقول «أوا ياكولي»، "يوجد في المركز هنا 13 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 سنة. ولكن في سياق الجائحة، تظل الحاجة كبيرة جداً ونحتاج إلى فتح المزيد من مراكز الإيواء المؤقتة كي نتمكن من العناية بمزيد من الأطفال المحتاجين".
موريتانيا

«ساليماتا» هي عاملة في خط هاتفي مخصص لمساعدة الأطفال وتدير حالات الإصابة بفيروس الكورونا في مركز استجابة في نواكشوط. ويتوفر العاملون والأطباء عبر الهاتف لتقديم نصائح مجانية على امتداد ساعات اليوم وباستخدام أربع لغات وطنية إضافة إلى اللغة الفرنسية.
وما انفكت اليونيسف تدعم الحكومة لمنع زيادة انتشار كوفيد-19، وتدعم هذا الخط الهاتفي من خلال توفير المعدات، وتغطية التكاليف التشغيلية، وتدريب العاملين. وقد تَعاملَ الخط الهاتفي مع أكثر من مليون مكالمة منذ آذار/ مارس 2020.
نيجيريا

«زارينا تشيداما»، وهي مساعدة مدير البرامج في وكالة التوجيه الوطنية، تُجري مكالمة لتتبّع المخالطين في إطار حملة لتتبع المسافرين المشكوك بإصابتهم، بغية منع انتشار كوفيد-19 في نيجيريا.
وفي الأيام المبكرة للجائحة، برزت حاجة لتحديد مكان الأفراد الذين وصلوا مؤخراً من بلدان تشهد انتشاراً كبيراً للعدوى المجتمعية بالمرض، ومن ثم فرض عزل ذاتي على هؤلاء الأفراد لمدة 14 يوماً على الأقل. ويقع جزء من هذه المهمة على كاهل وكالة التوجيه الوطنية والتي تهيأت، بدعم من اليونيسف، لتتبّع قرابة 4,000 شخص من هؤلاء.
باكستان

«سعدية سليم» هي إحدى 250 عاملاً وعاملة في مركز الخط الهاتفي للمساعدة ’الحماية الصحية 1166‘ في إسلام أباد. ويجيب مركز الخط الهاتفي للمساعدة عن الاستفسارات حول فيروس الكورونا ويعمل سبعة أيام في الأسبوع من الساعة 8:00 صباحاً حتى منتصف الليل.
وكان مركز الخط الهاتفي للمساعدة قد تأسس أصلاً بدعم من اليونيسف وشركائها للتعامل مع حالات شلل الأطفال، ووسّع المركز نطاق اهتمامه ليتصدى للاستجابة لكوفيد-19، وقد تلقى 5.4 ملايين مكالمة لغاية تموز/ يوليو 2020.
وتقول «سعدية»، "إنه عمل شاق، لكنني أشعر بالفخر إذ أخدم الناس أثناء هذه الأوقات الصعبة".
جنوب أفريقيا

«سيبونغيل زوما» هي إحدى عاملات الخط الهاتفي المخصص لمساعدة الأطفال المسمى «خط الطفل»، وهو منظمة غير حكومية توفر استشارات مجانية للأطفال والبالغين في جميع أنحاء جنوب أفريقيا.
وتدعم اليونيسف هذه المنظمة التي تدير تسعة مراكز اتصال في جميع أنحاء البلد، والعديد منها يتلقى مكالمات من أطفال يسألون عن فيروس الكورونا أو يريدون الإبلاغ عن الإهمال أو الجوع. وكثيراً ما يعاني الأطفال من القلق بسبب الإساءات، أو يواجهون خوفاً وصعوبات في أداء الواجبات المدرسية، أو يعانون من عنف منزلي أو مضايقات عبر الإنترنت. وخلال آخر أسبوعين من شهر حزيران/ يونيو 2020، تلقت هذه المراكز قرابة 6,000 مكالمة.
أوكرانيا

العاملة الاجتماعية «تيتيانا ستويانوفا» تزور أحد عملائها في بيلوكوراكين بشرق أوكرانيا. وتقول، "تتذرع بعض الأسر أحياناً بكوفيد-19 لإبقائنا خارج منازلها، ويقول أفرادها إنهم يخشون من التقاط عدوى المرض منّا".
وفي أوكرانيا، أُعيد 42,000 طفل، بمن فيهم ذوو إعاقات، إلى منازلهم من المدارس الداخلية وغيرها من مؤسسات رعاية الأطفال نتيجة للإجراءات الرامية إلى منع انتشار كوفيد-19. وقد أدى هذا الوضع إلى ازدياد الطلب على الخدمات الاجتماعية وتحسين دور العاملين الاجتماعيين في المجتمعات المحلية.
ويعمل مكتب اليونيسف في أوكرانيا مع شركاء إقليميين ومحليين لإجراء تقييم سريع للوضع وتوفير الدعم للأطفال والأسر في المجتمعات المحلية المستضعفة، إضافة إلى تزويد العاملين في الخط الأمامي في شرق أوكرانيا بمعدات الحماية الشخصية وتوجيهات فنية.