برنامج الاستلحاق الدراسي يعيد الأطفال المنقطعين إلى المدارس
نفذت اليونيسف برنامج الاستلحاق الدراسي لـ 6,128 طفل نازح
- متوفر بـ:
- English
- العربية
في كل صباح تغادر جهاد البالغة من العمر 13 عامًا الخيمة التي تصفها بالمنزل في مخيم السويداء بمحافظة مأرب، لتشق طريقها نحو مدرسة الكويت، حيث التحقت ببرنامج الاستلحاق الدراسي الذي يوفر للأطفال غير الملتحقين بالمدرسة في هذا المخيم فرصة الحصول على التعليم الأساسي على الرغم من محدودية موارد المدرسة.
تقول جهاد، طالبة في الصف السابع، "أتيت إلى هذه المدرسة بعد أن اضطررت إلى ترك الدراسة العام الماضي بسبب النزوح والعيش في ظروف صعبة". وتضيف: "أستمتع بالذهاب إلى المدرسة كل يوم للدراسة واللقاء بأصدقائي والعمل على بناء مستقبلي". كما تقول: "تساعدني ممارسة بعض الأنشطة مثل الرسم على التأقلم مع حياتي الجديدة داخل المخيم".
فرصة لمواصلة التعليم
استجابةً لاحتياجات الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة، نفذت اليونيسف برنامج الاستلحاق الدراسي في مخيمات النازحين في مأرب لمنح هؤلاء الطلاب الفرصة لمواصلة تعليمهم وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لالتحاقهم بالتعليم الرسمي مرة أخرى.
تقول وردة علي عبد العزيز المحيا، معلمة وميسرة في مدرسة الكويت، "أعمل كميسرة للمهارات الحياتية للطلاب النازحين الذين أجبروا على ترك المدرسة العام الماضي بسبب الظروف الاجتماعية أو النفسية التي نمر بها الآن نتيجة النزاع". وتشرح قائلة: "يهدف برنامج الاستلحاق الدراسي هذا إلى دعم الطلاب من خلال تعويضهم عما فاتهم من دروس، وتعليمهم المهارات، وتزويدهم بخدمات الدعم النفسي حتى يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم الرسمي".
شاركت وردة في برنامج التدريب على المهارات الحياتية الذي تدعمه اليونيسف والذي يهدف إلى تزويد المعلمين بالكفاءات اللازمة للتعامل مع الأطفال النازحين الذين انقطعوا عن الدراسة. وعن البرنامج تقول، "لقد تعلمتُ الكثير من المفاهيم الجديدة في التدريب التي مكنتني من مساعدة الأطفال النازحين. أنا أعلمهم من أجل أن أغرس فيهم حب التعليم وتحسين قدراتهم في التغلب على التحديات التي يواجهونها في المدرسة أو المنزل أو المجتمع، لكي يحيوا حياة طبيعية".
"قررتُ الالتحاق بالتدريس لإحداث فرق في حياة طلابي"
– الأستاذة وردة، ميسرة المهارات الحياتية
من بين أكبر التحديات التي تواجهها وردة بشكل يومي نقص الخدمات الأساسية في المخيم مثل الكهرباء وتعرض الخيام للرياح والعواصف والأمطار، حيث تؤثر هذه العوامل سلبًا على البيئة التعليمية، حيث تقول، "ومع ذلك، يستمر التعليم حتى في أحلك الظروف لأن المدرسة هي المساحة التعليمية الملائمة حيث يمكنهم التعلم بالإضافة إلى قضاء وقت ممتع".
التحق نصر، وهو طالب يبلغ من العمر 16 عامًا، بالبرنامج بعد أن ترك المدرسة لمدة عام بسبب النزوح. وفي هذا الصدد يقول، "لقد التحقتُ ببرنامج الاستلحاق الدراسي هذا حتى أتمكن من الالتحاق بالتعليم الرسمي لاحقًا، وتعلمتُ كيفية التعامل مع الضغوط وتحديات الحياة باستخدام المهارات التي تدربتُ عليها."
الحصول على خدمات الحماية
يساهم برنامج الاستلحاق الدراسي في إعادة الطلاب إلى المدارس وتزويدهم بخدمات الحماية والتدريب على المهارات الحياتية والدعم النفسي. يقول الأستاذ عبد الله أحمد، مدرس مادة الاجتماعيات في مدرسة الكويت، "البرنامج ليس فقط لتعليم الطلاب المناهج الدراسية، ولكنه أيضًا يزودهم بالمهارات الحياتية اللازمة لبناء التكيف الاجتماعي وتشكيل شخصياتهم وقدراتهم، فضلاً عن توفير الدعم النفسي لهم".
ويوضح: "ينتابني شعورٌ جيد عندما أرى طلابي مرتاحين ويتغلبون على مخاوفهم وقادرين على التكيف مع ظروفهم المعيشية".ويضيف قائلاً: "بفضل الأنشطة التي أقوم بها داخل الفصل، يتعلم الطلاب دروسهم وفي نفس الوقت يشاركون في الأنشطة الترفيهية".
بدعم مالي من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية، نفذت اليونيسف برنامج الاستلحاق الدراسي لـ 6,128 طفل نازح (3,423 طالب و 2,705 طالبة) وتعتزم الوصول إلى 50,000 طفل في جميع أنحاء اليمن ممن حُرموا من التعليم بسبب النزوح.