الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام تحد من سوء التغذية وتنقذ حياة الأطفال
تعمل اليونيسف – بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتبها للشؤون الإنسانية – علي توسيع نطاق الكشف المُبكر عن سوء التغذية لدى الأطفال وعلاجه من خلال توفير الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام

- متوفر بـ:
- English
- العربية
ُعد سوء التغذية في اليمن أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال، حيث يعاني ما يقرب من 2,2 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد. من بين هؤلاء، يعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة. وفي هذا الخصوص، تعمل اليونيسف – بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتبها للشؤون الإنسانية – علي توسيع نطاق الكشف المُبكر عن سوء التغذية لدى الأطفال وعلاجه من خلال توفير الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام.
"لقد أثبتت الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام كفاءةً عالية في معالجة سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال لاحتواءها على عناصر غذائية متوازنة"،
د. رضوان هيكل- مشرف تغذية.
يعمل د. رضوان هيكل مشرفًا للتغذية في مركز صحي في الخطابية، وهي منطقة ريفية في طور الباحة بمحافظة لحج، ويستقبل العشرات من الأمهات اللواتي يُحضِرن أطفالهن إلى المركز الصحي، حيث يقوم بقياس أوزانهم ويراقب نموهم ويقدم لهم الدعم اللازم. وفي هذا الصدد يقول، "يستقبل المركز حوالي 45 حالة كل شهر، من بينهم طفل إلى ثلاثة أطفال مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم، كما يستقبل المركز 15 حالة مصابة بسوء التغذية الحاد المتوسط كل شهر".
تبلغ نسبة الأطفال المصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم في منطقة الخطابية 20 في المائة، بينما تبلغ نسبة الأطفال المصابون بسوء التغذية الحاد المتوسط 40 في المائة. يقول د. رضوان، "معظم الأطفال الذين يأتون إلى المركز هم دون سن الخامسة، حيث نخضعهم أولاً للفحص قبل اتخاذ قرار بشأن العلاج اللازم. ويحصل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم على الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، ونقوم بمتابعتهم حتى يتعافوا".
معالجة سوء التغذية في المنزل
الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام عبارة عن مزيج من الفول السوداني والسكر ومسحوق الحليب والزيت والفيتامينات والمعادن، وهو غذاءٌ مستساغ ولين وغني بالطاقة ويوفر كميةً وفيرةً من المغذيات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لمساعدتهم على التعافي في منازلهم ومجتمعاتهم المحلية دون الحاجة للبقاء في مرافق الرعاية الصحية. يشرح د. رضوان بالقول، "أثبتت الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام كفاءةً عالية في معالجة سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال لاحتواءها على العناصر الغذائية المتوازنة التي يحتاجها الأطفال لنموهم واكتساب الوزن".

"أنا سعيدةٌ للغاية لأن ابنتي تتمتع بوزن صحي "
ثريا، أم
تقول ثريا، 30 سنة، وهي أمٌ لخمسة أطفال، "أحضرتُ ابنتي إلى المركز من أجل فحصها، وقرر الأطباء معالجتها من سوء التغذية، وقد تم إعطاؤها 15 كيسًا من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام لمدة أسبوع. بعدها سنعود إلى المركز لإجراء الفحوصات". وتضيف، "لدي أربعة أطفال آخرين، ودائمًا ما أحضرهم إلى هذا المركز لتلقي اللقاحات والعلاجات الطبية الروتينية. أنا في غاية السعادة لأن وزن جسم ابنتي صحي وتحصل على غذاء مناسب".
مخاطر سوء التغذية
واجه معظم الأطفال في القرى اليمنية خطر الإصابة بسوء التغذية والأمراض الأخرى، وغالباً ما يصارعون من أجل التعافي. تقدم اليونيسف، بالعمل مع شركائها، المساعدة المنقذة لحياة هؤلاء الأطفال.
لحسن الحظ ، تمكنت إشراق من إحضار ابنها إلى المركز الصحي بالخطابية الذي تدعمه اليونيسف لأنه لا يبعد عن منزلها سوى 10 دقائق سيرًا على الأقدام. تقول إشراق: "أظهرت الفحوصات أن ابني مصاب بسوء التغذية، لذلك قرر الأطباء معالجته باستخدام الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام. وسأحتاج الآن متابعة حالته في المركز الصحي بعد أسبوع واحد من أجل فحصه مرة أخرى". وتضيف، " أحضر أيضا أطفالي الآخرين إلى هذا المركز لإجراء الفحوصات لهم والحصول على الأدوية اللازمة لتجنب أي مخاطر ومضاعفات مرتبطة بسوء التغذية".

زيادة مستوى الوعي لدى الآباء
من جانب آخر، يُقدم رضوان هيكل، مشرف التغذية، التوعية للآباء حول أهمية نظافة الأطفال ويحثهم على إحضار أطفالهم للفحص لاكتشاف ما إذا كانوا مصابين بسوء التغذية حتى وإن كانوا يبدون في صحة جيدة. ويقول: "يشعر الآباء بسعادة غامرة عندما يرون أطفالهم يتعافون بعد أن حصلوا على الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام المُقدمة من اليونيسف".

بفضل المساعدات المُقدمة من مكتب الشؤون الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تعمل اليونيسف على تقديم المساعدات المنقذة لحياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن.