من المحنة للمنحة
كيف استفادت ثلاث سيدات سوريات من دعم يونيسف ليصبحن ميسرات يخدمن مجتمعاتهن.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
في ظهر يوم 18 أكتوبر 2012 المشمس، وبعد وقت قصير من ساعات الدوام المدرسي، شعرت هَزار وزوجها أحمد بالرعب عندما سمعا صوت انفجار قنبلة في المدرسة المجاورة لمنزلهم. كان معظم أفراد أسرتهم يعملون في تلك المدرسة التي أصبحت ركامًا الآن.
كانت هَزار وعائلتها محظوظين للغاية لأن أحدًا لم يصب بأذى. لكن في المنزل، اتفق الجميع على أن الخطر أصبح قريبًا جدًا. تقول هَزار: "قررت ترك كل شيء من أجل سلامة أطفالي."، ومن ضمن ما تركته وراءها كان فترة تدريبها لتصبح طبيبة تخدير في مستشفى محلي.
كانت مصر بلد اللجوء الذي اختارته هَزار وعائلتها بسبب قربها وتكلفة المعيشة المعقولة بها، وكانوا يعلمون أنهم سيعاملون معاملة جيدة من قبل المصريين. استقرت العائلة في مدينة دمياط الجديدة.
بعد الاستقرار هناك، لاحظت هَزار أن المدينة التي تستضيفهم تواجه مشكلة مقلقة: زيادة عدد الأطفال السوريين المتسربين من المدارس وعدم قدرة التلاميذ الملتحقين بالمدارس على التأقلم مع نظام التعليم المختلف في مصر.
قرر زوج هَزار استخدام خبرته في مجال التدريس لمساعدة هؤلاء الأطفال، وانضمت هَزار إلى المبادرة من خلال التطوع كمدرسة رياضيات لمساعدة الأطفال المسجلين بالفعل في المدرسة في دراستهم.
تحكي هَزار: "جمعنا الأطفال وبدأنا في إعدادهم لامتحانات آخر العام، وبدأ الأهالي في نشر المبادرة وأصبح لدينا المزيد والمزيد من الأطفال."
بعد شهرين، عرفت منظمة "أرض البشر TDH" - الشريك المنفذ ليونيسف في دمياط الجديدة – ما قام به الزوجان من خلال شهادة أحد الأهالي الممتنين لجهودهما، فتمت دعوة هَزار وأحمد لإجراء مقابلة مع المنظمة ليصبحا أول الميسرين السوريين في المدينة ضمن مشروع "تعزيز" الذي يهدف إلى تعزيز الحماية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال السوريين وأسرهم.
تقول هَزار أن التحدي الأول الذي واجههما في منصبهما الجديد هو اختلاف طبيعة وظيفة المدرس عن الميسّر. لمواجهة هذا التحدي، قدمت يونيسف لهَزار وزوجها تدريبًا ليصبحوا ميسرين يقدمان الدعم النفسي والاجتماعي ويتعاملان مع الأطفال والأسر المصابين بصدمات نفسية.
بفضل هذا التدريب، لم يتمكنا فقط من أداء واجباتهم الوظيفية بكفاءة، ولكنهما تمكنا أيضًا من البدء في توظيف سوريين آخرين في المشروع . واحدة منهم كانت في الأصل أحد المستفيدات من المشروع. نور، 30 سنة، هي أم لطفلين انتقلت إلى مصر في عام 2013. تقول وهي تتذكر دامعة: "بعد 3 أشهر من الإقامة في مصر، لم أكن قد تعرفت على أحد. كنت أسير بجوار استاد المدينة عندما لاحظت تجمعًا كبيرًا للعائلات السورية والمصرية. كانت تلك هي أكبر جالية سورية رأيتها منذ أن انتقلت إلى مصر، ولم أستطع أن أصدق أنها موجودة! "
تعرفت نور على خدمات TDH ويونيسف للعائلات والأطفال من خلال هذا التجمع، وسرعان ما أصبحت واحدة من المنتظمات في جلسات التوعية بالتربية والإيجابية والدمج الاجتماعي وإدارة الضغوط.
أصبحت نور داعية متحمسة للخدمات التي استفادت منها، وكانت تتحدث عنها كلما التقت بوجوه سورية جديدة في الشوارع والأسواق، كما قدمت اقتراحاتها لهَزار (التي كانت الميسرة الخاصة بها) لتحسين الخدمات.
سلوى كانت مستفيدة أخرى ممن حضرن الجلسات، وكانت قد أتت إلى مصر مع أطفالها في عام 2013. خائفة، ومنهكة، ولا تعرف متى سيكون زوجها قادرًا على الانضمام إليهم، مرت سلوى بوقت عصيب حتى تلقت مكالمة هاتفية غيرت حياتها للأفضل.
تحكي سلوى: ”كانت المكالمة دعوة من TDH للمجيء والتعرف على الخدمات المقدمة. كانوا قد حصلوا على رقم هاتفي من خلال جارتي التي أخبرتهم عني خلال مسح للمنضمين الجدد إلى المجتمع السوري في المدينة قام به الميسرون."
"من طفل إلى طفل" كان اسم التدريب الذي ألحقت به سلوى أطفالها عندما أتت إلى TDH لأول مرة. يهدف التدريب إلى مساعدة الأطفال السوريين على التفاعل مع الأطفال المصريين من خلال أنشطة الترابط المختلفة. تقول سلوى: "واجهت ابنتي مشكلة في الاختلاط مع زملائها في المدرسة بسبب حاجز اللهجة، فقد كانت تشعر أنها لا تفهمهم وهم لا يفهمونها بشكل جيد مما جعلها منطوية. لكن بعد فترة وجيزة من انضمامها إلى الجلسات، بدأت في تكوين أصدقاء مصريين وأصبحت تجيد اللهجة المصرية!"
عندما أصبحت هناك فرص عمل جديدة في المشروع، شجعت هَزار نور وسلوى على أخذت التدريب المكثف الذي أخذته هي وزوجها ليتمكنا من التقدم والحصول على وظيفة، فأصبحت السيدات الثلاث في النهاية زميلات