حالة أطفال العالم لعام 2023
لكل طفل، لقاحات
نريد أن نقدم لكم ثلاثة أطفال: «مروان»، و«هند»، و«إيمان».
وتمثل قصصهم أمثلة مؤثرة بشأن أحد أعظم إنجازات البشرية في مجال الصحة العامة: اللقاحات، لكل طفل.
مركز صحي. حملة تحصين. مخيم للمهجّرين داخلياً.
هذه هي الأوضاع التي ظل الأطفال من قبيل «مروان» و«هند» و«إيمان» يحصلون فيها على اللقاحات منذ عقود، وتكون الأرجحية أكبر بكثير أن يتمتعوا بفرصة ليزدهروا ويتعلموا وأن يتمكنوا من عيش حياة صحية عندما يحصلون على حماية من الأمراض.
ستكتشفون في تقرير حالة أطفال العالم أنه من الأهمية الحاسمة أن نتصرف الآن لنضمن أن الأطفال الآخرين، مثل «مروان» و«هند» و«إيمان»، لا يتخلفون عن الركب.
جسّدت قصص «مروان» و«هند» و«إيمان» الثورة التي حدثت في مجال بقاء الطفل، ولكن حسبما يؤكد تقرير حالة أطفال العالم لهذا العام، ثمة عدد متزايد من الأطفال لا يحصلون على اللقاحات التي يحتاجونها حاجة ماسّة. ويعيش هؤلاء الأطفال عادة في المجتمعات المحلية الأشد فقراً والأكثر نأياً والأكثر عرضة للتهميش.
كانت جائحة كوفيد-19 كارثة على تحصين الأطفال. ويفيد هذا الإصدار من تقرير حالة أطفال العالم أنه خلال ثلاث سنوات فقط، خسر العالم التقدم الذي تحقق على امتداد أكثر من عقد.
نحن نمر في لحظة حاسمة. لقد بدأنا نرى أن الأمراض التي يمكن منعها باللقاحات أخذت تبرز من جديد حالياً في أجزاء من العالم، وكنا قد كافحنا بلا كلل على امتداد عقود للسيطرة عليها. وإذا لم نتصرف الآن، فثمة ملايين من الأطفال الأشد ضعفاً في العالم قد لا يتمكنون أبداً من الوصول إلى مركز صحي، أو لن تتمكن حملات التحصين من الوصول إليهم. وللأسف، من الممكن أن يتخلفوا عن الركب وأن يواجهوا خطراً أكبر من هذه الأمراض.
وكما ستعرفون من هذا التقرير، لم يفت الأوان بعد. فأمامنا فرصة للاستجابة وإنقاذ أرواح ملايين الأطفال. ونوضّح في هذا التقرير ما الذي يجب أن يحدث للوصول إلى الأطفال الأشد ضعفاً في العالم باللقاحات.
ثمة عدد كبير من الأطفال في جميع أنحاء العالم لا يحصلون حالياً على اللقاحات التي يحتاجونها لحمايتهم من الوفاة والأمراض الخطيرة، إذ تسببت جائحة كوفيد-19 بتعطيل شديد لتقديم لقاحات الطفولة، وخسر 67 مليون طفل اللقاحات الروتينية إما جزئياً أو كلياً بين عامي 2019 و 2021 مما تركهم معرضين للإصابة بمجموعة من الأمراض التي يمكن منعها.
إن طفلاً واحداً من كل خمسة أطفال في العالم إما غير حاصلين على أي جرعة لقاح أو منقوصو التحصين، مما يعني أنهم خسروا كلياً أو جزئياً اللقاحات الروتينية، وهذه مستويات لم نشهدها منذ عام 2008.
Zero-dose children are those who have not received their first diphtheria-pertussis-tetanus vaccine (DTP1). Under-vaccinated children are those who received one dose, but not a third protective dose.
بدأت الأمراض تظهر من جديد حالياً في بلدان كانت قد تمكنت من السيطرة عليها سابقاً. وفي هذه الأثناء، بدأنا نرى أيضاً تصاعداً في الإصابات في البلدان التي لم تتمكن لغاية الآن من القضاء على تلك الأمراض، بما في ذلك حالات تفشٍ للكوليرا والحصبة وشلل الأطفال.
إن قصة الأطفال الذين لا يحصلون على اللقاحات هي قصة انعدام المساواة، والفقر، والمجتمعات المحلية المنقوصة الخدمات. ويعيش أكثر من ثلاثة من كل أربعة أطفال من غير الحاصلين على أي جرعة لقاح في 20 بلداً، وذلك في مناطق ريفية ونائية، وفي الأحياء الفقيرة في المدن، وفي المناطق المتأثرة بالأزمات، وفي المجتمعات المحلية للمهاجرين واللاجئين. وهؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى الحصول على اللقاحات.
كانت جائحة كوفيد-19 كارثة على تحصين الأطفال، ولكن حتى قبل الجائحة كانت علامات الخطر ماثلة. وقد كشفت الجائحة عن المشاكل القائمة منذ مدة طويلة في أنظمة الصحة العالمية والتي ساهمت في هذا التراجع الكبير. يمكن هنا معرفة المزيد عن الأسباب الرئيسية التي تحول دون حصول عدد كبير من الأطفال على اللقاحات التي يحتاجونها لحمايتهم.
كيف أدت جائحة كوفيد-19 إلى تراجع معدلات التحصين
تسببت الجائحة بطلب غير مسبوق على أنظمة الصحة العالمية، واضطرت أنظمة صحية عديدة إلى تحويل الموارد الشحيحة بعيداً عن توفير الرعاية الروتينية، بما فيها جهود التحصين، سعياً منها للتعامل مع هذه الأزمة.
كانت المطالب التي وُضعت على العاملين الصحيين استثنائية، فإضافة إلى مطالبتهم بالتعامل مع زيادة كبيرة في عبء العمل، كان يتعين على الكثير منهم التعامل مع أعباء إضافية في منازلهم، بما في ذلك رعاية أسرهم. وأثناء العمل، كان الكثير منهم غير قادرين على الحصول على الأدوات الأساسية، بما في ذلك معدات الوقاية الشخصية. وواجه العاملون الصحيون أيضاً خطر الإصابة وكذلك تمييزاً اجتماعياً واعتداءات. لذا، أصبح الإرهاق الشديد قضية حرجة كان لها تأثير هائل على حملات التحصين. وفي هذه الأثناء، أدت التوصيات بملازمة المنازل إلى تأثير كبير على قدرة الأسر واستعدادها للوصول إلى المرافق الصحية لتحصين أطفالها.
حتى قبل الجائحة، كانت علامات الخطر ماثلة
يعيش معظم الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح في الأجزاء الأشد فقراً والأكثر عرضة للتهميش في العالم، حيث ظلت أنظمة الرعاية الأولية تاريخياً غير مجهزة للوصول إلى هؤلاء الأطفال. وتعمل الأنظمة الصحية ضمن موارد محدودة وتعاني من نقص في العاملين الصحيين الماهرين. أما العاملون الصحيون الذين يعملون في تلك المجتمعات المحلية، فغالباً ما تكون قدرتهم محدودة في الحصول على اللقاحات والإمدادات اللازمة لتقديمها. إضافة إلى ذلك، غالباً ما يكون جمع البيانات في تلك المجتمعات المحلية صعباً جداً ومحدوداً، وبالتالي يصبح رصد الأماكن التي يعيش فيها الأطفال المنقوصو التحصين والوصول إليها بحملات التحصين أمراً معقداً بشدة.
كيف يساهم الفقر في انخفاض معدلات التحصين
ثمة تأثير كبير للفقر على ما إذا كان الأطفال سيحصلون على لقاحات أم لا. ويعيش الكثير من العدد المتزايد من الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح والأطفال المنقوصي التحصين في أوضاع يواجهون فيها عوائق اقتصادية كبيرة. وعلى صعيد العالم، تبلغ نسبة الأطفال من الأسر المعيشية الأشد فقراً وغير الحاصلين على أي جرعة لقاح أكثر قليلاً من طفل واحد من كل 5 أطفال؛ فيما تبلغ النسبة في الأسر المعيشية الأكثر ثراءً طفلاً واحداً من كل 20 طفلاً. وغالباً ما يعيش هؤلاء الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح والأطفال المنقوصو التحصين في مناطق نائية وفي الأحياء الفقيرة في المدن.
وفي المناطق النائية، غالباً ما تكون الخدمات الصحية قليلة، وتعيش الأسر على مسافات بعيدة عن المرافق الصحية. وتشكل مشاكل سلاسل الإمداد، والنقص في العاملين الصحيين، ونقص التيار الكهربائي وخدمات المياه والصرف الصحي عقبات كبيرة أمام توافر اللقاحات.
وفي الأحياء الفقيرة في المدن، غالباً ما تكون أنظمة الرعاية الصحية غير مجهزة لتلبية الاحتياجات للعدد الكبير من السكان، ويكون تحمل كلفة الرعاية عائقاً كبيراً. وغالباً يكون الوالدون والقائمون على الرعاية يعملون في عدة وظائف وينهضون بمسؤوليات عديدة ولا يكون بوسعهم التغيّب عن العمل وتحمل كلفة المواصلات اللازمة للوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، إذ يؤثر ذلك تأثيراً كبيراً على الوضع المالي للأسرة.
تؤدي النزاعات والتهجير إلى تأثيرات مدمرة
يؤدي العنف وعدم الاستقرار – وهما من سمات النزاعات – إلى إعاقة كبيرة لفرص الأطفال في الحصول على اللقاحات. ففي عام 2018، كان 40 بالمئة من الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح يعيشون في أوضاع هشاشة أو أوضاع متأثرة بالنزاعات.
وثمة صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأطفال بالخدمات الصحية في هذه الأوضاع. وكثيراً ما يكون العاملون الصحيون أنفسهم مهجّرين، كما يتوقف التمويل للخدمات الصحية وتتعطل سلاسل الإمداد للقاحات. وأحياناً تُستهدف المرافق الصحية بالهجمات، مما يجعل حصول الأسر على الرعاية الصحية أمراً محفوفاً بالخطر.
وفي هذه الأثناء، أَجبَرت النزاعات في السنوات الأخيرة ملايين الأطفال على الفرار من منازلهم والهجرة إلى مخيمات اللاجئين أو المهجّرين داخلياً. ونظراً لأن إقامة الأسر في هذه الأوضاع تكون في العادة مؤقتة، يصبح من الصعب جداً رصد معدلات التحصين ضمن هذه المجتمعات المحلية والوصول إلى الأطفال بما يحتاجونه من لقاحات منقذة للأرواح.
الانتشار المثير للقلق للمعلومات المضللة حول اللقاحات وعدم الثقة بها
يعتمد القرار بتحصين الطفل اعتماداً جزئياً على الثقة. فيجب أن يكون لدى الوالدين والقائمين على رعاية الطفل ثقة بنظام الرعاية الصحية وبمنتجي اللقاحات والمؤسسات الصحية الحكومية. وحتى قبل جائحة كوفيد-19، تم تحديد ظاهرة التردد في تلقي اللقاحات بوصفها إحدى أكبر 10 تهديدات للصحة العالمية.
وثمة إشارات مثيرة للقلق حالياً بأننا نشهد تراجعاً كبيراً في العديد من البلدان في الثقة باللقاحات، إذ تساهم زيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في هذا التوجه. وفي بعض أجزاء العالم، ثمة تراجع بالثقة بالسلطات المسؤولة عن تنفيذ حملات التحصين. وتسهم جميع هذه العوامل في التراجع بالثقة.
العاملات الصحيات لا يتمتعن بتمكين كافٍ
عادة ما تكون العاملات الصحيات متواجدات في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية إذ يقدمن اللقاحات للأطفال الأشد حاجة إليها. ولكن في معظم أجزاء العالم، غالباً ما تعاني العاملات الصحيات من تدني الأجر ويُحرمن من فرص التدريب والتنمية المهنية. ورغم أن النساء يشكلن غالبية قوة العمل في الرعاية الصحية، فقد بقين منذ أمد بعيد منقوصات التمثيل في الأدوار القيادية. ويعود جزء من سبب عدم المساواة في الأجر للنساء في قطاع الرعاية الصحية إلى أن العديد من النساء يعملن في أدوار غير مدفوعة الأجر أو بأجر متدنٍ، عادة كعاملات صحيات مجتمعيات. إضافة إلى ذلك، كثيراً ما تواجه العاملات الصحيات تهديدات لأمنهن إذ يواجهن خطر العنف والإساءات اللفظية. وتساهم هذه العوامل في النقص العالمي في قوى العمل في القطاع الصحي في الوقت الذي تكافح فيه الحكومات للمحافظة على الموارد المطلوبة لتوفير الرعاية الصحية. وهذا يؤدي إلى تأثير كبير على تقديم خدمات التحصين.
يقدم لكم تقرير حالة أطفال العالم لهذا العام بعض النساء الرائعات اللاتي يبذلن، رغم المصاعب التي يواجهنها، أقصى ما في طاقتهن للتحقق من إمكانية الأطفال والمجتمعات المحلية في الحصول على اللقاحات. ومن الأهمية الحاسمة تمكين العاملات الصحيات ودعمهن.
«ماريا أورتينسيا كاتوكواغو» هي عاملة صحية مجتمعية في إكوادور، وتقدم الرعاية للمجتمع المحلي في توروكوشو في سفوح المرتفعات الشمالية الشرقية للإكوادور. وإضافة إلى عملها في التفاعل مع المجتمع المحلي بشأن أهمية اللقاحات، تعتني بمزرعة لإنتاج الألبان. وتقول، "أشعر بالحماس لمساعدة الآخرين، أريد أن ينمو جميع الأطفال في مجتمعي وهم بصحة جيدة وسعداء وأن يتمتعوا بالفرص نفسها التي يحظى بها أقرانهم".
عملت «منى إيفروز جان كلود» كممرضة في هايتي لأكثر من عقد. وأثناء ذلك الوقت، تأثر النظام الصحي في البلد تأثراً شديداً بالكوارث الطبيعية وانعدام الاستقرار السياسي والعنف. ومع ذلك، فإنها تواصل خدمتها، وتقول "بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بالراتب بل بمشاعر المريض. ... ففي كل صباح، أعلم أنني سأساعد شخصاً ما في التغلب على معاناته الجسدية أو النفسية. وهذا ما يدفعني إلى الاستيقاظ كل يوم والمجيء إلى العمل".
لا تنظر «غادة علي عبيد» إلى تحصين الأطفال بوصفه مهمة وظيفية فحسب، بل هو رسالة تؤديها. وهي تتجول بين أروقة مجمع دار سعد الطبي في اليمن وتقدم المشورة للأمهات حول فوائد التحصين وتتواجه إلى الشوارع للوصول إلى الأطفال الذين سيخسرون اللقاحات إذا لم تتمكن «غادة» وزملاؤها من الوصول إليهم. ويأخذ زوجها «إيهاب» إجازة من عمله كسائق سيارة أجرة ليوصلها إلى تلك المناطق النائية حيث تنطلق حملات التحصين، ويقول تحظى باحترامي الكامل بسبب ذلك".
على الرغم من التقدم الذي تحقّق على امتداد عقود من الزمن، يكشف تقرير حالة أطفال العالم بأننا لا نتمكن، وباستمرار، من الوصول إلى طفل واحد من كل خمسة أطفال باللقاحات المنقذة للأرواح. ومن الأهمية الحاسمة أن نتصرف الآن لتحصين كل طفل، بصرف النظر أين وُلد وما هي هويته وأين يعيش. وإذا قمنا بذلك فإننا نمنح أطفال اليوم وراشدي الغد فرصة للازدهار.
وفيما يلي الإجراءات التي يمكننا ويجب علينا اتخاذها:
تحصين كل طفل من خلال برامج تحصين فعالة وحملات تحصين استدراكية
- استدراك الأطفال الذين خسروا اللقاحات أثناء الجائحة. تقدِّر اليونيسف أن 67 مليون طفل خسروا اللقاحات الروتينية كلياً أو جزئياً بين عامي 2019 و 2021. ويتجاوز هؤلاء الأطفال السن الذي يحصلون فيه على اللقاحات في الظروف العادية. ثمة حاجة إلى حملات تحصين مكيّفة للوصول إليهم، مسنودة بدعم مالي كافٍ للبلدان الأشد تأثراً. وهذه الحملات الاستدراكية ضرورية إضافة إلى تعزيز برامج التحصين الروتيني القائمة والتي ينبغي أن تكون مدمجة في الرعاية الصحية الأولية.
- تحديد الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح والأطفال المنقوصي التحصين. من خلال جمع بيانات عالية الجودة حول التحصين، يمكننا تحديد الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح وأماكن المجتمعات المحلية التي لم تصلها خدمات التحصين. ومن بين العناصر الرئيسية لهذا العمل هو الانهماك مع هذه المجتمعات المحلية وقادتها للمساعدة في تحديد العوائق أمام تحصين الأطفال، وتطوير نُهج تلبي احتياجات الأسر.
- تحديد الأطفال في المناطق الحضرية والوصول إلى الأطفال في المناطق الريفية الذين لم يتم الوصول إليهم. وهذا يتضمن تعزيز الانهماك مع المجتمعات المحلية، واستعادة الموارد البشرية التي تمت خسارتها بسبب الحاجة إلى الاستجابة إلى جائحة كوفيد-19، وتوفير خدمات تحصين مرنة، وتمكين العاملين الصحيين المحليين.
- التصدي للتحديات في أوضاع الطوارئ وأوضاع الهشاشة. من المهم أن نولي الأولوية لاستعادة قوى العمل والهياكل الأساسية في قطاع الصحة في الأوضاع الهشة ليتمكن الأطفال المتنقلون من الحصول على اللقاحات.
تعزيز الثقة باللقاحات
- الانهماك بفاعلية مع المجتمعات المحلية. من الأهمية الحاسمة بناء الثقة باللقاحات. وإذا أردنا زيادة التغطية العالمية للتحصين، من الضروري فهم المواقف المحددة إزاء سلامة اللقاحات وقيمتها في أي مجتمع محلي محدد، وهذا يتطلب تعزيز الانهماك مع المجتمع المحلية والاعتماد على التدخلات التي يصممها وينفذها أفراد موثوقون من المجتمعات المحلية.
- معالجة العوائق المتعلقة بالنوع الجنساني. يجب استخدام نُهج مبتكرة لتوجيه القائمين على رعاية الأطفال وتثقيفهم، خصوصاً الأمهات؛ ويجب تكييف الخدمات لتلبية احتياجات القائمين على رعاية الأطفال الذين يعانون من ضيق الوقت.
- تجهيز الأطباء والعاملين الصحيين والقادة الدينيين للتعامل مع الشواغل الموجودة. يتمتع هؤلاء الأفراد بمستوى عالٍ من الثقة ضمن مجتمعاتهم المحلية، لذا يجب تمكينهم من أجل التصدي للمعلومات المضللة وللترويج لقيمة اللقاحات. وعندما ينهمك هؤلاء الأفراد في حوارات، فإنهم يتيحون للناس مشاطرة مشاعرهم وشواغلهم مما يساعد في غرس الثقة باللقاحات.
الاستثمار في التحصين والصحة
- الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية. من الأهمية الحاسمة إيلاء الأولوية للاستثمار في الرعاية الصحية الأولية. وتعتمد حملات التحصين الفعالة على وجود أنظمة قوية وحسنة الموارد للرعاية الصحية. يجب أن تتركز أولوية التمويل على ضمان إمكانية الوصول المنصف إلى الخدمات، خصوصاً للمجتمعات المحلية المحرومة. وحتى في أوقات محدودية الموازنات، فإن العوائد العالية المتأتية عن الاستثمار في التحصين تؤكد على فوائد إيلاء الأولوية له في التمويل.
- التركيز على العاملين الصحيين، خصوصاً النساء. إن العاملين الصحيين هم الركن الأساسي للرعاية الصحية الأولية، ومن الأهمية الحاسمة زيادة أعدادهم ومهاراتهم ودافعيتهم. وهذا يعني تحسين أجورهم وظروف عملهم، وتزويدهم بفرص التنمية المهنية، وحمايتهم من التمييز والعنف.
- تعزيز القيادة والمساءلة. لقد بات ضمان الإنفاق الجيد والكفؤ للمال أهم من أي وقت مضى. ولتحقيق ذلك، يجب تحقيق قيادة قوية ومساءلة للإشراف على الإنفاق الفعال على الرعاية الصحية.
- إضفاء انسجام أفضل على الدعم من المانحين. عادة ما تستفيد البلدان ذات الأنظمة الصحية الهشة أو المنقوصة التمويل من دعم المانحين. وبدلاً من تركيز الدعم المالي على مبادرات وحملات معنية بأمراض محددة، من المهم التحول نحو تمويل التعزيز العام لنظام الرعاية الصحية.
- الاستثمار في التقنيات الناشئة لزيادة إمكانية الحصول على اللقاحات ويسر كلفتها. لقد أحدثت جائحة كوفيد-19 تحولاً كبيراً في مجال التحصين. ومن خلال استخدام الاكتشافات الحديثة في تقنيات التحصين، بما في ذلك لقاح الرنا المرسال، يمكننا أن نطور اللقاحات بسرعة كبيرة وبأمان. ومن المهم أن نمول هذه الابتكارات إذ نمضي إلى الأمام. وبوسعنا تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في المجمعات الإقليمية المعنية باللقاحات، خصوصاً في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وسيساعد ذلك في زيادة إمكانية الحصول على اللقاحات وفي تخفيض كلفتها في المناطق التي يعيش فيها أكبر عدد من الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح.
إقامة أنظمة رعاية صحية قادرة على التحمل
- إدماج الخدمات. إن إدماج خدمات لقاحات الطفولة في أنظمة معززة للرعاية الصحية هو أمر ضروري لتحقيق الهدف بتحصين كل طفل، وهذا يعني أن تصبح اللقاحات جزءاً روتينياً من تنشئة الأطفال.
- تحسين رصد تفشي الأمراض. يساعد الجمع الأفضل للبيانات في رصد معدلات التحصين وتتبّع انتشار الأمراض التي يمكن منعها، مما يتيح اتخاذ تدابير وقائية. وبوسع استخدام السجلات الإلكترونية للتحصين أن يضمن حصول كل طفل على اللقاح الصحيح في الوقت الصحيح.
- ضمان زيادة إمكانية الحصول على اللقاحات والإمدادات الأساسية. إضافة على اللقاحات نفسها، من الضروري ضمان إتاحة الحصول على إمدادات من المحاقن ومعدات الوقاية الشخصية وأجهزة سلسلة التبريد وبأسعار ميسورة.
- التركيز على الابتكار. من خلال الاستفادة من التقنيات المتوفرة، من قبيل سلاسل التبريد التي تعمل بالطاقة الشمسية، والطائرات المسيرة التي توصِل جرعات اللقاحات، واستخدام اللقاحات المقاومة للحرارة، بوسعنا الوصول إلى المجتمعات المحلية في الأوضاع الأشد صعوبة. وفي الوقت نفسه، يمكن لأنظمة وضع الخرائط التي تعتمد على بيانات من هواتف مقدمي اللقاحات أن تكشف عن مكان وجود المجتمعات المحلية التي توجد فيها معدلات تحصين منخفضة، والوصول إليها من خلال حملات التحصين.
مرة إثر مرة، وعلى امتداد السنوات، عندما واجهنا حالات تفشٍ لأمراض يمكن منعها، استجبنا بفاعلية – ووصلنا إلى ملايين الأطفال وحميناهم من الأذى عبر تزويدهم باللقاحات.
يمكننا ويجب علينا أن نقوم بعمل أفضل للوصول إلى هؤلاء الأطفال مرة أخرى.
ووقبل أكثر من ثلاثة عقود، أقرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل والتي كرّست التزاماً لكل طفل: "التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه وبحقه في مرافق علاج الأمراض وإعادة التأهيل الصحي".
ويكمن في صلب هذا التزام تزويد الأطفال باللقاحات التي يحتاجونها ليزدهروا. والتزاماً بهذا المبدأ، نحن نعلم أن ثمة حاجة للتغيير. لقد آن الأوان لإظهار الإرادة السياسية لحماية صحة كل طفل.
في عام 1990، توفي طفل واحد من كل 11 طفلاً قبل بلوغه سن الخامسة. وفي غضون ثلاثة عقود، انخفض هذا العدد إلى طفل واحد من بين كل 27 طفلاً. لقد لعبت اللقاحات دوراً حاسماً في هذا التحسن الملحوظ.
يجب أن تكون الإرادة السياسية مستندة على التفاؤل وقائمة على حقيقة أن تحصين الأطفال هو أمر مجدٍ اقتصادياً. وكما نعلم، تُحقِّق اللقاحات أكثر من مجرد إنقاذ الأرواح، فهي تتيح للأطفال أن يزدهروا وأن يتوجهوا إلى المدارس ويتعلموا ويصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع.
إن السبيل إلى الأمام معقد ولكنه قائم على الأمل. وقد تغلبنا على تحديات مثل هذه في السابق وبوسعنا القيام بذلك من جديد. ومن خلال القيام بعمل كبير وإيلاء الأولوية للتحصين، بوسعنا الوصول إلى الأطفال في أماكن غالباً ما ظلوا عرضة للتجاهل فيها.
الأطفال في القرى النائية التي تبعد مسافة كبيرة عن أقرب طريق.
الأطفال في الأحياء الحضرية الفقيرة الذين وصلوا لتوهم مع أسرهم ويعيشون دون أن يعلم بأمرهم أحد.
الأطفال في مناطق النزاعات حيث لا تعلم الأسر أين ستبيت ليلتها المقبلة.
هؤلاء الأطفال يعتمدون علينا. فالآن إذاً هو وقت العزم. الآن هو وقت العمل لحماية صحة كل طفل.
نقاط مهمة
يواجه العالم خطراً شديداً في مجال صحة الطفل: فقد انخفضت تغطية اللقاحات انخفاضاً شديداً أثناء جائحة كوفيد-19.يبحث تقرير اليونيسف الأخير: حالة أطفال العالم لعام 2023: لكل طفل، لقاحات، فيما هو مطلوب أن يحدث من أجل ضمان حصول كل طفل و في كل مكان على الحماية من الأمراض التي يمكن منعها باللقاحات