بيانات جديدة تشير إلى تراجع الثقة بلقاحات الطفولة بما يصل إلى 44 نقطة مئوية في بعض البلدان أثناء جائحة كوفيد-19

تقرير جديد لليونيسف يُظهر أن 67 مليون طفل خسروا لقاحاً واحداً أو أكثر خلال ثلاث سنوات بسبب تعطيل الخدمات الناجم عن الأعباء الشديدة التي تحملتها الأنظمة الصحية، وتحويل الموارد الشحيحة إلى استخدامات أخرى، وأوضاع النزاعات والهشاشة، وتناقص الثقة باللقاحات.

20 نيسان / أبريل 2023
فتاة تتلقى اللقاح
UNICEF/UN0679336/Hayyan
في اليمن، تقوم غادة علي عبيد بتلقيح عاملة صحية، 53 عاماً، أماني نصر، 11 عاماً، كجزء من حملة توعية.

نيويورك، 20 نيسان/ أبريل 2023 – حذَّرت اليونيسف اليوم في تقرير جديد حول اللقاحات من أن تصور الجمهور بشأن أهمية لقاحات الأطفال تراجع أثناء جائحة كوفيد-19 في 52 بلداً من مجموع 55 بلداً شملتها الدراسة.

يكشف تقرير حالة أطفال العالم 2023: لكل طفل، لقاحات أن تصور الجمهور بشأن أهمية لقاحات الطفولة تراجع بأكثر من الثلث في جمهورية كوريا، وبابوا غينيا الجديدة، وغانا، والسنغال، واليابان بعد بدء الجائحة. وُتظهر البيانات الجديدة، التي جمعها مشروع الثقة باللقاحات ونشرتها اليونيسف اليوم، أن الصين والهند والمكسيك كانت البلدان الوحيدة التي شملتها الدراسة وظلت التصورات السائدة فيها بشأن أهمية اللقاحات قوية كما كانت، أو أنها تحسّنت. وفي معظم البلدان، كانت الأرجحية أكبر أن يبلِّغ الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة والنساء عن ثقة أقل بلقاحات الطفولة، وذلك بعد بدء الجائحة.*

تتسم الثقة باللقاحات بأنها متقلبة ومرتبطة بأوقات محددة. وسيتعين جمع بيانات إضافية وإجراء المزيد من التحليل لتحديد ما إذا كانت النتائج التي توصل إليها التقرير تشير إلى توجّه أبعد مدى. ورغم التراجع، ظل الدعم العام للقاحات قوياً نسبياً، ففي حوالي نصف البلدان الـ 55 التي شملتها الدراسة، أفاد أكثر من 80 بالمئة من المجيبين على الاستطلاع بأن اللقاحات مهمة للأطفال.

ومع ذلك، يحذِّر التقرير من أن ثمة عدة عوامل تجتمع معاً مما يدل على احتمال أن تهديد التردد في تلقي اللقاحات يتنامى حالياً. ومن بين هذه العوامل التشوّش بشأن الاستجابة إلى الجائحة، وتزايد إمكانية الوصول إلى المعلومات المضللة، وتراجع الثقة بالخبراء، والاستقطاب السياسي.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "أثناء ذروة الجائحة، طوّر العلماء بسرعة لقاحات أنقذت عدداً لا يُحصى من الأرواح. ولكن رغم هذا الإنجاز التاريخي، ظلت المعلومات المُضلِّلة حول جميع أنواع اللقاحات تنتشر بقدر انتشار الفيروس نفسه. وتمثل هذه البيانات إشارة تحذير مثيرة للقلق، وليس بوسعنا أن نسمح بأن تصبح الثقة باللقاحات الروتينية ضحية أخرى من ضحايا الجائحة، وإلا فإن موجة الموت التالية ستكون على شكل وفاة عدد أكبر من الأطفال من جراء الحصبة والدفتريا وغيرهما من الأمراض التي يمكن منعها".

ومما يثير القلق أن هذا التراجع في الثقة حدث أثناء أكبر تراجع مستمر في تلقي لقاحات الطفولة منذ 30 عاماً والذي نجم عن جائحة كوفيد-19، فقد عطّلت الجائحة خدمات تحصين الأطفال في كل مكان تقريباً، خصوصاً بسبب الطلب الشديد على الأنظمة الصحية، وتحويل موارد التحصين نحو تقديم لقاحات كوفيد-19، والنقص في العاملين الصحيين، وإجراءات ملازمة المنازل.

ويحذِّر التقرير الصادر اليوم من أن 67 مليون طفل خسروا اللقاحات خلال الفترة ما بين عامي 2019 و 2021، وقد تناقصت مستويات تغطية التحصين في 112 بلداً. وبات الأطفال الذين ولدوا قبل فترة وجيزة من الجائحة أو أثنائها يتجاوزون حالياً السن الذي كانوا سيحصلون فيه على اللقاحات في الظروف العادية، مما يؤكد على الحاجة إلى عمل عاجل لاستدراك الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاحات وتفادي تفشي أمراض فتاكة. وعلى سبيل المثال، بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة في عام 2022 أكثر من ضعفي ما بلغه في السنة السابقة. وازداد عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل من جراء مرض شلل الأطفال بنسبة 16 بالمئة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق. وعند مقارنة الفترة ما بين عامي 2019 و 2021 مع فترة الثلاث سنوات السابقة، نجد زيادة بمقدار ثمانية أضعاف في عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل من جراء مرض شلل الأطفال، مما يؤكد على الحاجة إلى ضمان مواصلة جهود التحصين.

أدت الجائحة أيضاً إلى مفاقمة أوجه انعدام المساواة القائمة، فبالنسبة لعدد كبير جداً من الأطفال، خصوصاً الذين يعيشون في المجتمعات المحلية الأكثر عرضة للتهميش، ما تزال اللقاحات غير متوفرة وغير متاحة وغير ميسورة الكلفة. وحتى قبل الجائحة، كان التقدّم في مجال التحصين يراوح مكانه لمدة عقد تقريباً إذ كان العالم يكابد في الوصول إلى الأطفال الأكثر عرضة للتهميش.

ومن بين الأطفال الـ 67 مليوناً الذين خسروا اللقاحات الروتينية بين عامي 2019 و 2021، لم يتلقَ 48 مليوناً منهم أي جرعة لقاح. ولغاية نهاية عام 2021 كان يوجد في الهند ونيجيريا أكبر أعداد من الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح (ويضم البَلدان أعداداً كبيرة جداً من الأطفال المولودين في الفترة المشار إليها)، إلا أن الزيادة في أعداد الأطفال غير الحاصلين على أي جرعة لقاح كانت بارزة بصفة خاصة في كل من ميانمار والفلبين.

ويعيش الأطفال الذين يخسرون اللقاحات في المجتمعات المحلية الأشد فقراً والأكثر نأياً والأكثر عرضة للتهميش، والتي تكون أحياناً متأثرة بالنزاعات. وتكشف البيانات الجديدة التي أنتجها ’المركز الدولي للإنصاف في الصحة‘ لهذا التقرير أن طفلاً واحداً من كل خمسة أطفال في الأسر المعيشية الأشد فقراً لم يحصلوا على أي جرعة لقاح، بينما تبلغ نسبتهم في الأسر المعيشية الأكثر ثراءً طفلاً واحداً من كل عشرين طفلاً. كما وجدت البيانات أن الأطفال غير المحصنين عادة ما يعيشون في مجتمعات محلية يصعب الوصول إليها، من قبيل تلك الموجودة في المناطق الريفية أو في الأحياء الفقيرة في المدن. وعادة ما يكون هؤلاء الأطفال مولودين لأمهات لم يتمكنَّ من الالتحاق بالمدرسة أو لا يتمتعن إلا بقدرة ضئيلة على اتخاذ القرارات في الأسرة. وتبلغ هذه التحديات أقصى مداها في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حيث يكون حوالي طفل واحد من كل 10 أطفال في المناطق الحضرية غير حاصلين على أي جرعة لقاح، وتصل النسبة إلى طفل واحد من كل 6 أطفال في المناطق الريفية. أما في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا، فليس ثمة فجوة تقريباً بين الأطفال الذين يعيشون في المناطق الحضرية وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية.

ومن أجل تحصين كل طفل، من الأهمية الحاسمة تعزيز الرعاية الصحية الأولية وتزويد عاملي الخط الأمامي فيها، ومعظمهم نساء، بما يحتاجونه من دعم وموارد. وقد وجد التقرير أن النساء يقفن في الخط الأمامي لتقديم اللقاحات، إلا أنهن يعانين من تدني الأجر، والتوظيف غير الرسمي، ونقص التدريب الرسمي وفرص الارتقاء المهني، وتهديدات لأمنهن.

وبغية معالجة هذه الأزمة لبقاء الأطفال، تدعو اليونيسف الحكومات إلى مضاعفة التزامها بزيادة التمويل للتحصين، والعمل مع الجهات صاحبة المصلحة لإطلاق الموارد المتوفرة، بما في ذلك الأموال المتبقية من الاستجابة إلى جائحة كوفيد-19، وذلك لتنفّذ بسرعة جهوداً لاستدراك التحصين من أجل حماية الأطفال ومنع تفشي الأمراض.

ويحثّ التقرير الحكومات أن تقوم بما يلي:

  • العمل بسرعة على تحديد جميع الأطفال والوصول إليهم، خصوصاً الذين خسروا اللقاحات أثناء جائحة كوفيد-19
  • تعزيز الطلب على اللقاحات، بما في ذلك من خلال بناء الثقة باللقاحات
  • إيلاء الأولوية لتمويل خدمات التحصين والرعاية الصحية الأولية
  • بناء أنظمة صحية قادرة على الصمود، وذلك من خلال الاستثمار في النساء العاملات في القطاع الصحي، وفي الابتكار والتصنيع المحلي

وقالت السيدة كاثرين راسل، "لقد أنقذت اللقاحات أرواح الملايين وحمت المجتمعات المحلية من تفشي الأمراض الفتاكة. ونحن نعلم تماماً بأن الأمراض لا تحترم الحدود بين الدول. إن التحصين الروتيني والأنظمة الصحية القوية هي وسيلتنا الأفضل لمنع الجوائح المستقبلية والوفيات والمعاناة التي يمكن تجنبها. ومع وجود موارد متوفرة من حملة الاستجابة إلى كوفيد-19، فالوقت مناسب الآن لتحويل الأموال نحو تعزيز خدمات التحصين والاستثمار في أنظمة مستدامة لكل طفل".

#####

ملاحظات إلى المحررين الصحفيين:

تقرير حالة أطفال العالم هو التقرير الرئيسي الذي تصدره اليونيسف، ونسخة عام 2023 من التقرير هي أول نسخة تُكرَّس حصرياً لموضوع اللقاحات الروتينية. وتصل اليونيسف إلى زهاء نصف أطفال العالم سنوياً باللقاحات المنقذة للأرواح.

* عكف مشروع الثقة باللقاحات التابع لكلية لندن للنظافة الصحية وطب المناطق المدارية على رصد الثقة باللقاحات منذ عام 2015، وذلك من خلال تحليل بيانات من استقصاءات قطرية ذات تمثيل وطني. وتأتي البيانات المعروضة في هذا التقرير من دراسة استعراضية واسعة النطاق بشأن التغيير في الثقة باللقاحات خلال الفترة من عام 2015 حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، ومنذ عام 2021. تمثل البيانات الواردة في هذا التقرير مجموعة فرعية من بيانات أكثر شمولاً جمعها مشروع الثقة باللقاحات. ويمكنكم الاطلاع على البيانات الكاملة من خلال استخدام أداة الخريطة التفاعلية هذه.

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Tess Ingram
UNICEF New York
هاتف: +1 934 867 7867
بريد إلكتروني: tingram@unicef.org

عن اليونيسف

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

تابع اليونيسف على تويتر وعلى فيسبوك.