البحث عن الأمان والمياه النظيفة والمأوى في شمالي شرق سوريا

تعمل اليونيسف عبر شركائها لمساعدة الأطفال المهجّرين من جراء جولة العنف الأخيرة.

بقلم: دليل سليمان، ومسعود حسن، وأدريان برون
30 تشرين الأول / أكتوبر 2019

تظل الأزمة السورية أزمة حماية في المقام الأول: فالسنة الماضية كانت السنة الأشد فتكاً بالأطفال منذ اندلاع الحرب. إلا أن تصاعد القتال في شمالي شرق البلد منذ بدايات تشرين الأول / أكتوبر 2019 يمثل تذكيراً صارخاً بمدى شدة تأثير القتال واتساع نطاقه على الأطفال في جميع أنحاء البلد الذين يُقدّر عددهم بخمسة ملايين طفل.

لقد كانت الأضرار البدنية والنفسية التي لحقت بأطفال سنوات النزاع هائلة ومدمرة. وقد تصاعد العنف في الأسابيع الأخيرة، وما انفكت فرق اليونيسف تعمل على مساعدة ما يُقدر بـ 80,000 طفل هُجّروا منذ بدايات تشرين الأول / أكتوبر. وتعمل اليونيسف وشركاؤها على حماية الأطفال ومساعدتهم للتعامل مع تأثير النزاع، وتهيئة الظروف ليتمكنوا من استئناف طفولتهم في نهاية المطاف، وذلك من خلال توفير المياه، والأغذية الجاهزة للاستعمال، واللقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة.

UNICEF/UNI214010/Souleimain/AFP-Services
UNICEF/UNI214010/Souleimain/AFP-Services

طفلة تبكي عند وصولها إلى مدينة الحسكة، في أقصى شمالي شرق سوريا، بعد أن فرت من بلدتها الواقعة على الحدود التركية. وهي واحدة مما لا يقل عن 165,000 شخص شردتهم جولة العنف الأخيرة. وقد بدأ شركاء اليونيسف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي الميداني للأطفال الذين في مثل حالتها في المنطقة.

 

UNICEF/UNI214012/Souleimain/AFP-Services
UNICEF/UNI214012/Souleimain/AFP-Services

أُمّان وأطفالهما يأكلون البسكويت المغذي ويشربون مشروباً خاصاً للإماهة بعد أن فروا إلى مدينة الحسكة. وقد سعى العديد من هؤلاء الواصلين إلى المدينة للحصول على مأوى عند أقاربهم وأصدقائهم والمجتمعات المضيفة — وقد تم تحويل بعض المواقع إلى ملاجئ. بيد أن عشرات الآلاف من الناس قد يحتاجون مساعدة إنسانية نتيجةً للعنف الجاري.

 

UNICEF/UNI214262/Souleiman
UNICEF/UNI214262/Souleiman

امرأة وأطفالها يختبئون تحت شاحنة كبيرة طلباً للأمان في «تل تمر» التي تقع شمال شرق سوريا وتبعد 75 كيلومتراً جنوبي شرق مدينة رأس العين، وهي من المناطق التي تعرضت لأسوأ تأثيرات التصاعد الأخير في العنف. وقد أجبر العنف شركاء اليونيسف في رأس العين على إيقاف معظم عملياتهم في المنطقة.

 

UNICEF/UNI217691/Hasan
UNICEF/UNI217691/Hasan

رجلان يعبئان خزاناً بماء عذب ليأخذاه إلى أسرتيهما في مراكز إيواء المهجّرين في «تل تمر». وظلت اليونيسف وشركاؤها ينقلون حوالي 95,000 لتر من المياه بالصهاريج يومياً إلى 12 خزاناً في بلدات تأثرت من جراء الأضرار التي لحقت بمحطة «علّوك» لضخ المياه. وتوفر هذه المحطة المياه لحوالي 400,000 شخص بمن فيهم العديد من الأطفال، وقد توقفت المحطة عن العمل بعد أن أدى القتال العنيف إلى إلحاق أضرار بخطي الكهرباء الرئيسيين اللذين يغذيانها بالطاقة.

 

Two young girls standing with a bucket beside a large water barrel
UNICEF/UNI217694/Hasan

طفلتان صغيرتان في «تل تمر» تنتظران لملء دلاء وقوارير بالمياه المنقولة بالصهاريج من المناطق المحيطة. وحتى قبل التصاعد الأخير في العنف، تركت سنوات النزاع ملايين السوريين يكافحون للحصول على مياه نظيفة.

 

UNICEF/UNI217692/Hasan
UNICEF/UNI217692/Hasan

أطفال وأسر يحملون دلاء الماء العذب إلى مركز الإيواء الذي يقيمون فيه في «تل تمر». ويُقدّر بأن 165,000 شخص هُجّروا من جراء جولة العنف الأخيرة. وبالنسبة للعديد منهم، ليست هذه أول مرة يضطرون فيها للفرار منذ بدء النزاع قبل أكثر من ثماني سنوات.