دورات المياه الطارئة: الحفاظ على صحة وكرامة السكان الأكثر ضعفاً في اليمن

من خلال تحسين الحصول على إمدادات المياه المأمونة والكافية وإعداد البنية التحتية الأساسية للصرف الصحي للمنازل، ساعدت اليونيسف والوكالة السويدية للتنمية الدولية مجتمعات بأكملها على تبني ممارسات النظافة الصحية الإيجابية.

اليزابيث دويل
مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021/ عبد الله الماس
28 تموز / يوليو 2021

"تستيقظ النساء والأطفال في الصباح الباكر من أجل جلب المياه من المناطق النائية بمحافظة الجوف والمرور بمناطق وعرة على ظهور الحمير. ولو أخذنا بالاعتبار المدة المستغرقة في جلب المياه، يتغيب الأطفال بسبب ذلك في أغلب الأحيان عن الحصص الدراسية، ناهيك عن المذلة التي يتعرضون لها حين يضطرون لقضاء الحاجة في العراء، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث البيئة ويُسهم في انتشار الأمراض".

يقول محمد العميسي، 38 عاماً، مهندس فني لدى مشروع الاستجابة الطارئ للمياه والصرف الصحي البيئي.

شهدت اليمن قبل أربع سنوات أسوأ تفشي لوباء الكوليرا في التاريخ الحديث والذي شمل 96 في المائة من المحافظات. كما تدهورت أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي في البلاد في ظل الحرب التي طال أمدها حيث تعرضت البنى التحتية المائية وحدها إلى 122 غارة جوية.

واشتدت الحاجة لخدمات الصرف الصحي والإصحاح البيئي وإمدادات المياه الصالحة للشرب أكثر من أي وقتٍ مضى لا سيما بالنسبة للسكان الأشد ضعفاً في البلاد. ومع ذلك، فإن أقل من 10 في المائة من النازحين (70 في المائة منهم من النساء والأطفال) الذين يمكنهم الوصول إلى دورات مياه آمنة، أصبحوا مُجبرين للتعامل مع الأمر على نحو تنعدم فيه الخصوصية ويتعرضون فيه للأمراض والإسهال المائي الحاد.

مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس تم تركيب دورات مياه ونقاط مياه في مخيمات النازحين بمديريتي الحزم والغيل بمحافظة الجوف في النصف الأول من العام 2021.
مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس تم تركيب دورات مياه ونقاط مياه في مخيمات النازحين بمديريتي الحزم والغيل بمحافظة الجوف في النصف الأول من العام 2021.

نظرا للمشاكل المزمنة التي تعاني منها شبكة المياه والبنى التحتية، تكافح الأسر جاهدةً في سبيل الحصول على ما يكفيها من المياه لتلبية احتياجاتها الأساسية كل يوم، وتضطر في كثير من الأحيان إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام أو على ظهور الحمير بحثاً عن المياه العمومية والآبار التي لا زالت تعمل. وعلى الرغم من بذل هذه الأسر قصارى جهدها إلا أنها لا تحصل في بعض الأحيان على المياه لعدة أيام، وتتعرض بالتالي للمعاناة من آثار الجفاف وانعدام خدمات الصرف الصحي.

مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس علياء علي نازحة في محافظة الجوف، كانت تضطر إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه بمعية حفيديها علي، 12 عاماً، ومحمد 6 أعوام. لكن الآن أصبح بمقدورهم الحصول على المياه داخل المخيم بفضل مشروع دورات المياه التي تم تركيبها في النصف الأول من العام 2021.
مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس علياء علي نازحة في محافظة الجوف، كانت تضطر إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه بمعية حفيديها علي، 12 عاماً، ومحمد 6 أعوام. لكن الآن أصبح بمقدورهم الحصول على المياه داخل المخيم بفضل مشروع دورات المياه التي تم تركيبها في النصف الأول من العام 2021.

مواقف مهينة يتعرض لها النازحون

عندما فرًّت نورا سالم ،30 عاماً، من منزلها في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف شمال اليمن منذ خمس سنوات، لم يكن في الحسبان أن تصبح العائل الوحيد لأسرتها المكونة من تسعة أفراد. بعد أن مرض والدها وتوقف عن العمل، وبسبب النزاع ونقص الخدمات العامة في منطقتهم، نزحت الأسرة إلى مخيم العايد للنازحين. كان على الأسرة إحضار المياه من بئر يقع على بعد نصف ساعة، ولم تكن المياه متوفرة باستمرار.

وفي هذا الصدد تقول: "بسبب ندرة المياه، عانى بعض أفراد مجتمعنا من مشاكل صحية مثل حصوات الكلى، كما أصيبت اثنتان من أخواتي الصغيرات بالكوليرا. لقد كانت حياةً شاقة."

 

مشروع الاستجابة الطارئ للمياه والصرف الصحي البيئي التابع لليونيسف

يهدف مشروع الاستجابة الطارئ للمياه والصرف الصحي البيئي التابع لليونيسف إلى توفير خدمات الصرف الصحي المناسب والمأمون للنازحين في تسع مخيمات بمحافظة الجوف.

استخدمت اليونيسف التمويل المقدم من الوكالة السويدية للتنمية الدولية لدعم مؤسسة يمن الخير للإغاثة والتنمية، الشريك المُنَفِّذ، في حشد فرق العمل المحلية.

بمجرد اختيار المواقع المستهدفة بحسب المناطق ذات القدر الأكبر من الاحتياجات، تم تركيب 150 دورة مياه طارئة لتعزيز مستوى النظافة الصحية والصرف الصحي والتخلص المناسب من النفايات وتوفير الخصوصية التي تشتد الحاجة إليها لمستخدمي دورات المياه.

مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس تم تجهيز مخيمات النازحين بدورات المياه ونقاط المياه، محافظة الجوف، يونيو 2021.
مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس تم تجهيز مخيمات النازحين بدورات المياه ونقاط المياه، محافظة الجوف، يونيو 2021.

بالإضافة إلى ذلك، حصل المواطنين في هذه المناطق على إمدادات مياه الشرب النظيفة المنقولة عن طريق الشاحنات، ومستلزمات النظافة الشخصية، وتم زيادة الوعي لديهم حول الممارسات الصحية المناسبة التي تكتسب أهمية بالغة في مكافحة الكوليرا والملاريا، وفي الوقت الراهن فيروس كورونا.

يقول محسن صالح، 43 عاماً، الذي يقيم في المخيم: "مع توفر مصادر المياه ودورات المياه، شهد مجتمعنا في الوقت الراهن تحسناً هائلاً، مع مراعاة خصوصية مستخدمي دورات المياه، كما أصبحت مخيماتنا أنظف بكثير."

مشاريع دورات المياه الطارئة في اليمن
اليونيسف/ اليمن/ 2021 / عبد الله الماس محسن صالح، 43 عاماً، في أحد مخيمات النازحين في محافظة الجوف، شمال اليمن، يونيو 2021

واختتم المشروع بإنشاء محطات مياه لا زالت تعمل منذ ذلك الحين. ويضيف محسن قائلاً: "الآن بعد أن أصبحت المياه متوفرة في متناول أيدينا، لم نعد بحاجة إلى نقلها عبر الشاحنات".

من خلال تحسين الحصول على إمدادات المياه المأمونة والكافية وإعداد البنية التحتية الأساسية للصرف الصحي للمنازل، وتعزيز القدرة على الصمود بين الفئات السكانية الأكثر ضعفاً في اليمن، ساعدت اليونيسف والوكالة السويدية للتنمية الدولية مجتمعات بأكملها على تبني ممارسات النظافة الصحية الإيجابية.