
الأخصائيون الاجتماعيون ... اللاعبون الرئيسيون في دعم الصحة العقلية للأطفال
تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بصدمات نفسية وتفعيل المساحات الصديقة للطفل
- متوفر بـ:
- English
- العربية
يعاني الأطفال في اليمن أكثر من غيرهم من الصراع المستمر في البلاد منذ عام 2015. واليوم، هناك أكثر من 11 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية. إدراكاً للدور الهام الذي يلعبه الأخصائيون الاجتماعيون، دعمت اليونيسف تدريب الأخصائيين الاجتماعيين في مأرب باليمن على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بصدمات نفسية وتفعيل المساحات الصديقة للطفل.
يقول خالد الرحبي، وهو مدرس وأخصائي اجتماعي يبلغ من العمر 38 عاماً وأحد المتدربين في دورة الدعم النفسي التي نفذها مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل: "التحقت بهذه الدورة لاكتساب المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية".
تقول سقطرى البقمه، مدربة إدارة الحالة في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل: "غالباً ما يُفصح الأطفال للأخصائيين الاجتماعيين عن أشياء لا يتشاركونها مع أهاليهم، لذلك من الضروري تدريب الأخصائيين الاجتماعيين على أساليب اكتشاف وتحديد أعراض الاضطرابات النفسية وإنشاء وتسيير مساحات صديقة للطفل وتشجيع الأطفال على الانضمام إلى تلك المساحات".

تنقسم الدورة التدريبية إلى جزئين رئيسيين: أولاً, يتعلم الأخصائيون الإجتماعيون ومدراء الحالة كيفية اكتشاف الحالات الخطيرة وأعراض الصدمة النفسية والمشكلات السلوكية التي تطرأ عند الأطفال، وكذا الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها لتقديم الإسعافات النفسية الأولية للطفل. ثانياً: يتعلمون الأنشطة والمبادرات التي يمكن أن تخفف من الضغوط النفسية والاجتماعية على الأطفال وتحسن من حالتهم الصحية والنفسية.
يضيف الرحبي: "يعاني الأطفال من العنف القائم على النوع والإهمال والاستغلال وتتطور لديهم مشاكل نفسية وسلوكية تظل عالقة في أذهانهم طويلاً إذا لم يكن هناك معلمين وأخصائيين اجتماعيين مدربين على اكتشافها وعلاجها". أنا متأكد أنني سأستفيد كثيراً من هذه الدورة والتي تعلمنا كيفية استخدام الأساليب النفسية والاجتماعية عند التعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية واضطرابات سلوكية، وكذلك تقييم حالتهم و وإحرازهم للتقدم."

"من الضروري تعلم كيفية تقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الحرب". تقول هدى عساف، أخصائية إدارة الحالة في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل وإحدى المتدربات: "أزور مخيمات النازحين بانتظام حيث يوجد في تلك الأماكن الكثير من الأطفال المعرضين للخطر بشكل خاص" وتضيف بالقول "هنا نتعلم كيفية اكتشاف الحالات التي تنذر بخطر وتقييم حالة الأطفال والبحث عن أفضل المنهجيات والأنشطة التي تساعدهم."
من جانبه، يضيف علي صالح سالم وهو مستشار التدريب على الحماية ومطور برامج التدريب: "هذه الدورة مهمة لأنها ستساعد الأخصائيين الاجتماعيين ومدراء الحالة على ترتيب الأنشطة الافضل والتي تناسب الظروف النفسية للأطفال". و يضيف قائلاً: "سيكونون قادرين على تقديم الدعم المناسب حتى للطفل الذي يعاني من اضطرابات نفسية معقدة والعمل بالتنسيق مع الطبيب المعالج. نشكر مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل واليونيسف على تنظيم هذا التدريب. ونآمل أن يستمروا في تكثيف الدورات التدريبية حتى نتمكن من الوصول إلى رتبة أطباء نفسيين ونواصل مساعدة أطفال بلدنا".
بفضل التمويل السخي من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ التابع للأمم المتحدة، أصبح التدريب الأساسي ممكناً من خلال اليونيسف وشركائها.