"أينما وجد التعليم، وجد النور"
على الرغم من التحديات التي واجهتها، لن تسمح اللاجئة السورية هزار لأي شيء أن يحول دون إكمال تعليمها

- متوفر بـ:
- English
- العربية
تشعر هزار، 18 عام، بهدوء مثير للإعجاب على الرغم من الضغوطات التي ترافق امتحانات السنة الأخيرة من المدرسة. تقول بفرح: "لم يبقى الكثير."
إن هزار ليست غريبة على خوض التحديات، فرحلتها لإكمال تعليمها كانت مشحونة بالمصاعب، حيث اضطرت لتغيير مدرستها ست مرات خلال ثلاث سنوات فقط بسبب النزاع.
"أخذ والدي أمرين بعين الاعتبار في كلّ مرة قررا فيها وجهتنا التالية: الأمان ووجود مدرسة مفتوحة." تستذكر هزار الأثر الذي تخلّفه طفولة متنقلة وهي جالسة على طاولتها في مركز "صنّاع الأمل" للشباب التابع لليونيسف. "شعرت أنني وحيدة أينما ذهبت."
"إن كان في وسعي التحدث إلى تلك الفتاة الآن، سأقول لها كوني قوية. ستتخطين كل هذا سيأتيك ما هو أفضل. استمري في التقدم لأن لا شيء مستحيل."
ثم لم يعد الوضع آمناً هناك ولذلك لجأت العائلة إلى الأردن وانتقلت إلى مخيم الأزرق للاجئين.
كان حب والدي هزار للتعليم والتزامهم تجاه تعليم أطفالهم الأمر الوحيد الثابت خلال تلك الأوقات المضطربة، حتى حين انقطعت عن التعليم خلال الصف الخامس كاملاً عندما قامت العائلة برحلة اللجوء. "لم نكن منقطعين تماماً لأن والدي شجعوني على الكتابة وقراءة القصص."
في المخيم، سجلت هزار في مدرسة لوزارة التربية والتعليم الأردنية تدعمها اليونيسف، حيث بدأت في استئناف تعلّمها والتأقلم مع المنهاج الجديد.
كما استغلّت مختلف سبل الدعم الذي تقدمها اليونيسف والشركاء، مثل تعافي التعليم وخدمات دعم التعلم في أقرب مركز مكاني منها، ورغم كل الظروف استمرت في التعلم حتى بلغت الصف الأخير من مرحلتها المدرسية.

"أنا سعيدة،" تقول هزار. "وأخيراً أثمر عملي الشاق خلال كل هذه السنوات واقتربت من إكمال المدرسة."
كان تحدّي هزار الأكبر هذا العام هو إيجاد مساحة هادئة ملائمة للدراسة والتحضير لامتحاناتها التوجيهي. واجهت صعوبة في الوصول إلى الانترنت في المنزل فلجأت إلى الاستيقاظ الساعة الثانية صباحاً في كل ليلة لاستخدام الانترنت حيث يكون هنالك ضغط أقل على الشبكات في الساعات الباكرة.
"أخبرتني زميلاتي عن مركز الشباب. أصبح الآن بمثابة بيتي الثاني. هو مكان مميز للغاية ويوفر لنا جميع احتياجاتنا، ومن ضمن ذلك الإنترنت. كما أن الميسرين يدعموننا ويحفزوننا على الدوام."
مركز الشباب هو مساحة متخصصة لليافعين والشباب بين الأعمار 15 و24 في المخيم ويزود طلبة التوجيهي بقدرة استخدام الانترنت والوصول إلى منصات تعليمية رقمية بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية ومساحة يستطيعون فيها الدراسة لوحدهم أو مع أصدقائهم.
يملئ هزار ثقة هادئة بمستقبلها وآمال بأن تكمل تعليمها الجامعي.
"سأشتاق إلى سنة التوجيهي على الرغم من أنها السنة الأصعب لأنني أحب التعلّم. لكنني متفائلة وأؤمن أنني سأجد طريقة للدراسة في الجامعة. لأنه أينما وجد التعليم، وجد النور
يعمل مركز الشباب التابع لليونيسف في مخيم الأزرق بدعم سخي من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة هولندا من خلال شراكة آفاق. كما تعرب اليونيسف عن امتنانها للاتحاد الأوروبي والبنك الألماني للتنمية وحكومة الولايات المتحدة لدعمهم توفير تعليم نوعي في المخيم.