"نحن بالكاد نتنفس"

لاجئون سوريون جدد يصلون إلى العراق

ليلى علي
طفل ينام في خيمة في مخيم بدرش بالعراق
UNICEF Iraq/2019/Anmar
27 كانون الثاني / يناير 2020

لقد هرب ما يقارب 4000 لاجئ سوري جديد - نصفهم تقريبا من الأطفال - من النزاع في شمال شرق سوريا ووصلوا إلى إقليم كردستان العراق. كثير منهم من النساء والأطفال وكبار السن. جميعهم تقريبا ساروا لمسافات طويلة اثناء الليل ، على أمل الوصول إلى بر الأمان. ولكنهم وصلوا وهم في حالة إجهاد جسدي وعقلي.

قالت آواز صبحي، وهي أم لثلاثة أطفال هربت من بلدة كوباني مع عائلتها الصغيرة: "سقطت قنبلة بالقرب من منزلنا وما زال ابني البالغ من العمر 4 سنوات مسكونا بهذه التجربة. إنه يتذكر كل شيء ، بما في ذلك صوت قذائف الهاون والانفجارات."

وأضافت بأسى: "حتى عندما يلعبون، فإنهم يمثلون القتال. الذكريات دائما معنا".

وأوضحت أيضا أن هذه ليست المرة الأولى التي تعبر فيها عائلتها الحدود كلاجئين. فقد جاءت آواز وعائلتها لأول مرة إلى شمال العراق  عام 2014 هربا مما يسمى بالدولة الإسلامية وبقوامدة 11 شهرا في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان العراق، قبل أن يعودوا إلى ديارهم.

وقالت بكل تعب وإرهاق من شخص شهد الكثير من الصراعات: "أريد السلام لأطفالي، ولكن من الصعب أن نتخيل أن الحياة تعود إلى طبيعتها. نحن بالكاد نتنفس. حياتنا قد دُمّرت".

تقدم اليونيسف وشركاؤها المساعدة المنقذة للحياة للمجاميع السكانية الهشة عند المعبر الحدودي العراقي السوري. فنقوم بتوزيع المياه وغيرها من الأساسيات قبل نقل اللاجئين إلى المخيمات، حيث يتم تجهيزهم بالمأوى، والغذاء، والمياه، ومواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك خدمات الصرف الصحي؛ كما تتوفر الفرق طبية لهم إذا دعت الحاجة إلى المساعدة.

أما دليل سليمان فكانت لديه قصة مماثلة: "بدأت الغارات الجوية في وقت متأخر من الليل واستمرت طوال الليل". وقال سليمان، الذي فر من رأس العين مع عائلة مكونة من خمسة أفراد: ما أن أتيحت لي الفرصة، بعتُ دراجتي النارية، ودفعت للمهرّب مبلغ  400 دولار ليرينا طريق الخروج."

وأضاف سيلمان قائلا: "حاول الأطفال أن يكونوا شجعاناً حين كنا نمشي إلى الحدود، لكنهم بدأوا يفهمون معنى الحرب".

ممثلة اليونيسف في العراق ، حميدة لاسيكو مع عائلة في مخيم بدرش في العراق
UNICEF Iraq/2019/Anmar
ممثلة اليونيسف في العراق ، حميدة لاسيكو مع عائلة في مخيم بدرش في العراق

أوضحت حميدة لاسيكو ، ممثلة اليونيسف في العراق ، أن "الرحلة إلى الأمان كانت صعبة للغاية وقد تحمّل الأطفال كثيراً".

وأضافت "إن أولويتنا هي إعادة تقديم درجة معينة من الحياة الطبيعية إلى حياتهم بأسرع وقت ممكن، وتحديد الأطفال الأكثر ضعفا وهشاشة، بمن فيهم أولئك الذين انفصلوا عن أولياء أمورهم، ومن يرعاهم، خلال فرارهم من العنف".

حدد فريق حماية الطفل المتنقل التابع لليونيسف تسعة أطفال لم يرافقهم أحد من ذويهم عند حدود سهيله بالقرب من محافظتي دهوك ونينوى. ستة أطفال منهم تم لم شملهم بعائلاتهم فعلا، وتم تعقب أسر اثنين اخرين، وهم الان ينتظرون لم شملهم،  ولا يزال طفل واحد قيد المعالجة مع أولئك الذين يجري البحث عن أسرتهم.

داخل المخيم، تعمل اليونيسف على إنشاء مساحات صديقة للأطفال لدعم احتياجات الصحة العقلية لدى الاطفال، وكذلك إنشاء مساحات تعلم مؤقتة حتى يتمكنوا من استئناف تعليمهم بسرعة. كما أن فرق الصحة والتغذية تعمل حثيثا على تطعيم جميع الأطفال دون سن 15 ضد شلل الأطفال والحصبة من أجل منع تفشي الأمراض.

وإضافة إلى اللاجئين الجدد ، لا يزال العراق يستضيف أكثر من ربع مليون لاجئ سوري وصلوا إلى البلاد بُعيد النزاع في سوريا عامي 2012 و 2013. ولا تزال استجابة اللاجئين في العراق تعاني من نقص كبير في التمويل وتحتاج إلى زيادة؛ ستكون هناك حاجة لتحشيد سريع لموارد إضافية لأجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للعدد المتزايد.

أن ما جعل دعم اليونيسف للاجئين السوريين في العراق ممكنا هو بفضل مساهمات من مكتب السكان واللاجئين والهجرة (BPRM) ومن الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (SIDA)، وحكومات الكويت والنرويج وصناديق تمويل اليونيسف.