اللقاحات تنقذ أرواح الأطفال في المناطق النائية في العراق
استخدام الطاقة النظيفة لتشغيل سلسلة تبريد اللقاحات

- متوفر بـ:
- English
- العربية
البصرة ، العراق ، 28 أيار/مايو 2023 - أسماء علي ، إمرأة تبلغ من العمر 36 عاماً ، تصحبها حماتها "فرات"، تنتظر تلقيح طفلتها "روان"، البالغة من العمر 3 أشهر ، في مركز الشعيبة للرعاية الصحية الأولية.
تحرص أسماء على تلقيح طفلتها الرضيعة، وتقول "أحضر أطفالي دائماً لتلقيحهم في الوقت المحدد". "أريد حمايتهم من جميع الأمراض وأمنحهم أفضل بداية في الحياة \."
بسبب الفقر والأعراف والتقاليد الاجتماعية ، تزوجت أسماء في سن مبكرة. وهي أم لستة أطفال؛ خمس فتيات وولدٍ واحد.
"لقد تركت المدرسة في سن الرابعة عشرة"، تتذكر أسماء. "أردت مواصلة تعليمي ، لكن والديّ أصرّا على تزويجي".

ويعيد التاريخ نفسه مع ابنتيها الكبريين؛ سُجود البالغة 18 عاماً، و زُمرد في سن 16 عاماً، كلاهما تزوجتا في سن مبكر ولدى كل منهما طفل واحد بالفعل.
تقول أسماء بحزن: "لم ترغب ابنتاي الأكبر سناً بمواصلة تعليمهما. ولم يكن لديّ أنا وزوجي أي خيار سوى تزويجهما مبكراً."
يشتغل علي، زوج أسماء، عاملاً بأجرة يومية، وهو يواجه مصاعب في تأمين قوته وتغطية نفقاته.
"زوجي عاطل عن العمل الآن"، تضيف أسماء. "ولكن ، بغض النظر عن وضعنا ، أنا مصممة على ضمان قيام بناتي الثلاث وابني الأصغر سناً بمواصلة تعليمهم."

استخدام الطاقة الشمسية في حفظ اللقاحات
تم افتتاح مركز الشعيبة للرعاية الصحية الأولية في عام 2006 ، ويخدم سبعة أحياء فقيرة في البصرة. ومن الميزات الجيدة للمركز وجود 20 عاملة صحية، من أصل 30 يعملون في المركز، هن من النساء.
قالت السيدة هديل مراد ، مديرة مركز الشعيبة للرعاية الصحية الأولية: "لطالما شجعت النساء على العمل في هذا المركز. هناك طبيبة واحدة وعدد من الممرضات والصيادلة وطبيبة أسنان من بين الموظفات في المركز".
يقدم المركز خدمات صحة الأم والطفل وطب الأسنان والرعاية الطبية العامة والخدمات الصيدلانية لأكثر من 24,000 نسمة من السكان الفقراء في البصرة".

تقول السيدة مراد: "يعاني معظم مرضانا من الفقر". "يأتون إلى العيادة لتلقي رعاية طبية ورعاية أسنان مجانية."
يخدم المركز ما يصل إلى 900 مريض شهرياً، نصفهم من الأطفال. على الرغم من أن المركز ، مثل معظم المناطق في العراق ، يعاني من انقطاع التيار الكهربائي مما يشكل تحدياً أساسياً في حفظ وتخزين اللقاحات.
وتضيف "في بعض الأحيان ، يستمر انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى ست ساعات متواصلة".
خلال فترات انقطاع الكهرباء الطويلة ، لم يكن أمام السيدة هديل مراد سوى اللجوء إلى تشغيل مولدة الطاقة. إلا أن المولدة لا تعمل إلا لساعات معدودات، مما يعني انقطاع التيار الكهربائي عن ثلاجات اللقاحات لعدة ساعات.
قالت السيدة مراد: "نستقبل يومياً ما يصل إلى 20 طفلاً لتلقيحهم". "وأعمل جاهدةً لضمان فعالية اللقاحات المقدمة للأطفال."
إلتزاماً بتعليمات وإرشادات حفظ اللقاحات ولمعالجة انقطاع التيار الكهربائي ، قامت اليونيسف، وبتمويل من الحكومة الكورية، بتزويد المركز الصحي بمنظومة الطاقة الشمسية وتزمع ترميم المركز.
تقول السيدة مراد "ستساعدنا منظومة الطاقة الشمسية على إدامة عمل سلسلة تبريد اللقاحات". "بفضل اللقاحات ، يمكننا منع تفشي الأمراض والتأكد من حماية كل طفل من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات."
