مستقبلهم في الميزان: بناء الأمل لجيل من أطفال الروهينغا
نداء اليونيسف بشأن الأطفال لشهر آب/أغسطس 2018
- متوفر بـ:
- English
- العربية
قبل عام، تدفق مئات الآلاف من البشر اليائسين الخائفين — أكثر من نصفهم من الأطفال — عبر الحدود من ميانمار إلى بنغلاديش، حاملين معهم قصصهم عن أعمال العنف والوحشية التي لا توصف والتي أجبرتهم على الفرار.
واليوم، بدأ الناس يعتادون الحياة في المخيمات والمجتمعات المحيطة بها حيث يعيش لاجئو الروهينغا؛ ولكنها حياة غير طبيعية ولا يمكن أن تستمر. فهذه المجتمعات تعيش على حافة السكين، يعتريها عدم اليقين بشأن مستقبلها، وما زالت تعاني من صدمات نفسية عميقة بسبب التجارب التي عاشوها في ميانمار.
في هذا النداء بشأن الأطفال، تدعو اليونيسف إلى بذل جهود متضافرة لوضع أساس جديد لضمان الحقوق والفرص لأطفال الروهينغا على المدى الطويل.
الأزمة في لمحة
كم عدد لاجئي الروهينغا في بنغلاديش؟
يعيش حوالي 919 ألف لاجئاً من الروهينغا الآن في جنوب بنغلاديش، والغالبية العظمى منهم يعيشون في المخيمات والمستوطنات التي ظهرت في منطقة كوكس بازار، على مقربة من الحدود مع ميانمار.
ما التحديات الرئيسية التي تواجه اللاجئين الروهينغا؟
تهيمن على الحياة اليومية مشاغل البحث عن الطعام والماء والتعامل مع الظروف المعيشية الصعبة والخطيرة في بعض الأحيان — خاصة في الأمطار الموسمية الطويلة والعواصف التي تشهدها بنغلاديش موسمياً والتي ستستمر حتى نهاية العام.
هذا الصراع اليومي للبقاء يفاقم عدم اليقين بشأن مستقبلهم. إنهم يريدون العودة إلى ديارهم، لكنهم يقولون إنهم لن يفعلوا ذلك حتى تتوفر الظروف الضرورية لعودتهم، وحتى يتم تأمين حقوقهم الأساسية في ميانمار.
كيف يتأثر أطفال الروهينغا بالأزمة؟
إلى جانب التحديات المبينة أعلاه، يواجه الأطفال أيضاً مستقبلًا غامضاً. إن الافتقار إلى التعليم هو شكوى متكررة في المخيم، خاصة بين المراهقين. والفتيات على وجه الخصوص معرضات للاستغلال الجنسي والعنف الجنساني. ويواجه جميع الأطفال خطر سوء التغذية والأمراض والمياه غير الآمنة.
كيف تجنبت فتاة روهينغية أن تفوتها المدرسة

عندما وصلت «راجما»، وهي لاجئة روهينغية تبلغ من العمر 10 سنوات، إلى بنغلاديش في أغسطس / آب من عام 2017، كانت مصابة بالصدمة والإرهاق والخوف.
لاحظتها فوراً «تاسمين»، وهي فتاة بنغلاديشية بنفس العمر تعيش في مكان قريب.
تقول «تاسمين»: "عندما رأيت وصول أسرتها، شعرت بالحزن الشديد عليهم لأنه لم يكن لديهم شيء".
بدأت الفتاتان تتحدثان وأصبحتا صديقتين فوراً. "سأل والدي أسرتها إن كانوا يريدون البقاء في منزلنا، لأنه في ذلك الوقت لم يكن في المخيم أي مأوى متاح. وانتهى بهم الأمر إلى البقاء معنا لمدة شهر واحد. وخلال ذلك الوقت أصبحنا أفضل صديقتين".
عندما مُنحت عائلة «راجما» مساحة لبناء ملجأ، لم تستطع راجما الذهاب إلى المدرسة لأن والديها احتاجاها للمساعدة في الأعمال المنزلية.
لكن تاسمين قررت أن صديقتها يجب ألا تفوتها المدرسة. "أقابلها كل يوم بعد المدرسة وأساعدها في القراءة والكتابة. وهذا يسعدني جداً".
تقول «راجما»: "عندما نكبر، نريد أن نكون طبيبتين ونساعد الناس".
تومئ تاسمين برأسها لتعرب عن موافقتها، وتقول: "أريد أن أساعد الروهينغا والشعب البنغلاديشي".
استجابة اليونيسف
- لحماية الأطفال في بيئة المخيمات التي هي إلى حد كبير خارج نطاق القانون، أنشأت اليونيسف وشركاؤها 136 مساحة صديقة للطفل وهي أمكنة آمنة تسمح للأطفال بالتعافي والنمو واللعب.
- لحماية الفتيات من العنف الجنساني، تعمل اليونيسف وشركاؤها في مجال الحماية على توسيع نطاق عمل إدارة القضايا الذي يقومون به، مع التركيز على الفتيات المراهقات.
- ولمساعدة الأطفال على مواصلة تعليمهم، قامت اليونيسف وشركاؤها بتسريع إنشاء مئات مراكز التعلم، وهم الآن بصدد وضع استراتيجية لضمان الاتساق والجودة في المناهج الدراسية.
- لتوفير الوصول إلى المياه المأمونة والصرف الصحي، تعمل اليونيسف مع قسم هندسة الصحة العامة على بناء 10 آبار جديدة بحلول نهاية العام، وتوسيع معالجة النفايات والمراحيض في المخيمات.
- لتوفير الرعاية الصحية الأولية والوقائية والطارئة، تدعم اليونيسف الوحدات الصحية وحملات التحصين في جميع أنحاء المخيمات، بما في ذلك الوقاية والعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي يبذلها المجتمع الدولي والحكومات، فإن مستقبل مئات الآلاف من أطفال الروهينغا وأسرهم لا يزال غامضاً. تدعو اليونيسف إلى اتخاذ إجراءات منسقة من جانب حكومتي ميانمار وبنغلاديش، بدعم نشط من المجتمع الدولي. تتطلب هذه الأزمة اتباع نهج معقد متعدد الطبقات يرتكز على موارد مالية طويلة الأجل، وعلى تطوير البنية التحتية، وعلى إرادة سياسية جريئة.