مدارس إدلب تعيد فتح أبوابها في غمرة الغموض والخوف

يعود الأطفال إلى المدارس، مصممين على الحفاظ على مستقبلهم.

مكتب اليونيسف في سوريا
فتاة تقف في مقدمة الفصل، إدلب
UNICEF/UN0239260/Ashawi
16 تشرين الأول / أكتوبر 2018

إدلب، الجمهورية العربية السورية، 9 تشرين الأول/أكتوبر 2018 — يستيقظ كل يوم ما يزيد على مليون طفل في محافظة إدلب، في شمال غرب سوريا، وهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيظلون في أمان، في ظل ما يلوح في الأفق من خطر التصعيد الواسع للعنف.

وقد جاء العديد منهم إلى هنا بعد فرارهم من بيوتهم في بقاع أخرى من سوريا. ويوجد في إدلب في الوقت الراهن أكبر عدد من السكان النازحين في البلد. وقد تحملت المدينة والمناطق المحيطة بها — التي كانت تصارع أصلاً من أجل توفير خدمات من قبيل التعليم والرعاية الصحية — ما يفوق طاقتها على التحمل.

"على الرغم من التأثير المدمر لسنوات من القتال على قطاع التعليم في سوريا، فإن 4 ملايين من ذوي العزيمة من الفتيان والفتيات قد عادوا إلى المدرسة في أيلول/سبتمبر".

ولكن مع بداية السنة الدراسية الجديدة، يتوق الأطفال لاستئناف دراستهم. والتعليم هو شريان الحياة للأطفال في الأزمات ليس فقط لأنه يساعدهم على مواصلة التعلم، بل أيضا لأن المدارس تعطي الأطفال بعض الاستقرار والنظام والحماية التي هم بحاجة إليها للتصدي للصدمة التي عانوا منها.

عبد الله، ومريم، ورضا، وألفة، هم أربعة أطفال بدأوا حياتهم من جديد في إدلب — بعضهم للمرة الثانية والثالثة. وهذه قصصهم.


عبد الله، 8 سنوات

 

 

"أخشى أصوات الحرب. وعندما أسمع الانفجارات، أهرب وأختبئ. وفي الماضي كنت أهرب إلى منزل جارنا لأنهم كانوا يملكون قبواً يختبئون فيه".

"أنا من حلب. ومنذ سنوات، عندما وصل القتال إلى مدينتنا، هربنا إلى الرقة. ثم جاء القتال إلى الرقة وهربنا إلى إدلب. وفي إدلب، انتقلنا عدة مرات إلى أن استقر بنا المقام في جنوب إدلب قبل ثمانية أشهر".

"أريد أن أعود إلى مدينتي حلب. إنها مدينتي وهي أجمل بكثير مما نحن فيه الآن. لكن المدرسة هنا لطيفةٌ".


مريم، 7 سنوات

 

 

"لا أعرف ماذا سنفعل إذا وصل القتال إلى بلدتنا. أحيانا يقول والدي إنه قد يتعين علينا الذهاب إلى تركيا إذا حدث ذلك".

"أنا في الصف الثاني بالمدرسة. وانا من جنوب إدلب. وأحب مدرستي هنا لأن لدي أصدقاء من جميع أنحاء سوريا يأتون إلى نفس المدرسة. وأعيش هنا مع والدي وأخوين، ووالدي يبيع المثلجات".


ألفة، 9 سنوات

 

 

"لم أعد أخاف من القتال. وقد افتقدت مدينتي القديمة — في حماة، كنا مرتاحين كثيراً وكانت المدرسة أجمل. لكني أحب مقامي هنا الآن لأنني تعرفت على أصدقاء جدد في هذه المدرسة ".

"أنا في الصف الثاني ولكن كان ينبغي أن أكون في الصف الرابع. فقد انقطعت عن الدراسة عندما اضطررنا لمغادرة حماة. انتقلنا في ثلاث بلدات قبل المجيء إلى هنا. وخلال العامين الماضيين، كنا نتنقل من مكان إلى آخر".

رضا، 12 سنة

 

 

"أنا من «كفر بطنا» في الغوطة الشرقية. والآن أعيش في جنوب إدلب وأذهب إلى المدرسة بها. وأنا في الصف السادس. ومنذ حوالي ستة أشهر، اضطررنا إلى مغادرة الغوطة الشرقية والذهاب إلى شمال سوريا. وبعد أربعة أشهر حللنا بجنوب إدلب. ونقلنا في حافلات من الغوطة الشرقية إلى شمال سوريا، ومن هناك توجهنا إلى إدلب".

"غادرت مع والدي وأختي البالغة من العمر سبع سنوات. وقد جُرحَتْ أختي في الغوطة الشرقية عندما أصابتها شظية في عنقها. إنني أخشى الحرب والقتال. ولا أعرف ماذا سنفعل أو أين سنذهب إذا نشب القتال هنا".

إعادة التعليم إلى إدلب

"وعلى الرغم من التأثير المدمر لسنوات من القتال على قطاع التعليم في سوريا، فإن 4 ملايين من ذوي العزيمة من الفتيان والفتيات قد عادوا إلى المدرسة في أيلول/سبتمبر". وتظل اليونيسف ملتزمة بتوفير تعليم جيد لهؤلاء الأطفال، ولما يقدر بنحو مليوني شخص ممن لم يلتحقوا بالمدارس.

وتأوي إدلب حوالي 3 ملايين شخص، منهم 2.1 مليون شخص بحاجة إلى مساعدةٍ إنسانيةٍ. و1.4 مليون شخص هم من النازحين داخلياً، وغالبيتهم من النساء والأطفال. وسيعرضون للخطر إذا تصاعد العنف.

"لن نتوقف عن التدريس. وسنتبع التلاميذ أينما ذهبوا ونعدّ أنشطة تدريسية هناك ".

لا تزال العديد من المدارس تفتقر إلى الإمدادات الحيوية، إذ يلزم إصلاح ما يقارب 7000 حجرة دراسية، ويوجد ما يزيد على 2300 وظيفة تعليمية شاغرة. بالإضافة إلى المعونة الإنسانية الأخرى، تدعم اليونيسف التعليم في مدينة إدلب وضواحيها بتوفير الملابس والمحفظات المدرسية للأطفال، وتدعم تدريب المعلمين على المناهج الدراسية الوطنية الجديدة بالإضافة إلى ما يسمى ببرنامج "المنهاج الدراسي باء" الذي يساعد التلاميذ على استدراك ما فاتهم من سنوات دراسية.

وفي إدلب، يظل المعلمون ملتزمين بالمساعدة في الحفاظ على مستقبل الأطفال. ويقول أحد موظفي التعليم في منظمة غير حكومية "إذا تفاقم الوضع، فإننا نخطط لنقل أنشطتنا التعليمية إلى المناطق التي يتجمع فيها النازحون. ولن نتوقف عن التدريس. وسنتبع التلاميذ أينما ذهبوا ونعد أنشطةً تدريسيةً هناك".