شباب من أجل العمل المناخي
رفع أصوات الشباب لحماية مستقبل كوكبنا
لقد بات تغير المناخ واقعاً معاشاً، وأذ تشتد تأثيراته مع مرور الوقت، فإن أطفال ويافعي اليوم هم من سيواجهون أسوأها.
بيد أن اليافعين من جميع أنحاء العالم لم يرضخوا لأن يكونوا ضحايا سلبيين، وها هم يقاومون إلى درجة لم نشهدها سابقاً أبداً. فلننظر إلى غريتا ثونبرغ على سبيل المثال، فقد أثارت هذه الفتاة السويدية ذات الـ 15 ربيعاً حركة عالمية لطلاب المدارس في عام 2018 لمطالبة الحكومات باتخاذ إجراءات أكبر لمكافحة تغير المناخ. وثمة ملايين الطلاب يشاركون في مسيرات حالياً لإظهار دعمهم.
وسواءً من خلال التعليم أو التقنيات أو العلوم أو القانون — أخذ اليافعون من كل مكان يستفيدون من مهاراتهم للمجاهرة بموقفهم من أجل العمل المناخي.
نحن آخر جيل بوسعه إنهاء تغير المناخ. فبوسعنا ذلك وسنقوم به.
وفي اليونيسف، نحن ملتزمون بمساعدة اليافعين على القيام بعمل لحماية مستقبل الكوكب. ونقوم بذلك من خلال رفع أصوات الشباب بشأن أزمة المناخ، وزيادة مشاركة الشباب في التصدي لتغير المناخ.
رفع أصوات الشباب بشأن أزمة المناخ
حسبما تنص اتفاقية حقوق الطفل، يحق لجميع الأشخاص دون سن الثامنة عشرة المشاركة في عمليات صنع القرار التي تؤثر عليهم. وهذا يشمل توفير منبر عام ليعبّروا عن آرائهم، وتقديم الدعم لهم ليتمكنوا من ذلك.
وبغية إعمال هذا الحق، استحدثت اليونيسف منصة ’أصوات الشباب‘، وهي منصة مكرسة للمناصرين اليافعين ليقدموا رؤى مُلهِمة ومُبدعة حول القضايا التي تهمهم.
لقد بدأ البحر يبتلع القرى، ويجرف خط الشاطئ، ويهلك المحاصيل. وبدأ نقل الناس ... الذين يبكون فراق أحبائهم، والذين يتضورون جوعاً وعطشاً. إن الوضع كارثي ومحزن ... ولكنه حقيقي.
وبين فينة وأخرى، نقوم أيضاً بتسليم قنواتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لنشطاء يافعين معنيين بالمناخ، ونتيح لهم مخاطبة متابعينا الذين يزيد عددهم عن 20 مليون شخص. وقد أتحنا ذلك لألكساندرا فياسينور، وهي ناشطة من مدينة نيويورك تبلغ من العمر 14 عاماً، ومشاركة في حركة #أيام_الجمع_لأجل_المستقبل (#FridaysForFuture) — وهي حركة عالمية للشباب الذين يضربون عن الذهاب إلى المدرسة للمطالبة بالعمل المناخي.
ونعمل مع الشباب أيضاً لنشر هذه الرسالة خارج شبكة الإنترنت، وذلك عبر مبادرات من قبيل مسابقة القصص المصورة لأبطال المناخ الخارقين التي نظمتها اليونيسف، وهي الأولى من نوعها.
ساثفيجا ’سونا‘ سريدار، هي فنانة من شناي بالهند وتبلغ من العمر 21 سنة، وهي الفائزة بالمسابقة في عام 2017. وقد تحمست للقيام بعمل لمكافحة تغير المناخ بعد أن عانى مجتمعها المحلي من فيضانات مدمرة في عام 2015. وتدعى الشخصية الرئيسية في القصة الفائزة ’لايت‘ – وهي نصف شجرة ونصف إنسان وتستخدم قوى خاصة لإنقاذ الطبيعة من الحرارة المتزايدة للكوكب، وقد تم تحويل القصة في نهاية المطاف إلى قصة أبطال خارقين مصورة تعليمية.
تتسم أنشطة الدعوة والمناصرة بأهمية حاسمة لبناء مستقبل أفضل وأقوى للأطفال واليافعين. وتدعم اليونيسف الشباب في أنشطة الدعوة التي يستهدفون بها حكوماتهم في سياقاتهم الوطنية. ففي منغوليا، على سبيل المثال، يتسبب تلوث الهواء بمشاكل صحية للعديد من الناس. وقد تم تدريب شباب لرصد نوعية الهواء، واستخدام البيانات التي يجمعونها لمطالبة حكومتهم باتخاذ إجراءات تصويبية. ويمثل تمكين الشباب لرصد نوعية الهواء خطوة أولى ومؤثرة لتزوديهم بالمعلومات التي يحتاجونها للمطالبة بحقوقهم.
زيادة مشاركة الشباب للتصدي لتغير المناخ
إن أحد أهم الطرق التي تساعد فيها اليونيسف اليافعين في المشاركة في العمل المناخي هي بمنحهم فرصة للتواصل مع القادة في فعاليات من قبيل قمة الأمم المتحدة للمناخ المخصصة للشباب التي عقدت في عام 2019 في مدينة نيويورك.
وفي هذا العام، أبرز وفدنا المؤلف من عشرة مشاركين شباب — ينحدرون من أماكن متباعدة من قبيل كينيا وبنغلاديش — جهود خيران ياو، وهو مناصر للشباب من كوت ديفوار يعمل مع اليونيسف. وناقش خيران كيف يمكن بناء المدارس من طوب مصنوع من البلاستيك المعاد التدوير، وهو مشروع تدعمه اليونيسف في إطار شراكة مع المؤسسة الكولومبية للمشاريع الاجتماعية المبتكرة، كونسبتو بلاستيكوز.
وسيشهد هذا المشروع تأسيس مصنع طوب بلاستيكي في كوت ديفوار هو الأول من نوعه في أفريقيا، وسيعمل المصنع على تحويل النفايات البلاستيكية إلى طوب لبناء المدارس التي اشتدت الحاجة إليها في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا. ولن تقتصر فائدة المشروع على مكافحة التلوث، بل سيحسن التعليم وسيزيد فرص العمل من خلال خلق سوق لإعادة تدوير البلاستيك.
قد يعتقد المرء بأننا صغار ولا ندرك أخطار تغير المناخ وواقعه. ولكننا نرى تأثيراته في حياتنا اليومية.