العيادات المتنقلة التي تدعمها اليونيسف تنقذ الأرواح في محافظة حجة باليمن
بحسب التقارير المنشورة عام 2022، يعاني نحو 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد

- متوفر بـ:
- English
- العربية
في قلب محافظة حجة، الواقعة في شمال غرب اليمن الذي مزقته الحرب المستعرة ، تعمل مجموعة من العاملين والعاملات الصحيين المتفانين دون ككل لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بشكل يومي من خلال العيادات المتنقلة التي تدعمها اليونيسف.
فاطمة أحمد صالح الحكمي متطوعة مجتمعية في مجال الصحة وفي جعبتها تسع سنوات من الخبرة في هذا المجال. واليوم تعمل ضمن مجموعة من المتخصصين في الرعاية الصحية في إحدى هذه العيادات المتنقلة ممن يساعدون صغار الأمهات والأطفال والنساء الحوامل على اكتشاف سوء التغذية وغيره من الحالات التي تهدد الحياة وعلاجها والوقاية منها.
"تشمل مهامنا إجراء قياسات محيط منتصف العضد للأطفال والكشف عن حالات سوء التغذية الوخيم والمعتدل والخفيف" "نقوم كذلك بتشخيص الوذمة عند الأطفال والكشف عن النساء الحوامل والأمهات المرضعات اللاتي يعانين من سوء التغذية ورفع مستوى الوعي حول أعراض سوء التغذية وغير ذلك الكثير".
بحسب التقارير المنشورة عام 2022، يعاني نحو 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد. وفي بعض مناطق اليمن، وصل عدد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
تعيش فاطمة أحمد علي الحكمي البالغة من العمر 17 عامًا وعائلتها المكونة من اثني عشر شخصاً في منطقة الجريف النائية والمنعزلة في محافظة حجة اليمنية. تم تشخيص إصابة ابنها الأصغر بسوء التغذية وجرى علاجه في إحدى العيادات المتنقلة التي ترعاها اليونيسف.

تتذكر الأم الشابة: "كان ابني ضعيفاً جداً" وتردف بالقول: "يقع أقرب مستشفى على مسافة بعيدة جداً من المكان الذي نعيش فيه، وكان من غير الممكن أبداً إحضار طفلنا إلى هناك في الوقت المحدد. لكن بفضل هذه العيادة المتنقلة، يتم علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويعطوننا كل الأدوية اللازمة. كما أنهم يعتنون بالنساء الحوامل والمرضعات ويعطون اللقاحات والفيتامينات. أرى أن حالة ابني تتحسن كل يوم، والحمد لله على هذه العيادات المتنقلة!".
أما نبيل عبد الله صالح القزعي وهو مسؤول سوء التغذية الحاد الوخيم في العيادة الطبية المتنقلة المنتشرة في مديرية مبين. فيعمل ضمن الطاقم المكلف بالكشف عن حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى واتخاذ تدابير فورية لمنع المخاطر التي تهدد حياتهم.
"سواء كان الأمر يتعلق بسوء التغذية الحاد الوخيم أو سوء التغذية الحاد المعتدل، فإنه بمجرد وصول الأطفال يخضعون للفحص ثم يتم تسجيلهم إذا كانوا يستوفون معايير القبول". "يتم بعد ذلك إعطاء الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أدوية روتينية إلى جانب الإمدادات الغذائية الأساسية".
حتى عندما يختفي الخطر الذي يهدد حياة المرضى الصغار، يواصل العاملون في مجال الرعاية الصحية ضمن العيادات المتنقلة مراقبة حالتهم والتأكد من استقرارهم ومواصلة تطورهم كلاً بحسب عمره.
وأردف نبيل بالقول: "نحن نصر على إجراء زيارات منتظمة وقياس الوزن للتأكد من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يتعافون بشكل طبيعي" حيث "يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى رعاية مناسبة والكثير من الاهتمام خلال فترة التعافي. ولهذا السبب نركز أيضاً على إرشاد الأسر حول كيفية رعاية أطفالهم في المنزل لمنع سوء التغذية في المستقبل مالم فقد يصابون بإعاقات أو حتى يموتون".

يُقر العاملون في مجال الرعاية الصحية ومرضاهم على حدٍ سواء بأن العيادات المتنقلة أصبحت مصدر غوث ونجاة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون الآن في مناطق نائية باليمن أو من نزحوا بسبب المواجهات المسلحة التي لم تهدأ في البلاد منذ عام 2015.
تشرح فاطمة الوضع قائلةً: "ببساطة، ليس لدى معظم هؤلاء الأشخاص وسيلة للوصول إلى المستشفيات" أيضاً "ليس لديهم سيارات وتكاليف المواصلات قد تصل إلى حوالي 20 ألف ريال وهومبلغ لا تستطيع هذه الأسر الفقيرة تحملها".
على سياق متصل، يؤكد نبيل قائلاً: "العلاج الروتيني ضروري للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وأحياناً نواجه نقصاً في الأدوية الأساسية داخل العيادات المتنقلة". ويضيف: "نحتاج إلى المزيد من الأدوية الأساسية، بما في ذلك علاجات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية للأطفال".
بدورها تقول فاطمة: "بالاضافة إلى ذلك، لا تزال هذه العيادات المتنقلة اليوم غير قادرة على العمل بانتظام، وهي غير كافية"... "كما أننا بحاجة للمزيد من الدورات التدريبية والشهادات حتى تتمكن هذه العيادات من استقطاب المزيد من القابلات وغير ذلك من الموظفين المؤهلين لخدمة المجتمع بشكل أفضل".
من المرجح أن تستمر هذه التحديات حتى يعود السلام إلى اليمن. مع ذلك، هذا لا ينفي حقيقة أن الدعم الذي تقدمه اليونيسف والجهات المانحة والشركاء يسمح لنا بنشر عيادات متنقلة على نطاق أوسع، والوصول إلى الآلاف من الأطفال الصغار والأسر وإنقاذ الأرواح وتجديد الأمل كل يوم.
