مجموعات دعم من الأم إلى الأم تنشر رسائل مفيدة في كادوقلي

كيف تجتمع الأمهات لمناقشة القضايا التي تهمهن

ريم عباس
mother group
UNICEFSUDAN
07 تشرين الأول / أكتوبر 2021

نظمت إلهام أحمد خميس، وهي أم لأربعة أطفال، جلسات جماعية لمجموعات دعم من الأم إلى الأم الأمهات لمدة عام ونصف. في كل يوم سبت، تجتمع 8 نساء على الأقل في منزلها في مربع 1 من حي حجر المك في الجزء الشرقي من كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، ويستمتعن بفناجين من القهوة السودانية ويشاركن في حوار تثقيفي حول أشكال المعاناة المرتبطة بالأمومة. ويقمن في بعض الأحيان بجلب الصديقات ويرافقن بعضهن البعض لمساعدة جارة محتاجة.

قالت خميس، قائدة في مجموعة دعم من الأم إلى الأم: "خلال جلستنا الأخيرة، غادرت إحدى النساء لمساعدة أم مع مولودها الجديد. كان لديها انسداد في قنوات الحليب وكانت تعاني من ألم شديد. لقد استخدمت طريقة عملية تتطلب الماء الدافئ التي تعلمناها هنا في مجموعة الدعم وقد نجحت. لقد قمنا بإسعافها في الوقت الذي أرادت عائلتها نقلها فيه إلى الخرطوم لتلقي العلاج لأنهم لم يتمكنوا من مساعدتها".

هناك 50 مجموعة دعم من الأم إلى الأم في كادوقلي وفي مدينة الكويك كذلك. تهدف كل مجموعة إلى الوصول إلى 10 نساء على أمل الوصول إلى 500 امرأة كل شهر. بشكل عام، تقدر اليونيسيف أن ممارسات الرعاية الأسرية الرئيسية الثمانية التي تمت مناقشتها خلال مجموعات الدعم قد وصلت إلى 800,000 فرد من أفراد المجتمع في جميع أنحاء السودان. تم تدريب خميس ونائبتها والقيادات النسائية الأخريات العام الماضي من قبل اليونيسيف لإدارة المجموعات وفهم الأساليب المختلفة لتبادل الرسائل حول ممارسات الرعاية الأسرية الرئيسية بشأن الحماية من كوفيد-19 والوقاية من الإسهال والأمراض الأخرى لدى الأطفال وتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية .

هذه الرسائل هامة للغاية لأن إحصاءات اليونيسيف الأخيرة في ولاية جنوب كردفان، تظهر أن 10,125 طفلاً دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، ويفتقر 21.48% من الناس إلى المياه الصالحة للشرب وأن ما يصل إلى 55,890 طفلاً دون سن الخامسة غير محصنين ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

تعتبر الرضاعة الطبيعية الحصرية ضرورية لحماية الأطفال من الإصابة بالعدوى والسمنة والربو وأمراض القلب ، مع حماية الأمهات من أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي والسكري من النوع 2.

تهدف كل قائدة مجموعة إلى وضع سياق لهذه المعرفة في محيطهم خاصة وأن العديد منهن يكافحن لتغطية نفقاتهن. فرص العمل شحيحة في هذه الولاية التي يمزقها الصراع ويعتمد أزواجهن على فرص عمل متفرقة مما يجعل أطفالهن عرضة بشكل خاص لسوء التغذية والأمراض. هذا يعني أن كل معلومة صغيرة مثل عدم إعطاء الماء للرضع والاعتماد على حليب الأم كمصدر للمياه أمر بالغ الأهمية ويساعد في نمو أطفالهن. 

تعمل نهى أحمد داود كمشرفة على مجموعة دعم الأم إلى الأم التابعة لليونيسيف منذ ديسمبر 2020 بعد أن شاركت في ورشة عمل حول ممارسات الرعاية الأسرية الرئيسية. وهي الآن تقود مجموعة دعم في مربع 3 في حي حجر المك.

قالت داوود: "تضم مجموعتي عشر نساء بما فيهن أنا ونلتقي مرتين في الشهر. نناقش الرسائل الرئيسية وقد ناقشنا مؤخراً أهمية تسجيل المواليد وختان الإناث والرضاعة الطبيعية. لدينا قصة نجاح جيدة، حيث كانت إحدى العضوات تضع طفلاً كل عام حتى أوضحنا لها كيفية استخدام الرضاعة الطبيعية كأداة لتنظيم الأسرة وقد نجحت معها".

عندما سُئلت عن التغييرات في عاداتهم اليومية، قامت هاجر يوسف، إحدى أعضاء مجموعة داود، بإدخال الناموسيات إلى منزلها لحماية أسرتها من الملاريا وغيرها من الأمراض.

كوفيد-19هو أيضاً أحد القضايا التي تركز عليها المجموعات. في مجموعة داود، غالباً ما تتحدث النساء عن أفضل ممارسات التباعد الاجتماعي بالإضافة إلى عدم مشاركة أدوات المطبخ داخل وحدة الأسرة. علاوة على ذلك، فهم يقومون أيضاً بعزل أي شخص يعاني من أعراض الأنفلونزا حتى يصبح آمناً.

 

 

Ihlam Khamis
Nuha Dawood

مكافحة تشويه الأعضاءالتناسلية الأنثوية / الختان وزواج الأطفال

إحدى القضايا الهامة التي نوقشت في مجموعتي دعم الأم إلى الأم اللتين زرناهما هي ختان الإناث الذي ينتشر بشكل كبير في المجتمع.

قالت خميس: "تتعرض كل النساء والفتيات الأكبر سناً للختان. نحن نحاول إنقاذ الفتيات الصغيرات. لسوء الحظ، لدينا نساء ورجال ما زالوا يدعمون هذه الممارسة ويجب أن نستمر في العمل معهم".

تحدثت النساء في المجموعة عن الصعوبات التي يواجهنها أثناء الحيض والولادة بسبب ختان الإناث.            

وهناك قضية أخرى تؤثر على المجتمع وهي زواج الأطفال السائد في السودان، ويرجع ذلك إلى الأعراف المجتمعية والظروف الاقتصادية والاجتماعية وكذلك عدم وجود القوانين الكافية لمكافحته.

ووفقاً لإحصاءات اليونيسيف الأخيرة، فإن 60.2% من الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 عاماً تزوجن لأول مرة أو ارتبطن قبل بلوغ سن الثامنة عشر.

قالت داود: "تحتاج قضية زواج الأطفال إلى تدخل واسع النطاق. كانت هناك حادثة مؤخراً لموظف تسجيل الزواج (المأذون) الذي رفض إتمام الزواج عندما رأى شهادة ميلاد الفتاة وأدرك أنها أقل من 18 عاماً. نحن بحاجة إلى المزيد من المناصرين من أمثاله".

تواصل خميس وداود تنظيم الجلسات بمواردهما الشحيحة وتأملان في الحصول على جهاز لوحي لتسجيل الجلسات ومشاركتها مع نساء أخريات والتأكد من توثيقها للرجوع إليها في المستقبل.

نود أن نعرب عن تقديرنا للدعم السخي الذي تقدمه حكومة السويد وحكومة هولندا وحكومة الولايات المتحدة لهذا العمل الهام.