زيادة إمكانية الحصول على خدمات الصرف الصحي في شرق دارفور

تدعم اليونيسف وشركاؤها حصول اللاجئين والمجتمعات المضيفة بشكل متزايد على خدمات الصرف الصحي في شرق دارفور، السودان، مما يساعد على حمايتهم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

خميسة محمد
Muhajiria Dinar Basic School-school committees
UNICEF
14 آذار / مارس 2022

يمكن لتوفّر فرص الحصول على خدمات الصرف الصحي أن يحمي المجتمعات المحليّة المعرضة للخطر ويَحِدُّ من انتشار الأمراض التي تنقلها المياه، مثل الإسهال والكوليرا والتيفوئيد، وهي أمراض يمكن أن تكون قاتلة. لا يزال الملايين من الناس حول العالم حتى يومنا هذا يواجهون أزمة الصرف الصحي. ففي السودان، لا يزال 33.1٪ من السكان يتغوّطون في العراء. وترتفع هذه النسبة في شرق دارفور لتصل إلى حدّ مقلق إذ تبلغ 38.4 –  بينما 27.97 في المائة من السكان فقط تتوفر لديهم إمكانية استخدام مراحيض محسنة.

كان اللاجئون من جنوب السودان الذين حطّوا في مهاجرية، وهو مجتمع ريفيّ في محلية ياسين في شرق دارفور، يفتقرون حتى وقت قريب إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية وإلى مياه الشرب، ويلجؤون إلى شرب المياه الملوثة من بركة قريبة ومصادر أخرى غير آمنة، مما تسبب في إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها.

لمواجهة هذه التحديات، قامت اليونيسف وشركاؤها بتدريب لجان إدارة المياه وبناء 200 مرحاض و10 مضخات يدوية. كما تم تدريب اللاجئين من جنوب السودان والمجتمعات المحلية المضيفة لكي يصبحوا هم أنفسهم مصدر تثقيف بالنظافة الشخصية لزيادة الوعي بأهمية استخدام المراحيض وبناء صنابير المياه المحلية. ومن خلال هذا التدريب، وصلت اليونيسف إلى 2600 طالب، من بينهم 1400 فتاة، وذلك في خمس مدارس.

قام متطوعو تعزيز النظافة بزيارة البيوت بشكل منتظم لتعزيز الرسائل الرئيسية حول ممارسات النظافة الجيدة، مثل غسل اليدين في الأوقات الحرجة والاستخدام السليم للمراحيض وصيانتها. أدى ذلك إلى تحسين السلوكيات الصحية والصرف الصحي والنظافة. علاوة على ذلك، تم تدريب الأطفال ليكونوا هم أيضًا عوامل تغيير للتأثير على هذه السلوكيات في بيوتهم وبين الناس في مجتمعاتهم المحليّة.

Muhajiria Dinar Basic School
UNICEF
مراحيض جديدة في مدرسة دينار الأساسية التي بنتها اليونيسف في مهاجرية

الكرامة لكل فتاة

تتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر من عدم وجود مرافق الصرف الصحي المناسبة. فبالإضافة إلى الأمراض المنقولة عن طريق المياه والتي يمكن الوقاية منها، تتعرّض الإناث لخطر المضايقات وسوء المعاملة وأشكال العنف الأخرى، لأنهنّ غالبًا ما يخرجن لقضاء حاجتهن عندما يحل الظلام.

تعيش إليزابيث دينغ البالغة من العمر 38 عامًا، والقادمة من جنوب السودان، مع ابنتيها وابنها في قرية مهاجرية في شرق دارفور. كانت إليزابيث وأطفالها يفتقرون إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية، ولم يكن أمامهم خيار سوى اللجوء إلى التغوّط في العراء. تقول إليزابيث: "اضطررت أنا وبنتاي الاثنتان إلى إيجاد أماكن منعزلة لقضاء حاجتنا والحفاظ على خصوصيتنا – وما كنا نذهب إلا عندما يحلّ الظلام بشكل كافٍ يسترنا عن العيون ولا يمكن لأحد أن يرانا."

أدى عدم توفر المراحيض بالنسبة للعديد من الفتيات إلى خسارة بعض أيام الدراسة. قبل تحسين هذه المرافق، كان أكثر من ثلثي الفتيات في مدرسة دينار الأساسية في مهاجرية، يبقين في بيوتهنّ أثناء فترة الدورة الشهرية. تقول ماري أبووك، وهي طالبة تبلغ من العمر اثني عشر عامًا: "قبل بناء المراحيض الجديدة، كنت أشعر بالحزن كلّما حلّ موعد الدورة الشهرية لأنني كنت أضطر إلى التغيّب عن المدرسة".

تشعر ماري بالسرور لأنه أصبح الآن في مدرستها مراحيض نظيفة، وخاصة للفتيات، مما يسمح لهن بتدبّر أنفسهنّ خلال فترة الدورة الشهرية حتى أثناء أيام المدرسة. وقد أدى هذا بدوره إلى زيادة عدد حضور الفتيات – من 54 إلى 200 فتاة - اللائي لم يعد عليهن الاختيار بين كرامتهن وتعليمهن.

يقول أبراهام ياي ياي، رئيس المجتمع الذي يضم اللاجئين في مهاجرية: "المياه الصالحة للشرب والمراحيض والنظافة الجيدة تحافظ على أطفالنا أحياء ويتمتعون بالصحة. كان أطفالنا يعانون من الإسهال المتكرر، بل وقد فقد الكثيرون منهم حياتهم. كما تأثرت النساء والفتيات بشكل خاص من هذه المشاكل، حيث كانت مهمة جلب المياه تقع ضمن مسؤوليتهن بالكامل. واعتادت الفتيات على التغيب عن المدرسة لقطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء. الآن صار كل هذا في الماضي. نحن ممتنون جدا لهذا المشروع. إنه مشروع ينقذ الأرواح".