اقْتُلِعَت مرّتيْن
قصة أمٍّ سورية لاجئة مع النزاع في السودان وكيف تقدّم يونيسف الدعم لها

- متوفر بـ:
- English
- العربية
استضاف السودان طوال سنوات عديدة لاجئين، وباحثين عن المنافي، ومهاجرين. يعيش في السودان أكثر من مليون لاجيء من جنوب السودان، وإريتريا، وسوريا، وإثيوبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، واليمن، وغيرها من البلدان.
أثّر القتال الأخير الذي اشتعل في 15 نيسان/ إبريل 2023، على آلاف البنات والأولاد اللاجئين وأدى القتال إلى نزوحهم عن منازلهم، مرة أخرى هُجّر هؤلاء من مساكنهم الجديدة حيث هربوا من القنابل والقصف، والعنف في الشوارع، والسرقات، وعمليات نهب مساكنهم مما دفع بهم إلى المجهول مرة ثانية.
منال حسن ام سورية وُلدت وعاشت سابقًا في دمشق، لديها ثلاثة أطفال، ولدين وبنت أعمارهم 12 و11 سنة وعمر الأصغر لا يزيد عن خمس سنوات. وصلت منال إلى السودان عام 2016 مع زوجها وطفليها هاربة من الحرب في سوريا، و رُزِقت بطفلها الثالث في الخرطوم.
وجد زوجها عملًا في شركة واستطاع رعاية عائلته التي كانت تكبر. ثم بدأت الاشتباكات في الخرطوم التي أجبرت الكثير من العائلات السورية على الهرب إلى بورتسودان – إحدى الولايات التي لم تتأثر بشكل مباشر بالنزاع. ما زالت الرحلة إلى بورتسودان ماثلة في ذهن منال وهي تتذكر كيف أُخذت منها أمتعتها، بما في ذلك مقتنياتها الثمينة، عند حاجز التفتيش.
باعتبارها مأوى آمن، تستضيف بورتسودان ما يقرب من ثلاثة ألف شخص من نازحي الخرطوم وغيرها من الولايات. وتعيش العائلات النازحة حاليًا في 18 موقع تجمع، فبينما يجد معظم السودانيين ملاذاً لهم مع عائلاتهم الممتدة، فإن أماكن التجمع المزدحمة التي تفتقر كليًا إلى المرافق هي الأماكن الوحيدة التي يمكن للاجئين أن يجدوا فيها مأوى لهم.
لكن يونيسف وشركائها يقدمون المساعدة. فبعد عدة تقييمات لنقاط التجمع، تقدّم الآن خدمات متكاملة يستفيد منها النازحون. ومن بين هذه الخدمات توفير مياه الشرب الآمنة التي لا تقدر بثمن نظرًا لدرجات الحرارة المرتفعة جدًا التي يمكن أن تصل إلى 40 درجة مئوية. بالنسبة لمنال حسن، فإن الحصول على ما يكفي من الماء في أماكن التجمع حيث عاشت لأكثر من شهر حتى الآن هو أمر ضروري بينما تواصل القيام بواجباتها اليومية من غسل الملابس إلى تجهيز الوجبات بما يتوفر لها من سلع قليلة.
"أريد العودة إلى دمشق لأعيش ثانية في بيتي،" تقول منال،
بينما يبحث زوجها عن طرق يُخرج فيها عائلته الصغيرة من السودان بحثًا عن الأمن لأطفاله مرة أخرى.
لكن ما أهمية الماء النظيف في غياب الصرف الصحي المناسب؟ تقوم يونيسف أيضًا ببناء مراحيض مؤقتة وتوزع الصابون وغيره من إمدادات النظافة لدعم ممارسات الصرف الصحي والنظافة العامة.
في الولاية نفسها، يتم أيضًا تقديم الدعم للمرافق الصحية التي تخدم العائلات النازحة حيث يتم تجهيزها بالأدوية والإمدادات الضرورية وهي أيضًا متوفرة لمنال وعائلتها وغيرهم ليستخدموها مجانا دون مقابل.
وتتواصل الجهود لتخفيف الازدحام في نقاط التجمع المزدحمة وتزويدها بمساحات آمنة يستطيع الأطفال أن يجدوا فيها بعض الظلال، وأن يلعبوا.