التعليم
التعليم الجيد هو حقّ لجميع الأطفال
- English
- العربية
التحدّيات
تنص المادة 28 من اتفاقية حقوق الطفل على أن لكلّ طفل الحق في الحصول على التعليم. إن الفوائد من التعليم والتعلّم هائلة، فالتعلّم يؤدي إلى التكافؤ ويغيّر قواعد اللعبة.
حقق السودان تحسينات كبيرة في التعليم الأساسي خلال العقد الماضي، فقد ازداد العدد الإجمالي للمدارس (العامة والخاصة) بمقدار 2800 مدرسة بين العامين 2008 و2018، مما أتاح لمليون طفل إضافي الحصول على التعليم. ارتفع عدد الطلاب الذين أنهوا تعليمهم الابتدائي وانتقلوا إلى المرحلة الثانوية من 251 إلى 336 ألفًا، سنويًا، خلال نفس الفترة.
مع ذلك، وعلى الرغم من التقدم الذي تحقق، لا يزال حوالي 3 ملايين طفل في السودان غير ملتحقين بالمدراس على الرغم من الزيادة في عدد المدارس وعدد الطلاب المسجلين فيها على مدى العقد الماضي. أدى عدم الاستقرار السياسي والجائحة إلى إغلاق المدارس لفترة طويلة، مما أدى إلى تعطيل تعليم أكثر من 8 ملايين طفل سوداني منذ عام 2019، وإلى تدمير سنوات من التقدم الذي تمّ تحقيقه.
علاوة على ذلك، أثّر إغلاق المدارس لفترات طويلة في أعقاب الجائحة وما رافقه من استراتيجيات التخفيف غير المتكافئة بشكل سلبيّ على 8.1 مليون طفل مسجلين في المدرسة (ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عامًا)، فضلاً عن تفاقم الوضع بالنسبة لـ 3.6 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، وخاصة أولئك الذين يعيشون في ظل النزاعات والأزمات. الأنثى الطفلة معرضة للخطر بشكل خاص - فالأدلة تشير إلى أن الأزمات الاقتصادية المرتبطة بـ "كوفيد-19" أدت إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين في السودان، وحتى بين الفتيات اليافعات. كان الدافع الأساسي لتسرب الفتيات من المدارس هو العامل الاقتصادي - والذي تفاقم بسبب الحمل والزواج المبكر وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية
الحلول
تقوم يونيسف السودان بتسريع التقدم نحو ضمان نتائج تعلّم جميع الأطفال في السودان بناءً على عملها السابق:
إتاحة التعلّم:
تواصل اليونيسف بناء وتعزيز الشراكة لقيادة برنامجها التي تعمل على منح جميع الأطفال، بما فيهم الأطفال الأكثر تهميشًا والذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، فرصة الحصول على التعليم الجيد في النُّهج الرسمية وغير الرسمية. لتحسين حصول الأطفال على التعليم، تدعم اليونيسف فرص الحصول العادل على التعليم الابتدائي الجيد مع التركيز على زيادة استيعاب أطفال الصف الأول (الذين في عمر ست سنوات) وزيادة فرص الحصول على التعليم من خلال برامج التعلّم البديلة (ALPs) التي تلبي حاجة الأطفال الأكبر سنًّا غير الملتحقين بالمدارس. علاوة على ذلك، سيشارك برنامج التعليم في التعبئة والتواصل مع المجتمعات المحلية والمتعلمين على المستوى المحليات والمجتمع المحلي بشكل مكثف من خلال حملة 'تعال إلى المدرسة' لزيادة الالتحاق بالمدارس وتعزيز استمرارية التعلّم، خاصة للفتيات اللواتي يعشن في المناطق النائية والأطفال ذوي الإعاقة.
التعلم الإلكتروني:
أصبح السودان في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وبشكل لافت، البلد الرابع عشر الذي يهيئ جواز السفر التعليمي ويطلقه للاستخدام. لقد تمّ تعديل منصة التعلم الإلكتروني لتلائم اللغة العربية السودانية والتي تضم نسخًا من الكتب المدرسية الحكومية بصيغة ملفّات المستندات المنقولة (PDF) وما يزيد عن 1400 وحدة سمعية وبصرية وأكثر من 2200 نشاط تعليمي تفاعلي بالإضافة إلى تقييمات لقياس تقدم التعلم. نظرًا للاضطرابات السياسية التي حدثت لاحقًا والتي أدت إلى تعطّل المدارس فإن هذا البرنامج يُعد ضروريًا لضمان استمرارية التعليم. تم شراء وتركيب ما يقرب من 20 شاشة تعمل باللمس في مواقع مختلفة في جميع أنحاء الخرطوم، مثل المساجد والأسواق والمساحات الخارجية من أجل الوصول إلى الأطفال والشباب.
بالإضافة إلى التعلّم الإلكتروني، استفاد أكثر من 189 ألف طفل غير ملتحقين بالمدارس من برنامج التعلم البديل (ALP) الذي تنفذه اليونيسف ووزارة التربية والتعليم. وقد كان هذا التدخل حاسمًا لتوفير فرص التعليم للسكان المتضررين في السودان، نظرًا لإغلاق المدارس المستمر في نظام التعليم الرسمي بسبب "كوفيد-19" والاضطرابات السياسية.
التعلّم الرقمي:
بناءً على المكاسب التي تم تحقيقها في التعلم الإلكتروني، سيتم توسيع العمل ليشمل نطاق اليافعين لتقديم فرص تعلّم إضافية بديلة لاستخدام الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وذلك باستخدام تكنولوجيا منخفضة التكلفة، إلى جانب الطاقة الشمسية. علاوة على ذلك، ستقوم اليونيسف ببناء عملها في مجال التعلم الرقمي والتوسع فيه، وتوسيع نطاق حصول الأطفال غير الملتحقين بالمدارس على التعلم الإلكتروني في 50 مجتمعًا محليًّا بهدف الوصول إلى 6000 طفل من خلال التحفيز عن طريق برنامج التعلّم البديل.
تهدف اليونيسف إلى إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم الرسمي والاستفادة من محتوى البرنامج وجواز السفر التعليمي لتوفير فرص تعليمية عالية الجودة للطلاب. تمّ تصميم جواز السفر التعليمي على المستوى العالمي بين اليونيسف ومايكروسوفت كحلّ صُمِّمَ لسد فجوة فقر التعلم. وجواز السفر التعليمي عبارة عن منصّة تقنية متنقّلة، وتعمل عبر الإنترنت، وغير متصلة بالإنترنت، وتتيح التعلم المرن عالي الجودة. مهمّة هذه المنصة هي تمكين الحصول المستمر على التعليم للأطفال والشباب والمعلمين في جميع أنحاء العالم ودفع نتائج التعلم قُدُمًا من خلال التعليم عالي الجودة والمحمول، لدعم دخول الأطفال والشباب في مسارات التعليم أو الفرص الأخرى، بما في ذلك التعليم الرسمي.
لمعالجة حالات الحرمان غير المتناسبة التي تؤثر على الأطفال في مجتمعات النازحين واللاجئين والبدو والأطفال في المناطق الريفية والفتيات والأطفال ذوي الإعاقة، تعمل اليونيسف وشركاؤها على مستوى السياسات لتعزيز حماية الأطفال المهمشين وتعليمهم وإدماجهم في نظام التعليم العام. أكثر من نصف الأطفال غير الملتحقين بالمدارس هم من المناطق المتأثرة بالنزاع. لذلك، ستواصل اليونيسف تعليمها والمناصرة في البرامج وحالات الطوارئ.
جودة التعليم:
تركّز اليونيسف على تدريب المعلمين أثناء الخدمة، خاصة معلمي المستوى الابتدائي. وتواصل اليونيسف التنسيق مع الشركاء الآخرين لضمان استكمال الجهود بتدريب المعلمين من المستوى المتوسط ومستوى ما قبل الخدمة. تكمل اليونيسف دور الحكومة في تنسيق تدخلات تدريب المعلمين على المستويين الوطني ودون الوطني وتهدف إلى لعب دور رئيسي في تجريب واعتماد إطار كفاءات المعلمين والمدراء والمشرفين.
ستقوم اليونيسف بتجربة مشروع تعليمي علاجيّ. وسيركز المشروع التجريبي على ولايتين (ولاية دارفور وولاية كردفان)، ولكنه سيحضر العديد من الشركاء الوطنيين والدوليين لمعالجة فقدان التعلم لدى الأطفال. كما سيركز المشروع على نموذج قوي لتدريب المعلمين وإرشادهم وعلى الرصد المستمر وتقييم الأثر على الأطفال.
تدعم اليونيسف حكومة السودان لتصميم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال تدخلات منخفضة التكلفة وقابلة للتطوير. في الوقت نفسه، ستقود اليونيسف أجندة اليافعين مع الاعتراف بالنسبة الكبيرة من السكان السودانيين الذين ينضون ضمن هذه الفئة العمرية وحاجتهم الكبيرة إلى التعليم. وسيشمل ذلك جوانب تعليم المهارات الحياتية والقراء والكتابة والحساب، والانتقال إلى مجال الحصول على فرص العمل.