نظرة على برنامج التعلم البديل في كادوقلي، السودان
كيف يمكن أن يوفر برنامج التعليم البديل فرصة ثانية للتعلم للأطفال والمراهقين الذين أضاعوا فرصة التعليم
- متوفر بـ:
- English
- العربية
تقع مدرسة الشعير في حي ومخيم الشعير. المنطقة التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من حي مورتا في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، على بعد أكثر من 700 كيلومتر من الخرطوم و هي مسكن للعديد من العائلات النازحة التي فرت إلى المنطقة من مناطق أخرى بسبب الحرب.
المدرسة الصغيرة هي مركز لبرنامج التعلم البديل الذي يدار من خلال وزارة التربية والتعليم على مستوى الدولة. أفضل وصف لبرنامج التعليم البديل هو أنه مكان بديل للتعلم للأطفال والمراهقين الذين فوتوا فرصة الالتحاق بالمدرسة أو تركوا النظام المدرسي الرسمي في وقت ما، وهذا يشمل الأطفال المتضررين من حالات الطوارئ والصراع.
لدي طفلين يبلغان من العمر 10 و 13 عاما يدرسان فى هذا البرنامج وآمل أن يتمكن الآخرون أيضاً من اللحاق بتعليمهم
نصرة جون هي نازحة لها جذور في أم سورديبة في محلية ام-دورين. ونسبة للصراع ودورة النزوح المستمرة، لم يذهب اثنان من أطفالها السبعة إلى المدرسة مطلقاً.
قالت جون: "لدي طفلين يبلغان من العمر 10 و 13 عاما يدرسان فى هذا البرنامج وآمل أن يتمكن الآخرون أيضاً من اللحاق بتعليمهم" .
يوجد في السودان 3.6 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و13 عاما خارج المدرسة وأكثر من نصفهم من الفتيات. وهذا هو أكبر عدد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 76 في المائة من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية في المدارس، ولكن هذا الرقم ينخفض إلى 28 في المائة على مستوى المدارس الثانوية.
ويعيش أكثر من نصف تاركي المدارس في دول مزقتها الحرب، ويتأثر اللاجئون والنازحون داخلياً بشكل خاص لأن استمرار الصراع والتشرد يخلق أيضا حلقة مستمرة من الفقر والعوز.
عبد الباقي موسى وهو مدرس في المدرسة على دراية بمظاهر هذه القضية المعقدة.
قال موسى: "كثير من الأطفال من الأسر النازحة يتركون المدرسة لأن عائلاتهم لا تستطيع تحمل تكاليف إبقائهم في المدارس ويتعين عليهم الحصول على وظائف في القطاع غير الرسمي".
ولا تزال المشكلة تتزايد لأن نسبة منهم ينتهي بهم الأمر إلى مغادرة منازلهم أيضاً.
وقال موسى" لاحظنا أن العديد من الأطفال الذين يتركون المدرسة يصبحون بلا مأوى أيضاً، ومن خلال خفض معدلات ترك المدارس، نحن أيضاً نساعد الأطفال على العودة إلى ديارهم والحد من عمالة الأطفال".
أنا لم أكمل تعليمي، لكنني أفهم قيمة ما يتعلمونه، فهم يتعلمون مواد بالإضافة إلى القيم والأخلاق، وسيفهمون ما هو أفضل بالنسبة لهم
لدي فتاتان في برنامج التعليم البديل وهي المرة الأولى التي تدرسان فيها لأننا نزحنا واضطررنا للانتقال إلى ولاية أخرى وأضاعوا فرصة الالتحاق بالمدرسة لعدد من السنوات. وهم الآن في التاسعة والثانية عشر من العمر، وهذه هي المرة الأولى لهم في المدرسة
"لدي فتاتان في برنامج التعليم البديل وهي المرة الأولى التي تدرسان فيها لأننا نزحنا واضطررنا للانتقال إلى ولاية أخرى وأضاعوا فرصة الالتحاق بالمدرسة لعدد من السنوات. وهم الآن في التاسعة والثانية عشر من العمر، وهذه هي المرة الأولى لهم في المدرسة".
قال نصر الدين محمد تيا رئيس مكافحة الأمية وتعليم الكبار والأطفال والشباب خارج المدرسة بوزارة التربية والتعليم بولاية جنوب كردفان، إن مدرسة الشعير تستهدف 48 طفلاً، وسوف يتخرج معظمهم هذا العام للانضمام إلى النظام المدرسي الرسمي.
وقال تيا "إن البرنامج يهدف الى القيام بدورة مكثفة مدتها ستة أشهر لسد الفجوة بين الاطفال الذين أمضوا عامين أو حتى أربعة أعوام خارج المدرسة والنظام المدرسى الرسمى الذى نريدهم أن يعودوا إليه".
تشرف الوزارة على 8 مراكز لبرنامج التعليم البديل في محلية كادوقلي بدعم من المانحين. قامت اليونيسف ببناء وحدتين مدرستين وتوفير المواد التعليمية للمراكز. بشكل عام، تم تسجيل إجمالي 13,647 طالباً في برنامج التعليم البديل في جميع أنحاء السودان وتم تدريب 450 ميسراً لبرنامج التعليم البديل (تشكل النساء نسبة 62% منهم).
تم تصميم برنامج التعليم البديل خصيصاً لدعم الفتيات والفتية الذين لم يلتحقوا بالمدرسة مطلقاً أو تركوها أو أولئك الذين لا يمكن دمجهم في نظام التعليم العادي دون تعويض الدروس التي فقدوها. يركز منهج برنامج التعليم البديل على معرفة القراءة والكتابة والحساب، والمهارات الحياتية لمساعدة الأطفال على الاندماج في التعليم الأساسي الرسمي، أو بدلاً من ذلك التسجيل في التدريب على المهارات لزيادة قابلية التوظيف لتحسين سبل العيش.
يتيح الدعم السخي المقدم من منظمة "علم طفلاً" (قطر) لليونيسيف مواصلة دعم مراكز برنامج التعليم البديل في كادوقلي وإعطاء الأطفال والمراهقين فرصة ثانية للتعلم.