مستقبلٌ مُشرق
"في كل مرة أزور فيها مركزًا للتعليم الإلكتروني، أرى أطفالًا لم يتعلموا الأبجدية أبدًا، يكتبون أحرفًا متعرجة على شاشاتهم. "

- متوفر بـ:
- English
- العربية
حوالي سبعة ملايين طفل من أطفال السودان - ثالث أكبر دولة في إفريقيا - لا يذهبون إلى المدرسة. مع ذلك، يحتاج هؤلاء الفتيان والفتيات بشدة بقصوى إلى إتاحة الحصول على فرص التعلم. ستصبح أزمة التعلم في السودان كارثة جيليّة إن لم تُتّخذ بشأنها إجراءات عاجلة.
إن فرص التعليم الرسمي في السودان غير متوفرة على نطاق واسع، وحيثما وجدت، فإنها غالبًا ما تستبعد الأطفال الأكثر هشاشة. تسرُّب الأطفال من المدرسة بسبب تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتكرار نشوب النزاعات وإغلاق المدارس لفترات طويلة، يجعل فرص عودة الفتيات والفتيان إلى المدرسة منخفضة. والفتيات معرضات للخطر بشكل خاص: إذ تشير الدلائل إلى أن الأزمة الاقتصادية تعمّق عدم المساواة بين الجنسين في السودان، وخاصة ضمن الفتيات اليافعات.
يحتاج المعلمون إلى مزيد من التدريب، والصفوف المدرسية إلى البناء، كما ينبغي زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم. ولكن حتى في الأماكن التي لا يمكن أن يجري فيها التعليم التقليدي، فإن التعليم الهادف والمؤثر لا يمكن أن ينتظر. لذلك، يجب ألا ننتظر حتى يتم بناء المدارس، وإنما يجب أن نوفر التعليم لهؤلاء الفتيان والفتيات الذين لم يروا في حياتهم صفًّا مدرسيًّا من الداخل.
يقوم برنامج السودان للتعليم الإلكتروني بتقديم برنامج تعليميّ مُبتكر للأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة. لا تُستخدم الكتب والأقلام كما في الدرس العاديّ، فالبرنامج التعليمي الإلكتروني يستخدم جهازًا لوحيًّا يعمل بالطاقة الشمسية. يدعم الميسرون المحليون الأطفال في تعلّمهم. وهم يتلقون تدريبًا خاصًا يتضمن التدريس المناسب للأطفال والجوانب التقنية للألعاب والأجهزة اللوحيّة.
في كل مرة أزور فيها مركزًا للتعليم الإلكتروني، أرى أطفالًا لم يتعلموا الأبجدية أبدًا، يكتبون أحرفًا متعرجة على شاشاتهم. يبدو أن هؤلاء الأطفال، مثل كل الأطفال، اعتادوا استخدام التكنولوجيا بسرعة مذهلة للأشخاص البالغين، من أمثالي. رغم أن الكثيرين من هؤلاء الأطفال لم يسبق لهم وأن حملوا قلمًا من قبل، لكنهم سرعان ما يبدؤون بتعليم بعضهم البعض كيفية التقدم من مرحلة إلى أخرى في اللعبة. على الرغم من أنهم لا يتحدثون العربية (حتى الآن)، إلا أن ابتساماتهم تتحدث قائلة ألف كلمة، وتقول: أخيرًا صرنا نتعلم، ونحن نحب ذلك!



الصديقتان؛ سارة (الصورة اليسرى) وأمل (الصورة اليمنى) – وعمر كل منهما 13 عامًا - تحضران دروس التعلم الإلكتروني خلال نفس دورة التعلّم الصباحية.


