مركز التعلم الإلكتروني
"أريد أن تتابع سلافة التعلم، ولا أريد أن يكون مركز التعلم الإلكتروني هو محطتها الأخيرة، إذ أنه يمكنها أن تصبح طبيبة وتشفي أجساد الناس".

- متوفر بـ:
- English
- العربية
تخيّلوا قرية صغيرة واقعة على شاطئ نهر النيل، في مكان ليس بعيد عن الحدود بين شمال وجنوب السودان. تشرق الشمس بشكل ساطع على المنازل الصغيرة المبنية من الطين، والتي لها أسقف من القش. تتجول الماعز والدجاجات بحريّة. ووسط هذا كلّه، يقف مبنى واحد ملوّن: إنه مركز التعلّم الإلكتروني.
تسود العتمة داخل المركز، لكن بمجرّد أن تعتاد عيناك على العتمة يمكنك رؤية عشرات الأطفال يجلسون بهدوء على الحصير المفروش على الأرض. لا ينظر الأطفال إلى من يدخل الغرفة، بل يواصلون اللعب في ألعاب القراءة والكتابة والرياضيات التعليمية على أجهزتهم اللوحيّة.
تقول فاطمة، والدة سلافة، الطالبة البالغة من العمر 14 عامًا: إنه أمر رائع
"لقد تعلّمت ابنتي القراءة وعدّ الأرقام في وقت قصير جدًّا، وهي تساعدني الآن في حفظ الأرقام في هاتفي، ويمكنها أيضًا قراءة الرسائل النصية التي تصلني"
عندما دمّر فيضان نهر النيل مدرسة القرية، سُلب الأطفال فجأة حقّهم في التعلّم. ذهب بعض الفتيات والفتيان سيرًا على الأقدام إلى المدرسة الواقعة في أقرب مدينة إليهم، والتي تقع على مسافة تزيد عن 5 كيلومترات. لا تتذكر نجوى البالغة من العمر 11 عامًا كم من الوقت استغرقهم الوصول إلى المدرسة، فما تذكره هو أنهم استيقظوا باكرًا، لكنهم لم يصلوا مع ذلك إلا بعد أن كانت الدروس قد بدأت.
افتتحت اليونيسف في العام الماضي مركز التعلم الإلكتروني. تستهدف هذه المراكز الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة ممن لا يمكنهم الالتحاق بمدرسة عادية. يعمل المركز بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ويشتغل وفق نظام الورديّتين أو الثلاث ورديّات، حتى تتاح فرصة التعلّم لأكبر عدد ممكن من الأطفال.
الميسّرون المعيّنون محليًّا مسؤولون عن مراكز التعلم الإلكتروني. وهم لا يتلقّون التدريب على التدريس وأصول التدريس فحسب، بل أيضًا على فهم كيفية عمل الألعاب التعليمية والأجهزة اللوحية والألواح الشمسية. ولضمان ملكية المركز، فإن المجتمع المحليّ نفسه هو المسؤول عن بناء المركز باستخدام المواد المحلية مثل الصخور والطين والقصب.
تشعر فاطمة بالسعادة لما أحرزته ابنتها من تقدّم
"أريد أن تتابع سلافة التعلم، ولا أريد أن يكون مركز التعلم الإلكتروني هو محطتها الأخيرة، إذ أنه يمكنها أن تصبح طبيبة وتشفي أجساد الناس"
سلافة ليست متأكدة من أنها ستصبح طبيبة، فهي تفضل أن تكون معلمة، وبالتأكيد معلمة في مركز التعلّم الإلكتروني!