تحسين جودة التعليم من خلال دعم المعلمين في جنوب دارفور
تدعم المفوضية الأوروبية حصول الأطفال المتضررين من حالات الطوارئ في جنوب دارفور على تعليم جّيد من خلال الدفعيات التحفيزية للمعلمين

في قرية الردوم النائية التي تقع في ولاية جنوب دارفور في السودان، تقبع مدرسة بيليل للتعليم الأساسي المختلط. تأسست المدرسة في عام 2018 لتلبية احتياجات حوالي 100 طالب، ولكن المدرسة تفخر بأن عدد طلابها اليوم قد بلغ 783 طالبًا، من بينهم 124 طفلًا لاجئًا من جنوب السودان و430 طفلًا نازحًا.
تقول نصرة رزق، وهي طالبة لاجئة في الصف السابع في مدرسة بيليل للتعليم الأساسي المختلط: "تعطل تعليمي عندما غادرت جنوب السودان. كنت في الصف الأول يومها. بعد وصولي إلى هنا، لم أذهب إلى المدرسة لمدة عام كامل. ثم سمعت ممثلين عن الحكومة وعن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعلنون عن أنه بإمكان الأطفال اللاجئين الالتحاق بمدرسة. كانت تلك بداية جديدة بالنسبة لي، لأني أومن أنه من خلال التعليم فقط يمكنني تغيير حياتي. إذا ما عدت إلى جنوب السودان، فسوف أحصل على التعليم. وإذا ظل السودان هو موطني الدائم، فإن التعليم الذي أتلقاه سيساعدني على التكيف مع الحياة هنا وإيجاد شيء مثمر أفعله لتحسين حياتي وحياة عائلتي ومجتمعي المحليّ".
واجهت المدرسة تحديات خطيرة، خاصة في طاقم العاملين.
ويقول شرف صالح آدم، مدير المدرسة ومعلم الرياضيات والعلوم: "تفتقر الحكومة إلى العدد الكافي من المعلمين الذين يمكنهم تعليم جميع الأطفال. أما المدرسة، فلا تستطيع القيام بذلك لأننا لا نستطيع تحمل التكاليف".
قامت المدرسة، في محاولة منها لسدّ النقص في طاقم المعلمين، بتعيين معلمين إضافيين يتقاضون رواتبهم من خلال الرسوم التي يدفعها الطلاب. لكن الرسوم لا تكفي لتغطية النفقات المدرسية الأخرى التي تحتاجها المدرسة، مثل شراء مواد التدريس والتعلّم والإمدادات وتكاليف التشغيل الأخرى.
يضيف شرف قائلًا" "كثيرًا ما يحدث تقصير في دفع رواتب المعلمين. يؤدي هذا، كما هو الحال في العديد من المدارس في السودان، إلى تغيّب المعلمين. كما أن العديد من المعلمين يتركون وظائفهم بحثّا عن وظائف أخرى برواتب مضمونة، حتى وإن كانت أقل مما كنا ندفعه لهم. يدفع هذا بالعديد من الأطفال لأن يتركوا المدرسة عندما يأتون إليها ولا يجدون فيها صفوفًا دراسية".
وأبدت نصرة الملاحظة التالية: "قد أخسر في غضون أسبوع أكثر من خمسة دروس بسبب تغيّب المعلمين. كنت أسمع أن السبب في ذلك هو أن المدرسة لم تكن تدفع رواتبهم. انخفض تغيب المعلمين في هذه الأيام، ونحن نتعلم بشكل أفضل. أشكر كل من تدخل لمعالجة هذا الوضع".
بتمويل من المفوضية الأوروبية، تقوم اليونيسف، بالشراكة مع وزارة التعليم ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومفوضية اللاجئين، بتنفيذ دمج واستيعاب الأطفال اللاجئين في نظام التعليم السوداني وتحسين جودة التعليم، وهو مشروع لدعم ثلاث مدارس مستضيفة للاجئين والنازحين، عن طريق دفع رواتب 55 معلمًا في محليّتي الردوم وبيليل في جنوب دارفور. تستضيف المدارس أكثر من 1.500 طالب يتألفون من 1.139 لاجئًا و430 نازحًا و229 طفلًا من أطفال المجتمع المحليّ المضيف. بالإضافة إلى ذلك، ستستفيد المدارس من تطوير البنية التحتية للمدارس وتوفير المواد الدراسية وغيرها من مصادر التعليم والتعلم التكميلية، وتدريب المعلمين واللجان المدرسية لبناء قدراتهم على توفير تعليم جيّد في بيئة شاملة وآمنة توفّر الحماية.

وأبدى عبد الله صالح الطاهر أمير، مدير التعليم في حالات الطوارئ في وزارة التربية في نيالاـ جنوب دارفور: "إننا نشكر اليونيسف والمفوضية الأوروبية للدعم الذي تقدمه لنا لدفع رواتب المعلمين في هذه المدارس، ولضمان تمكّن الأطفال المتضررين من حالات الطوارئ من الحصول على خدمات تعليمية عالية الجودة دون انقطاع".
التحديات لا تزال قائمة لأن المعلمين لا يزالون يتقاضون رواتب منخفضة، كما أن الرواتب تتفاوت ما بين المدارس وهي غير متساوية في الولاية وعبر البلاد.
اختتم عبد الله كلامه قائلًا: "نأمل أن تتولى الحكومة دفع رواتب جميع المعلمين في جميع المؤسسات التعليمية. وبهذه الطريقة ستتمكن المدارس من استخدام الدخل الآتي من رسوم الطلاب لتلبية الاحتياجات المُلحّة الأخرى، مثل بناء وإصلاح الصفوف الدراسية وشراء مواد إضافية للتدريس والتعلّم.