المياه والصرف الصحي والنظافة العامة
توفير المياه النظيفة الامنة للأطفال في دولة فلسطين
- English
- العربية
التحديات
يعد الحصول على مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي الملائمة حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، ولكن واحداً فقط من بين كل عشرة أشخاص لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة. يحتاج حوالي ١,٨ مليون شخص إلى أحد أشكال المساعدات الإنسانية للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، ويشكل الأطفال حوالي ٥٢٪ منهم.
يسهم تدمير البنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي والنظافة العامة وضعف إدارة الموارد والنمو السكاني السريع في النقص الحاد المتزايد في مياه الشرب النقية والحصول على خدمات الصرف الصحي. مع انتشار السكان الفلسطينيين على مناطق جغرافية متباعدة وغير متصلة وتوقع مضاعفة عددهم إلى ٩,٨ مليون بحلول ٢٠٥٠، فإن الاستثمار في البنية التحتية ليس ضرورياً فحسب، بل هو أمر حاسم للحفاظ على صحة الأطفال الفلسطينيين.
بما أن ٩٦٪ من المياه من طبقة المياه الجوفية الوحيدة في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، فإن الحل الاستراتيجي المرجح لتزويد مواطنيها بمياه آمنة ونظيفة هو تحلية مياه البحر. ومع ذلك، فإن الحفاظ على المعدات المستخدمة في عملية تحلية المياه يشكل مصدر قلق كبير، حيث يواجه قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة العامة تحديات مع تأخير تقديم المواد الأساسية لأعمال الترميم وإصلاح شبكات المياه لا سيما نتيجة الحصار المفروض على غزة.
كما ويعتمد الوصول إلى المياه الآمنة على توفر الكهرباء بشكل منتظم وموثوق. وينجم عن أزمة الطاقة المزمنة في غزة ساعات قليلة فقط من الكهرباء كل يوم. تؤثر هذه الأزمة على جميع جوانب الحياة بما في ذلك الطبخ والاستحمام والغسيل، والاحتياجات الرئيسية مثل مياه الشرب اليومية والتصريف الآمن لمياه الصرف الصحي ووقف بعض الخدمات الصحية. ولهذا السبب، يستثمر قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في الطاقة المتجددة لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة الأساسية.
يعد الوصول الملائم إلى مرافق وممارسات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة الآمنة من الشروط المسبقة لكي تعمل المرافق الصحية بشكل صحيح وبهدف ضمان المدارس الصحية والآمنة. إن المرافق غير الصحية وغير المناسبة للفتيات المراهقات على وجه الخصوص قد تثنيهن عن الذهاب إلى المدرسة. لا يتوافق الوضع العام لمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في المدارس مع المعايير الدولية، حيث أن نسبة المراحيض إلى عدد الطلاب أقل من النسبة كافية. إن إرضاع الأطفال عن طريق الزجاجة باستخدام الماء الذي قد لا يكون نقياً وامنا، بدلاً من الرضاعة الطبيعية الحصرية، يزيد من خطر التلوث ويصيب الأطفال بالعدوى والأمراض التي تنقلها المياه.
البنية التحتية ومرافق الصرف الصحي المتوفرة للتخلص من مياه الصرف الصحي ومعالجتها غير كافية لتلبية احتياجات الناس، مما يسبب تلوث المياه الجوفية ويهدد الصحة العامة بشكل متزايد. ينبغي زيادة الوعي بطرق تبني أساليب معالجة المياه المنزلية والتخزين الآمن لضمان الاستخدام الأكثر كفاءة لموارد المياه المحدودة وتحسين النظافة.
الحلول
تقود اليونيسف مجموعة عمل المياه والصرف الصحي والنظافة العامة بالتعاون الوثيق مع سلطة المياه الفلسطينية وتدعم القدرة الوطنية على توفير خدمات المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي، مع تعزيز القدرة الوطنية على الاستجابة لحالات الطوارئ. تعمل اليونيسف بالشراكة مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية على ضمان وصول الأسر والمدارس والمرافق الصحية ومراكز تنمية الطفولة في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة تلك الموجودة في المناطق المهمشة والمعرضة للخطر، إلى سبل أفضل للوصول إلى بنى تحتية وخدمات آمنة للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة.
في محاولة للحفاظ على الوصول المتواصل غير المتقطع للمياه الصالحة للشرب، تدعم اليونيسف إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة وتقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة الأساسية على مستوى المجتمع والأسرة والمؤسسات.
في سبيل تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، قام الاتحاد الأوروبي بتمويل أكبر محطة لتحلية مياه البحر في قطاع غزة حتى الآن، إلى جانب أكبر حقل لإنتاج الطاقة الشمسية في قطاع غزة، والذي سيوفر في نهاية المطاف المياه الصالحة للشرب لنحو٢٥٠,٠٠٠ شخص. بنيت محطة التحلية والحقل لإنتاج الطاقة الشمسية بواسطة اليونيسف. تواصل اليونيسف العمل على إيجاد حلول مبتكرة لجعل إمدادات المياه الصالحة للشرب أكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة، بما في ذلك تثبيت نموذج جديد لتحلية المياه في غزة بالشراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. يعمل هذه النموذج بالطاقة الشمسية وهو أقل استهلاكاً للطاقة من التكنولوجيا التقليدية، ويحوّل حوالي ٩٠٪ من المياه التي يستخرجها من طبقة المياه الجوفية إلى مياه شرب.