الأمهات يتحولن لصناعة الأقنعة في وقت يتفشى فيه كوفيد-19 في اليمن
يتم تمكين الأسر من اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أنفسهم في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي بأسره للسيطرة على هذا الخطر.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
خمس سنوات من الحرب في اليمن كانت كفيلة بأن تودي بالنظام الصحي إلى حافة الانهيار والتسبب بأضرار كارثية في البنية التحتية للمياه والاصحاح البيئي. بحسب تقديرات اليونيسف، فأن نصف المرافق الصحية فقط قيد العمل وأن قرابة 18 مليون شخص يحتاجون حالياً إلى دعم للوصول إلى خدمات المياه. ويساور المجتمع الإنساني قلق كبير بشأن الأثار المدمر المحتملة لجائحة كوفيد-19 على السكان الذين باتوا أصلاً مثقلين بالأعباء التي خلفها النزاع.
على مدار الأسابيع الماضية كانت اليمن تستعد لانتشار فيروس كورونا المستجد حيث تأكد إصابة أول حالة في حضرموت جنوبي البلاد بتاريخ 10 أبريل.
لجأت 350 أسرة تقريباً إلى مركز الشاب المخصص للنازحين في عدن بعد الفرار من القتال في تعز والحديدة. الظروف المعيشية في المراكز مكتظة ما يزيد من خطر انتشار المرض.
عملت اليونيسف وشركاؤها في تلك المراكز بعدن لبعض الوقت. شملت المساعدة التي قدمت هناك إدخال الخدمات الصحية وتوفير إمدادات المياه. وبعد تفشي الكوليرا في عام 2017، تم حشد مجموعات من الأمهات للاضطلاع بمهمة تثقيف الأقران. تتبع الأقران منهجية من أم-إلى-أم في التثقيف ونشر المعلومات الصحية وتوفير مستلزمات النظافة لجيرانهن على أمل أن يتمكنوا من حماية المزيد من الأسر من تفشي المرض.
من خلال الأموال التي حصلن عليها من عملهن كمثقفات أقران، فقد اشترت تلك الأمهات آلات خياطة لصنع الملابس وتأمين بعض الدخل.
عندما نما إلى مسامعهن خبر انتشار وباء كوفيد-19 حول العالم والنصائح الصحية اللاحقة تم حشد تلك الأمهات واللاتي قمن خلال الأسابيع القليلة الماضية بخياطة أقنعة لصالح الأسر. حالياً ينتجن ما يصل إلى 100 قناع يومياً والتي توزع على الأسر أثناء جلسات التثقيف حول أهمية اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي وغسل اليدين.
"كعضوة في نوادي الأمهات، اكتسبت معرفة كبيرة حول كيفية حماية نفسي وعائلتي ومجتمعي من كوفيد-19. وأحاول الأن نشر الرسائل مع الحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي والحماية. الحوافز التي كسبتها مكنتني من شراء ماكينة خياطة لتفصيل ملابس جميلة. والآن أقوم بصنع أقنعة للأشخاص المحتاجين الذين لا يستطيعون شراءها".
وبينما تستمر البلدان في مخاطبة أزماتها الخاصة التي جلبها فيروس كورونا المستجد، لا يزال أكثر من 12 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة. فهم بحاجة إلى الصحة والتعليم ودعم الحماية والوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الاصحاح البيئي والمأوى. كما أن هذه الاحتياجات ملحة ومستمرة.
جائحة كوفيد-19 تعني أن هؤلاء الأطفال ومجتمعاتهم باتوا عرضة لخطر آخر. وعلى أيدي هؤلاء الأمهات، يتم تمكين الأسر من اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أنفسهم في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي بأسره للسيطرة على هذا الخطر.