حماية الطفل
تهدف اليونيسف إلى جعل العالم مكاناً آمناً و شاملاً يمكن للأطفال النمو فيه وعدم تجاهل أي طفل أو طفلة

- متوفر بـ:
- English
- العربية
التحدّيات
على الرغم من التغيرات الإيجابة التي شهدتها السنوات الأخيرة، إلا أن السودان ما زال يواجه عدداً من التحديات على صعيد حماية الطفل:
هناك أكثر من 33% من الأطفال دون سنّ الخامسة غير مسجلين عند الولادة في السودان، وهو وضع لم يتحسن إلا قليلاً منذ عام 2010. ويواجه الأطفال الذين ليس لديهمت شهادات ميلاد صعوبات في التسجيل في المدارس، وعلى صعيد تتبع الأسرة في حالة الانفصال، وتقييم ما إذا كانوا على تواصل مع أجهزة القانون وتحديد أعمارهم للزواج. هناك حالات تفاوت كبيرة في شهادات الميلاد بين الولايات (30.9% في وسط دارفور مقارنة مع 98.3% في شمال دارفور).
وهناك عدد كبير من الأطفال ممن لا يعيشون مع أسرهم، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى النزاع المسلح والنزوح والفقر. يعيش ما نسبته 82% فقط من الأطفال في الفئة العمرية 0-17 سنة ضمن بيئة أسرية، حيث يعيش 3.5% منهم مع أحد الوالدين فقط. وهذه النسبة لا تشمل الأطفال الذين يعيشون في الشوارع، أو المنخرطين في الجماعات المسلحة، أو المشاركين في عمالة الأطفال مثل مناجم الذهب، أو الذين يعيشون في المؤسسات.
يشكّل التخلي عن الأطفال المولودين خارج إطار الزوجية تحدياً كبيراً آخراً، حيث يتم تسليم ثلاثة أرباع الأطفال يومياً إلى مرفق الرعاية السكنية الوحيد في البلاد. وفي عام 2009، توفي حوالي نصف الأطفال المهجرين في الخرطوم قبل أن يتمكنوا من تلقي العلاج في حين تم تبني معظم الناجين ضمن نظام التبني الإسلامي.
عانى 64% من الأطفال في الفئة العمرية 1-14 سنة من عدة أشكال من التأديب العنيف. ويشارك الأطفال، وخاصة الأولاد، بشكل فاعل في النزاع المسلّح. وصلت نسبة الأطفال المحتجزين إلى 238/100,000 طفل وطفلة من إجمالي عدد الأطفال في السودان. تم التعامل مع أكثر من 32,407 طفل وطفلة في جميع أنحاء الولايات الـ 18 (19,224 ولد، و 13,183 فتاة) من قبل أجهزة القانون كضحايا أو شهود أو معتدين مزعومين. ومع تزايد حالات الإحالة إلى خارج دوائر النظام القضائي، ما زال الأطفال الذين تتعام معهم أجهزة القانون يواجهون إجراءات قضائية مطولة وقد يتم وضعهم قيد الاحتجاز قبل المحاكمة حتى بسبب جُنح بسيطة.
كما أن السودان يُعتبر أيضاً بلداً منشأ وعبور ووجهة للأطفال، حيث يوجد فيه أكثر من 2.2 مليون شخص نازح محلياً ولاجئ من الدول المجاورة، والبلدان المتضررة من الحرب. هناك تزايد في تنقل الأطفال في السودان بسبب النزاع والضغوطات الاقتصادية والاتّجار بالأطفال والهجرة. وغالباً ما يكون الأطفال الذين يتنقلون كثيراً غير مصحوبين أو منفصلين عن أسرهم وهم معرّضون للعنف والإيذاء والاستغلال.
وهناك عدة أنواع من الممارسات التقليدية الضارّة في السودان والتي تشكل مخاطر على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال ورفاههم. تبلغ نسبة انتشار ختان الإناث في السودان 87% بين النساء في الفئة العمرية 15-49 سنة و 31% بين الفتيات في الفئة العمرية 0-14 سنة. كما تبلغ نسبة الزواج قبل بلوغ سنّ 18 سنة 38% بين النساء في الفئة العمرية من 20 إلى 49 سنة، بينما بلغت نسبة النساء اللواتي تزوجن قبل بلوغهن سنّ 15 سنة 12%.
وإضافة إلى ذلك، يشارك رُبع الأطفال في السودان في عمالة الأطفال، حيث إن نسبة عمالة الأطفال أعلى بين الأولاد والأطفال الأشد فقراً والريفيين وغير المصحوبين والمنفصلين. وهناك حالات تباين كبيرة بين الولايات (49.4% في شرق دارفور و11.2% في منطقة نهر النيل). وترتبط عمالة الأطفال بالفقر وعدم كفاية الحماية الاجتماعية والخدمات ومعدلات عدم الالتحاق بالمدرسة.
الحلول
يركز برنامج حماية الطفل في السودان على ضمان المساواة وحقوق الإنسان بوصفهم الأساس الذي تنطلق منه مشاركتنا، وضمان مشاركة دامجة وأكبر وإشراك الجهات الرئيسية ذات العلاقة بما فيها نُهج الأطفال النُهج المشتركة بين القطاعات لتعزيز الأسر وتعزيز صمود المجتمعات المحلية.
وتتمثل رؤية التغيير في البرنامج في أن يحظى جميع الأطفال بالحماية من العنف والإيذاء والإهمال والاستغلال، وأن يكونوا على أولويات المجالات الأربعة التالية:
- تنفيذ خطة عمل إعادة دمج الأطفال المرتبطين بالنزاع المسلّح ورصد والإبلاغ عن والاستجابة لانتهاكات حقوق الأطفال في حالات النزاع المسلّح
- العدالة للأطفال، وخاصة الحصول على خدمات العدالة وبرامج الإحالة
- إنهاء الممارسات الضارّة، وخاصة ختان الإناث وزواج الأطفال
- الوقاية من والاستجابة لانفصال الأطفال عن ذويهم
- التصدّي للمسببات الجذرية للهجرة والاتّجار.
في السنوات الأربع القادمة، سيعطي برنامج حماية الطفل الأولوية للعمل المتمحور حول بناء القدرات المؤسساتية وقدرات القوى العاملة لأنظمة الرفاه الاجتماعية والعدالة، وتعزيز الآليات المجتمعية في نهج متكامل مع القطاعات الأخرى لضمان حصول كل طفل وطفلة بشكل منصف على خدمات الوقاية والحماية في المناطق التي تستهدفها اليونيسف.
وسيعطي عنصر حماية الطفل الأولوية لدعم تنفيذ إصلاحات متواصلة في النظام، والتي ستمهد مجتمعة الطريق لإيجاد نظام فعّال وفاعل لحماية الطفل قادر على التصدّي لمختلف مشاكل حماية الطفل في السودان. وسيحرص عنصر البرنامج على مواصلة تقديم الدعم لجميع آليات حماية الطفل بما فيها الآليات القائمة على المجتمع المحلي لإيجاد بيئات وقائية يحظى كل طفل وطفلة فيها بالحماية من العنف والإيذاء والاستغلال، والانفصال غير المبرر عن أسرهم.
يتم/سيتم مواءمة النُهج الرئيسية لتحقيق التغيير المطلوب:
- نهج “طفل متكامل”، يدرك احتياجات الحماية المختلفة ويستجيب لها في جميع مراحل دورة حياة الطفل.
- تحقيق الانسجام بين تدخلات التعزيز المشتركة بين مختلف البرامج لتحسين البيئات الواقية للأطفال واليافعين والتي تتيح للأطفال تحقيق كامل طاقاتهم.
- نهج متعدد القطاعات ودمج برنامج حماية الطفل بين جميع القطاعات، وخاصة في مجال التعليم والصحة.
- عقد شراكة مع الأطفال والأسر والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز دور الأسر والمدارس والمجتمعات المحلية نحو الوقاية من والاستجابة للعنف والاستغلال والإيذاء.
- تحسين مستوى الإصلاح السياساتي والقدرات المؤسساتية لأنظمة الرفاه الاجتماعي والعدالة.
- تعزيز الهكليات القائمة على المجتمع المحلي.
- تعزيز دور القطاعات المتحالفة، وخاصة قطاع التعليم والصحة، لتوفير الوقاية للأطفال واليافعين واليافعات من مختلف أنواع الإيذاء.
سيتم مواءمة نهج “طفل متكامل”، بحيث يدرك احتياجات الحماية المختلفة ويستجيب لها في جميع مراحل دورة حياة الطفل. وسيهدف عنصر البرنامج إلى السعي إلى تحقيق الانسجام بين تدخلات التعزيز المشتركة بين مختلف البرامج لتحسين البيئات الواقية للأطفال واليافعين والتي تتيح للأطفال تحقيق كامل طاقاتهم