
تحسين إدارة الموارد المائية في المجتمعات الضعيفة في الضفة الغربية
مساعدة المجتمعات في جنوب الخليل على مواجهة شح المياه
- متوفر بـ:
- English
- العربية
أكثر من 620,000 فلسطيني في المجتمعات الضعيفة في الضفة الغربية إما غير موصولين بخدمات المياه المنقولة بالأنابيب أو يحصلون على كميات غير كافية من المياه، وغالبًا ما تصلهم المياه من خلال موارد غير آمنة أو من خلال شاحنات المياه. هذا النقص في الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي الأساسية يؤثر على حياتهم اليومية وبشكل مباشر على نظافتهم الشخصية وصحتهم. إضافة إلى أن الأسر التي تعتمد على الزراعة والرعي كمصدر لدخلها بشكل أساسي تعاني من نقص المياه اللازمة للحفاظ على سبل عيشها.
شح المياه في جنوب الخليل
"أحاول توفير المياه وشراء خزان مياه كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، حسب قدرتنا المالية" تقول عبير، أم لستة أطفال. وتضيف "حتى لو احتجنا إلى شراء خزان مياه كل أسبوع، فإننا لا نستطيع تحمل تكلفته، فهو باهظ الثمن". غالبًا ما يعتمد الكثير من الناس في هذه التجمعات على شراء المياه من الشاحنات بسعر أعلى، في معظم الأحيان ضعف سعر مياه الشبكة وأحيانًا ثلاثة أضعاف. يعتبر هذا عبئًا ماليًا ثقيلًا على العائلات في هذه التجمعات، حيث يحصل سكان هذه التجمعات على أكثر من 60٪ من احتياجهم من المياه من خلال هذه الشاحنات. يقول وائل، البالغ من العمر 12 عامًا، "عندما تنتهي هذه المياه، علينا أن نذهب ونحمل الدلاء ذهابًا وإيابًا، يمكن أن تستغرق هذه الرحلات وقت يصل إلى نصف ساعة حتى نتمكن من الاستحمام أو الشرب أو الطهي".
تواجه إكرام، وهي أم لعشرة أطفال، تحديًا آخر، حيث تقول "نقص المياه يمثل تحديًا عندما يتعلق الأمر بالنظافة الشخصية لأولادي، أنا ببساطة لا أدعهم يلعبون في الخارج لأنني لا أستطيع تحميمهم إلا مرة واحدة في الأسبوع."

التدخل لتوفير الوصول إلى المياه
تم تنفيذ أعمال إعادة تأهيل وتحديث خطوط أنابيب المياه لخدمة جزء من التجمعات الأكثر ضعفا في جنوب الخليل، للمساعدة في توفير المزيد من المياه لسكان المنطقة. ويشرف رئيس بلدية هذا المجتمع، محمد، على بناء خط مياه جديد تم وضعه بدعم من اليونيسف والحكومة الأسترالية.
يقول محمد بينما يقف بجانب أنابيب المياه التي ستوفر ما يقارب 350 متراً مكعباً من المياه يومياً، "سيخدم خط الأنابيب هذا أكثر من 8,000 شخص يعيشون في تجمعنا."
لا يركز عمل اليونيسف في التجمعات الضعيفة على بناء شبكة المياه فحسب، بل يعمل أيضًا على بناء قدرات عمال البلدية في التجمع. يقول محمد "من خلال تدريب الأطقم على النماذج الهيدروليكية وإعداد الخرائط والمسح اللازم لشبكة المياه القديمة والجديدة؛ يمكننا توفير الوقت والجهد عندما يتعلق الأمر باستكشاف أي مشاكل محتملة وإصلاحها."

آمال في مستقبل أفضل
يقول محمد إن خط أنابيب المياه وكذلك تدريب طاقم البلدية سينعكس إيجابيًا على خدمة المياه نفسها، وأن السكان سيلاحظون تطوراً في وصول المياه إلى بيوتهم. وتضيف عبير "إذا تم ايصالنا بشبكة المياه، سيتحسن وضعنا المالي،" إذ سيؤدي ربط منزلها بشبكة المياه إلى التخلص من حاجتها إلى شراء مياه باهظة الثمن من شاحنات المياه .
"عندما يزودنا هذا المشروع بالمياه، يمكنني السماح لأولادي باللعب بحرية كل يوم." تقول إكرام
هذه الجهود المبذولة للتخفيف من شح المياه تحد أيضًا من انتشار الأمراض. سيستفيد من هذا البرنامج أكثر من 1,300 امرأة و2,900 طفل، بينهم ما يقارب 1,400 من الفتيات. يعد تحسين إمكانية الوصول إلى المياه أمرًا مهمًا، لا سيما بالنسبة للنساء والفتيات اللواتي يتحملن عادةً مسؤولية نقل المياه، إلى جانب أنشطة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الأخرى. بفضل شراكات اليونيسف مع حكومات هولندا، وجمهورية كوريا، وأستراليا، والمملكة المتحدة تستطيع اليونيسف بالاستمرار بدعم المجتمعات الضعيفة على الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي.