تعمل وزارة الصحة العامة واليونيسف بالشراكة مع الحكومتين الألمانية والأميركية على تجهيز 150 مركزا للرعاية الصحية الأولية بالطاقة الشمسية لضمان استمرار خدمات التطعيم والصحة العامة الأساسية في لبنان

7 آذار 2023­ -  أعلنت وزارة الصحة العامة واليونيسف اليوم عن تجهيز 150 مركزا للرعاية الصحية الأولية بالطاقة الشمسية لضمان استمرار خدمات التطعيم، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية الأولية الأساسية الأخرى، في ظلّ الانقطاع المتزايد للتيار الكهربائي.  فمن خلال الدعم التمويلي المقدم من ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني وحكومة الولايات المتحدة، ستبدأ اليونيسف في تنفيذ مشروع تجهيز هذه المراكز بالطاقة الشمسية في شهر آذار ليتم الانتهاء من الأعمال بحلول نهاية شهر أيار 2023.

ويأتي مشروع الطاقة الشمسية بعد تحديث شبكة سلسلة التبريد بأكثر من 900 جهاز يعمل على الطاقة الشمسية لتعزيز برنامج التحصين، كنقطة دخول رئيسية للرعاية الصحية الأولية وضمان سلامة اللقاحات من خلال سلسلة تبريد فعالة وموثوقة، فهو سيساعد شبكة مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة العامة، في تسيير وظائفها الأساسية على الطاقة الشمسية، حيث أمكن. وسيضمن ذلك بالتالي الحفاظ على تقديم خدمات التحصين وغيرها من خدمات الرعاية الصحية الأولية حتى لا يفوت أي طفل اللقاحات المنقذة للحياة.

وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض أكدّ "أن تأمين الإستدامة في قطاع الطاقة تحديدا أمر جوهري وقد جاء هذا الدعم في مرحلة حرجة لمنح مراكز الرعاية إستقلالية معينة تخولها الإستمرار في خدماتها ونوه الوزير بالدعم المستمر الذي يتلقاه لبنان من المجتمع الدولي، لافتا إلى أنه "لا يتوجه فقط إلى مجتمع اللاجئين بل إلى المجتمع اللبناني بالمستوى نفسه" وأضاف:" بغض النظر عن هذا الدعم، فإن المسؤولية الكبرى في إصلاح القطاع الصحي تقع على كاهل لبنان ووزاراته"

وبدوره قال أدوارد بيجبيدر، ممثل اليونيسف في لبنان: "سيؤدي هذا الاستثمار اليوم إلى تحسين الخدمات الصحية  الأساسية للأطفال. فمن الضروري حفظ اللقاحات في درجة الحرارة المناسبة لضمان فعاليتها، والكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة اللقاحات ودعم مراكز الرعاية الصحية الأولية  في مواصلة خدمات التحصين الخاصة بها إلى جانب الخدمات الصحية الأساسية الأخرى". وأضاف "تقوم اليونيسف، لسنوات عديدة، من خلال شراكتها مع وزارة الصحة العامة، تأمين اللقاحات الروتينية الأساسية، والحفاظ على جودة وفعالية اللوازم الصحية، وضمان حماية الأطفال من الأمراض التي تهدد حياتهم".

وقد أدت الأزمة الحالية، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي المستمر، إلى إستنزاف الخدمات الصحية في لبنان.  ورغم كل المشاكل والصعوبات، يبقى من المهمّ استمرار القاحات الروتنية الوطنية وخدمات الرعاية الصحية الأولية الأساسية دون انقطاع. إذ يعد التطعيم نقطة الدخول الرئيسية إلى الرعاية الصحية الأولية أوحد أكثر تدخلات الصحة العامة فعالية، فعندما يتم تفويت اللقاحات الروتينية ، يزداد خطر تفشي الأمراض.

أثنى السفير الألماني على مشروع تجهيز عدد من مراكز الرعاية بالطاقة الشمسية لأنه يحقق استقلالية في القطاع الصحي عن بقية الأزمات التي يعاني منها لبنان ولا سيما أزمة الطاقة الكهربائية، وقال:" إن هذا الإستثمار ولو كان محدودا إلا أنه يعود بفائدة كبيرة"

وبدورها قالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا: “أثرّت الأزمة الاقتصادية بشكل واضح على جميع أنحاء لبنان، ولا سيما على قطاع الرعاية الصحية. لكن على الرغم من التحديات، يواصل الشعب اللبناني، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية وإنقاذ الأرواح" وختمت :"تفتخر الولايات المتحدة بدعم تلك جهود"

يهدف دعم سلسلة التبريد للقاحات والأدوية والخدمات الأخرى إلى ضمان المساواة في تقديم خدمات الرعاية الصحية وتحسين عمل المرافق الصحية والاحتفاظ بالموظفين. دعمت اليونيسف، في أكثر من 80 بلدا، حلول الطاقة الشمسية والطاقة خارج الشبكة لسلسلة تبريد اللقاحات، ويشمل ذلك توفير تقييمات تقنية لتحديد وقياس تخزين اللقاحات واحتياجات الطاقة ذات الصلة في مرافق الرعاية الصحية.

سيكون لأنظمة الطاقة الشمسية تأثير مباشر وإيجابي على البيئة والمناخ بالإضافة إلى تخفيض نفقات تشغيل المولدات كشراء المازوت، حيث تحميل الطاقة الأساسي لمراكز الرعاية الصحية الأولية سيكون على الطاقة الشمسية. بقدر ما يتعلق الأمر بالبيئة والاستدامة ، لا تنتج الطاقة الشمسية أي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، وتظهر تقييمات دورة الحياة أن لها بصمة كربونية أصغر من "المهد إلى اللحد" مقارنة بمصادر الطاقة غير الصديقة للبيئة.

تشجّع اليونيسف الأهل ومقدمي الرعاية على  متابعة مواعيد تطعيم أطفالهم بإنتظام والتوجّه الى أقرب مركز من مراكز الصحة العامة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.