الحد من زواج الأطفال - قصة كاني
بدعمٍ من اليونيسف وبالتعاون مع وزارة الصحة وبتمويل من وزارة الخارجية الأمريكية، يعمل مركز النساء والفتيات على تغيير حياة الفتيات
- متوفر بـ:
- English
- العربية
أربيل ، 20 تموز 2023 - على الرغم من عدم قدرتها على رؤية والدتها منذ طلاق والديها ، تسترجع كاني ، التي تبلغ 17 عاماً، الأوقات السعيدة التي شهدتها عندما كانت طفلة وتتذكر طفولتها حتى أتتها الفاجعة.
فقد تم اختطاف كاني في العام الماضي وأجبرت على الزواج قسراً.
تقول كاني: "أردت أن أهرب وأطلب المساعدة". "لكن لم يكن لدي إمكانية الوصول إلى هاتف ، ولم يكن لدي أي أصدقاء للتحدث معهم ، والأهم من ذلك ، لم أكن على علم بأي خدمات متوفرة تؤمن المساعدة والدعم للفتيات مثلي."
بدأت مأساة كاني في سن السادسة عشرة. تم اختطافها من قبل أحد الأقارب وإجبارها على الزواج. عاشت مع زوجها لمدة شهر ونصف. خلال هذه الفترة ، تعرضت كاني باستمرار للمضايقة والتحرش والاعتداء الجنسي والجسدي والعقلي. كما أُجبرت على أداء كافة أعمال تنظيف المنزلية وتلبية احتياجات أفراد أسرة زوجها.
ووفقًا للمسح العنقودي متعدد المؤشرات ، بلغت نسبة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 عاماً وتزوجن لأول مرة قبل بلوغهن سن 18 هي 28 في المائة سواء في المناطق الحضرية أو الريفية. سبعة في المائة من هؤلاء النساء كن متزوجات حتى قبل بلوغهن سن 15 عاماً.
تقول كاني بصوت مرتجف: "كنتُ محطمة تماماً". "ولم تغب أمي عن فكري وكيف كنت لا أستطيع زيارتها أو رؤيتها أو عناقها أو حتى البكاء بين ذراعيها لدرجة أنني كنت أنام من شدة البكاء كل ليلة."
بعد طلاق والديها ، عاشت كاني مع جديها وانتقلت لاحقاً للعيش مع والدها وزوجة أبيها وإخوتها. كاني تحب عائلتها لكنها تفتقد والدتها بشدة. وبسبب التقاليد والخلافات الأسرية ، لم تر كاني والدتها حتى بعد أن تزوجت.
منذ اليوم الذي أُجْبرت فيه على الزواج ، رفض زوجها طلب كاني زيارة والدها. وبعد مضي ستة أسابيع من الزواج ، تدهور وضع كاني النفسي. عندها فقط سمح لها زوجها برؤية والدها.
مركز العنف القائم على النوع الاجتماعي يلهم بالأمل
كانت لدى كاني آمال كبيرة في أن يتمكن والدها من مساعدتها، وتحققت آمالها عندما ذهب والدها إلى الشرطة لتقديم شكوى ضد قريبها. أحالت الشرطة كاني إلى مركز دعم النساء والفتيات في سوران.
تقول كاني: "شعرت بتحسن وارتياح كبيرين بعد مجيئي إلى المركز". "لقد قدموا لي الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني ورافقوني في رحلتي نحو التعافي".
بدعم من اليونيسف وبتمويل من وزارة الخارجية الأمريكية ، يوفر المركز للفتيات والنساء الدعم الشامل والذي يشمل الرعاية الطبية، وإدارة الحالة والمعالجة النفسية والاستشارات والتمثيل والخدمات القانونية والدعم المعيشي والإحالة إلى الخدمات المتخصصة الأخرى.
قالت كاني "بعد زيارة المركز ، شعرت أنني لست وحدي وأن هناك حلٌ لكل مشكلة".
بعد مضي عامٍ تقريباً ، بدأت كاني بالاستمتاع بأنشطتها اليومية مثل الحياكة ومشاهدة برامج الطبخ على التلفزيون. وتطمح إلى تعلم الخياطة وبيع ما تنتجه لكسب لقمة العيش.
قالت كاني: "أخاطب كل فتاة وأنصحها بأن حياتنا لا تتوقف عند حدوث المأساة". "بل يجب أن نبحث دائماً عن الخيارات المناحة وألا نتردد بطلب المساعدة الدعم وألا نفقد الأمل أبداً ."
لسوء الحظ ، وبسبب الأعراف والتقاليد الاجتماعية السائدة ، لم يتم تسجيل كاني مطلقاً في المدرسة.
ولكنها تقول مبتسمةً: "أريد أن أتعلم ، وأن أحصل على وظيفة وأن يكون لي عائلتي". "لكن لا توجد فرصة أمامي بسبب سني في الالتحاق بالتعليم".
والد كاني سعيد بعودة ابنته الآن إلى المنزل، ويأمل أن تعيش بسلام وتتعلم كيفية ممارسة هواياتها المفضلة.
يقول شفان ، والد كاني: "أنصح جميع الآباء بمنع زواج الأطفال".
وفقاً لوالد كاني، يمكن أن يدمر زواج الأطفال حياة الفتاة الحالية والمستقبلية. وهو يعتقد كذلك أن والدي الفتاة وأي أطفال تلدهم في المستقبل سيعانون جراء زواج الأطفال.
واختتم شفان حديثه قائلاً: "لكل فتاة الحق في اختيار شريك حياتها ولكن ليس في سن الطفولة".