اكتمال الفرحة الناقصة
بعد أن كادت تفقد الأمل، أسماء تنجح في إرضاع طفلها بمساعدة ممرضة من الوحدة الصحية

- متوفر بـ:
- English
- العربية
في مركز بسيون بمحافظة الغربية، أقامت عائلة أسماء سبوعًا احتفالًا بقدوم أنس، الابن الأول لأسماء بعد عشر سنوات من محاولة الإنجاب.
غمرت الفرحة كل وجوه أفراد العائلة باستثناء أسماء التي كان يبدو عليها الترقب والإرهاق والقلق أكثر من الفرحة.
كانت تنظر لأنس الصغير النائم وتصف ما تفكر به قائلة: "فرحتي كانت ناقصة لإن ابني مش بيرضع بعد اللي سمعته عن أهمية الرضاعة الطبيعية، كان نفسي أشيله على إيدي ويحس بحنيتي."
أمومة في وقت صعب
تزامن حمل أسماء مع انتشار وباء كورونا في البلاد، ومع الضغط المتزايد على النظام الصحي في مصر وخوفها على نفسها من العدوى، لم يكن بمقدورها أن تذهب للمتابعة الدورية للحمل في الوحدة الصحية كما كانت تتمنى. لكنها كانت تتلقى دعمًا مستمرًا من الممرضات في الوحدة الصحية في قريتها ممن تم تدريبهن من قبل يونيسف على تقديم رعاية ما حول الولادة خاصة في مثل تلك الظروف الصعبة. تحكي أسماء عن الممرضة التي كانت تتابع معها قائلة: "كانت بتتصل بيا بالتليفون كل فترة وأنا حامل وتتابع معايا، علشان كدة كانت أول واحدة فكرت أكلمها أستنجد بيها بعد ما ولدت ولقيتني مش عارفة أرضع."
زيارة أبلة رضا
فحصت الممرضة - التي تدعوها أسماء "أبلة رضا" - أنس وشرحت لأسماء أنه ليس قليل الوزن أو بحاجة للرضاعة الصناعية، و لم تكتفِ فقط بتدريبها على الوضعية المثلى للرضاعة وكيفية مساعدة الطفل على التقام الثدي بشكل صحيح، ولكنها كذلك تحدثت مع زوجها وحماتها لكي تقنعهم بأهمية الرضاعة الطبيعية لصحة ومناعة أنس، ودورهم الكبير كأفراد أسرة في مساعدتها على الرضاعة الطبيعية المطلقة في أول ستة أشهر من عمر أنس الصغير حسب التوصيات.
لاقى كلام أبلة رضا قبولًا مبدئيًا لدى زوج أسماء ووالدته، خاصة عندما شرحت الممرضة العبء الاقتصادي الكبير للرضاعة الصناعية على الأسرة خصوصًا مع الضغوطات المادية بسبب أزمة الوباء.
في خلال أيام قليلة، استطاعت أسماء أن ترضع أنس بسهولة رضعات مشبعة دون الحاجة إلى أي ألبان صناعية أخرى. وكانت فرحتها لا توصف أنها أصبحت قادرة في النهاية على إعطاء طفلها أفضل غذاء ممكن في بداية حياته، فهو – كما وصفته أبلة رضا – طفل "جاي على شوق وعطش لحنان أمه."
كيف تدعم يونيسف الرضاعة الطبيعية؟
تدعم يونيسف مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال لدعم البداية المبكرة للرضاعة الطبيعية والرضاعة الطبيعية المطلقة في الشهور الستة الأولى من عمر الطفل، وتقوم بحملات للتوعية حول تغذية الرضع والأطفال الصغار، وبناء قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية، ورفع الوعي العام، والتعامل مع الأعراف الاجتماعية حول تغذية الرضع والأطفال الصغار.
يتم هذا من خلال وضع استراتيجية قومية للتواصل والإعلام، وكذلك توعية والتواصل مع الجماهير عبر الواتساب وصفحة الألف يوم التي تديرها الوزارة بالتعاون مع اليونيسف.