تطعيم الأطفال يتواصل في خضمّ النزاع
"ظننا أن النزاع سيوقف التطعيم، نحن شاكرون لأنه مستمر"

- متوفر بـ:
- English
- العربية
تتردد علوية على مركز كنان الصحي في محلة الجبلين في ولاية النيل الأبيض لتطعيم رضيعها معتصم البالغ من العمر ثلاث أشهر. وهي تزور المركز اليوم لإعطائه الجرعة الثانية من التطعيم.
في الوقت الذي يتواصل فيه النزاع في السودان، تقدم يونيسف ووزارة الصحة الاتحادية، بدعم من غافي[1]، كلّ ما هو ممكن للحفاظ على توصيل خدمات الرعاية الصحية الحيوية بما فيها تطعيم الأطفال، وهو جهد لن يقتصر على حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم بل يمتد أيضا ليمنع تفشي الأمراض التي يمكن أن تندلع أثناء الأزمات.
منى بايلو علي هي جزء من طاقم برنامج التحصين الموسّع في النيل الأبيض الذي يتكفل باستمرار خدمة التطعيم والوصول إلى المجتمعات المحلية النازحة التي شرّدها القتال. وهي حاضرة كل يوم في المرفق الصحي لرعاية الأمهات ومقدمات الرعاية اللواتي يجلبن أطفالهن للتطعيم.
وتضيف قائلة: "صحيح أن الناس يمرون بحالة نزاع وأحوال شديدة القسوة، وأن بعضهم غير قادرين على الحصول على بطاقات التطعيم. لكن العاملين هناك مُدرّبين ومؤهلين لتقديم المساعدة لك حين تصل إلى أي من هذه المراكز."
ويمكن أن يحصل الأطفال على التطعيمات في وقتها، إذ تواصل المراكز الصحية في النيل الأبيض والولايات الهادئة الأخرى تقديم خدمات التطعيم.
استدامة إمدادات التطعيم في جميع أنحاء البلاد – قصة نجاح
دمّر النزاع الذي انفجر في السودان يوم 15 نيسان/إبريل البنية الصحية التحتية بما في ذلك مرفقين إقليميين من مرافق سلسلة التبريد. وهدّد ذلك استمرارية خدمات التحصين التي يجب أن تبقى حيوية أثناء النزاعات علاوة على تفكيك المكاسب التي تحققت على مَرِّ السنين.
[1] [شراكة عامة-خاصة مستقلة وآلية تمويل متعددة الجوانب تعمل على توفير المطاعيم وتوسيع استخدامها حول العالم]

"تسبب القتال في تأخير الاستجابة المبرمجة للتصدي لتفشي شلل الأطفال وحملات متابعة الحصبة والحصبة الألمانية،"
خطّاب عبيد، مسؤول صحي في يونيسف
وبينما يتواصل القتال للاسبوع السادس على التوالي، تحافظ يونيسف ووزارة الصحة الاتحادية على سلسلة إمدادات اللقاح دون انقطاع في جميع أنحاء البلاد. ولولا هذه الجهود لتَلِفَت ملايين التطعيمات وأصبحت غير صالحة للاستعمال مما يضع ملايين الأطفال عرضة الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم.
وحتى الآن تم إرسال وتوصيل التطعيمات بنجاح إلى 12 ولاية في الوقت الذي تتواصل فيه حملات التحصين بفضل هذه الجهود الجماعية المنسقة.


في الجزيرة، وهي إحدى الولايات الآمنة التي تستضيف حاليًا آلاف النازحين، تقدِّم التطعيمات خدمات جليلة في دعم حملات التحصين.
وبينما كان عبد المطلب كرم الله من برنامج التحصين الموسع بالولاية يتسلم التطعيمات ذكر أن تفشي الأمراض متوقع في مثل الأحوال، خاصة الحصبة، وأن هناك حاجة ماسة لإيصال التطعيمات إلى جميع الأطفال من أجل حمايتهم. يقول عبد المطلب: "سنخبر الجميع بأن خدمات التحصين متوفرة بشكل كامل عبر مراكزنا وأنها مجانية."

إستمرار إعطاء اللقاحات للأطفال
في الوقت الذي تتم فيه حماية معتصم ضد شلل الأطفال، والإسهال، والدفتيريا، والالتهابات الرئوية، يؤكّد العاملون الصحيون في مركز كنعان الصحي أنهم استقبلوا عددًا من الأطفال النازحين والعائلات القادمين من الخرطوم وغيرها من الولايات. لكن التزامهم بتقديم الخدمة لجميع الأطفال لم يتزحزح. وتقول منى علي
"نحن بحاجة إلى المزيد من التطعيمات والمزيد من الجلسات للوصول إلى القادمين الجدد."
بوصول المطاعيم إلى عدد من الولايات، ترتفع فرص حصول الأطفال من أمثال معتصم على المطاعيم كثيرا وتزداد فرص حمايتهم. وتؤكد علوية بأنه "ينبغي بجميع الأمهات القدوم من أجل التحصين الروتيني. لقد جاءت شقيقتي أيضًا من الخرطوم. جاء الكثيرون من الناس. سوف نقول لهم أن يأتوا بأطفالهم من أجل تطعيمهم." الأطفال معرضون حاليًا لأخطار تفشي الأمراض، بما فيها شلل الأطفال، والحصبة والكوليرا. لكن يونيسف تواصل، عبر استجابتها الطارئة، الحفاظ على سلسلة توريد المطاعيم إضافة إلى التحضير للمزيد منها عبر بورسودان لتأمين الحصول على التطعيمات حتى أيلول/ سبتمبر 2023.