تسخير المهارات في الخياطة استجابة لجائحة "كوفيد-19"

قامت المعلمات في ولاية النيل الأبيض في السودان، وقد تزوّدنَ بآلات الخياطة والتدريب الذي تدعمه اليونيسف، بتسخير مهاراتهنّ في الخياطة استجابة لجائحة "كوفيد-19".

UNICEF
covid-19 in WN campaign
UNICEF
06 آذار / مارس 2022

نادية محمد آدم هي معلمة شغوفة بالتعلُّم وممارسة الحرف اليدوية. وعندما أتيحت لها فرصة اكتساب مهارات الخياطة من خلال الحصول على التدريب المكثف، لم تفكّر مرّتين قبل أن تسجّل اسمها في الدورة. أما الدافع الذي كان وراء اشتراك نادية والمعلمات الأخريات في التدريب الذي تدعمه اليونيسف في ولاية النيل الأبيض في السودان، فكان الشعور بالواجب لحماية مجتمعهنَّ المحليّ من جائحة "كوفيد-19". سيتم استخدام مهارات الخياطة المكتسبة حديثًا بشكل جيد ضمن الجهود المبذولة لتوسيع نطاق إنتاج الكمامات المصنوعة من القماش، استجابة لجائحة "كوفيد-19".

أطلقت اليونيسف في عام 2021 تعاونًا مع الائتلاف السوداني للتعليم للجميع (SCEFA)، لكي تتمّ الاستفادة من قطاع التعليم لصالح الاستجابة الوطنية لجائحة "كوفيد-19" في عشر ولايات في جميع أنحاء السودان.

ومن بين المبادرات التي تم تحقيقها من خلال هذا التعاون، هو التدريب على صنع كمامات من القماش لكي يستخدمها أفراد المجتمع المحلي في ولاية النيل الأبيض، ومنهم المعلمين والمعلمات، مثل ناديا. تعلّم الذين تلقّوا التدريب، بالإضافة إلى اكتساب مهارات الخياطة والحياكة لإنتاج كمامات من القماش، تدابير فعالة للوقاية من "كوفيد-19"، وزُّوِّدوا بالأدوات اللازمة للعمل على زيادة الوعي بين مجتمعاتهم.

حين ضربت الولاية موجة أخرى من "كوفيد-19" وأُعلن عن إغلاق المدرسة لمدة أسبوعين في أغسطس 2021، كان لدى المعلمات الوقت للحصول على التدريب المكثف. تقول ناديا: "قررنا تخصيص كل وقتنا لصنع الكمامات التي يمكنها أن تحمي طلابنا ومعلمينا". وأضافت: "وقمنا كذلك باستخدام ما جنيناه من أرباح لتنظيم حملة توعية حول جائحة "كوفيد-19" في مدارسنا."

covid-19 in WN campaign
UNICEF
طلبات من مدرسة الزهراء الابتدائية في ربك بولاية النيل الأبيض يرتدون كمامات قماشية من صنع نادية ومعلمين آخرين

باشرت نادية، ودون تأخير، الاتصال بالعائلة والأصدقاء لكي يتبرعوا بالأقمشة حتى تتمكن هي وزميلتيها، ولاء أحمد وأمنية الحاج، من إنتاج المزيد من الكمامات. وكانت النتيجة أنهنَّ قمن بتوزيع جميع الكمامات المصنوعة من القماش، والبالغ عددها 800 كمامة، على طالبات مدرسة الزهراء الابتدائية في رَبَكْ، عاصمة الولاية.

شعرت الطالبات بسعادة غامرة لحصولهنَّ على كمامات تخصّهنَّ ومصنوعة يدويًّا. وقد تلقّينَ من خلال حملة التوعية الإرشادات – حول كيفية تنظيف الكمامة - يوميًا، واستخدام الصابون أو المنظفات في الماء الساخن عند غسل الكمامة.

وصلت أنباء مبادرة الكمامات المصنوعة من القماش إلى مكتب التربية الحكومي في رَبَكْ، فقام المكتب بتكليف نادية بإنتاج 200 كمامة للوجه لموظفي القطاع العامّ والمُدرِّسين.

 

covid-19 in WN campaign
UNICEF
نادية محمد آدم تقف مع معلمات آخريات أمام مدرسة الزهراء الاساسية.

تقول ناديا التي تعتقد أن المدارس يجب أن تتلقى ماكينة خياطة وتدريبًا مشابهًا لإنتاج كمامات عالية الجودة وبأسعار معقولة: "ما كان بالإمكان لأي من هذا العمل كله أن يتمّ دون وجود ماكينة خياطة". حسب ما تعتقده نادية والمتدربات الأخريات، فإن ماكينة الخياطة هي استثمار يمكن أن يزيد من دخل المدرسة ويعزز الاستجابة لجائحة "كوفيد-19"، ونجاح المبادرة التي قمنَ بها هو خير دليل على ذلك.