الحملة الكبرى للقاح "كوفيد-19": مخزون اللقاحات يتحوّل إلى لقاحات تتم الاستفادة منها
أحداث بارزة من جنوب دارفور

- متوفر بـ:
- English
- العربية
لا تزال معدلات التلقيح ضد "كوفيد-19" منخفضة في السودان. وقد أطلقت اليونيسف وشركاؤها حملة تلقيح ضخمة لتعزيز معدلات التلقيح ضد "كوفيد-19" في الفترة من 31 تشرين الأول/أكتوبر إلى 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2022. واستهدفت هذه الحملة أكثر من 3 ملايين شخص في ولايات الجزيرة، وسنار، والنيل، وشمال دارفور، وجنوب دارفور، وغرب دارفور، وشرق دارفور ووسط دارفور.
تم في جنوب دارفور إجراء حملات توعية مجتمعية حول سلامة اللقاحات وتوفّرها لتشجيع الناس على تلقّي اللقاح. ويلبي مخزون اللقاحات من الأنواع المختلفة - جونسون وفايزر وسينوفارم - تفضيلات المجتمع المحلي. وقد تمّ توفير ما يكفي من اللقاحات لدعم الخدمات في 150 موقعًا متنقلًا و417 موقعًا مؤقتًا و132 موقعًا ثابتًا. وكان في كل موقع فريق مكوّن من ثلاثة عاملين مدربّين في مجال الصحة قاموا بتحويل مخزون اللقاحات إلى لقاحات تمّت الاستفادة منها عن طريق التلقيح الفعلي.
كان تنسيق اليونيسف للحملة وتخطيطها وتنفيذها ورصدها وتقييمها عاملاً حاسماً في نجاحها. وصلت الحملة إلى غالبية السكان المستهدفين، والبالغ عددهم حوالي 600 ألف نسمة في مختلف المحليّات.

معالجة عوائق الحملات السابقة
سجلت حملات "كوفيد-19" السابقة نسبة مشاركة منخفضة بين النساء. لكن فريق من القابلات شارك هذه المرة منذ تعبئة المجتمع والتمرين على إجراء التلقيح، لتشجيع النساء على المشاركة بأعداد كبيرة. وقد تمّ من خلال هذا النهج تسجيل زيادة كبيرة في النساء اللواتي تم تلقيحهنّ، في عدد كبير من المواقع.

حملات تعبئة المجتمع المحليّ
تعد حملات تعبئة المجتمع المحليّ أمرًا بالغ الأهمية لمشاركة المعلومات الأساسية وحشد المجتمعات المحليّة للمشاركة في الحملات والأنشطة الصحية. كان استخدام المركبات المزودة بأنظمة ومكبرات الصوت وتعبئة المجتمع المحليّ عن طريق حملات طرق الباب في مختلف المحليات أمرًا مهمًا خلال حملة التلقيح الضخمة ضد "كوفيد-19".
وقد أكد اختصاصي الصحة في اليونيسف، الدكتور بابكر نورالدين قائلًا: "كان الاعتماد على أنظمة الصوت بالنسبة إلى مدينة نيالا وغيرها من المحليات الكبيرة، وخاصة في المناطق النائية، نهجًا ضروريًّا، فقد أثرت هذه الأنظمة في تعبئة المجتمعات المحليّة. بينما كانت مكبرات الصوت المحمولة والراديو أفضل بالنسبة إلى المحليات الصغيرة".

حواء، الناشطة المجتمعية
تعاني منطقة شرق جبل مرة، إحدى المناطق التي يصعب الوصول إليها في الولاية، من نقص في الخدمات. ولهذا، تم وضعها كمنطقة مستهدفة لهذه الحملة. تم نشر استراتيجيات فريدة لإيصال خدمات التلقيح إلى المجتمعات المحلية التي لم يتمّ الوصول إليها في هذه المحليّة. وكان من بين هذه الاستراتيجيات مشاركة متطوعين وناشطين مجتمعيين، بما فيهم حواء، وهي امرأة من قرية دربات. شدَّت حواء وثاق طفلها بالأشرطة إلى ظهرها، وتنقّلت من ركن إلى ركن في قريتها، لكي تتأكّد أنه لم يُترك أي شخص خلف الرّكب. تمكنت حواء، بما لديها من عزيمة وإصرار، من إقناع الكثيرين بأن يتلقّوا اللقاح.

تولى أبطال المجتمع المحليّ القيادة
كان منصور صاغة، 72 عامًا، من محلية كوبوم، والملقب بالصُّفيرة، في طليعة من قاموا بنشر الرسائل والتوعية حول الحملة. يُعد منصور أحد أكثر الأشخاص احترامًا وتقديرًا في قرية كباسة، ويُعرف أيضًا بأنه بطل المجتمع المحلّي. كان منصور لسنوات عديدة بطل حملات تعزيز الصحة الشبيهة بهذه الحملة، وأراد المشاركة في حملة "كوفيد-19" هذه أيضًا. وكلما تمّ نقل موقع التلقيح إلى موقع جديد أثناء الحملة، كانت صفارة هذا الرجل الذي يضع مئزر التعبئة المجتمعية الأصفر، تنطلق لجذب انتباه أبناء المجتمع المحليّ لهذا الانتقال. ذكّر هذا الأمر أبناء المجتمعات المحليّة بحملة التلقيح وضرورة الحصول على حقنة "كوفيد-19".
المدارس هي هدف من أهداف الحملة
تحقق انتصار كبير في اليوم الرابع من الحملة في محلية جنوب نيالا. أقام العاملون في المجال الصحي موقعًا للتلقيح في "مدرسة الفنية الصناعية"، وهي مدرسة للبنين يبلغ عدد طلابها حوالي 800 طالب فوق سن 18 عامًا، ومعلمين، وعاملين من خارج طاقم المدرّسين.
بدأ القائمون على التلقيح بإزالة الغموض الذي اكتنف المعلومات الكاذبة والشائعات التي صادفها الطلاب. تراوحت هذه الشائعات من الأقاويل حول تأثير اللقاحات على الخصوبة وأن الهدف منها هو تقليل عدد السكان في البلاد، إلى المخاوف من كونها منتهية الصلاحية.


عندما تلقّى مدير المدرسة اللقاح، اقترب منه الشبان، وفي غضون 30 دقيقة تحول مخزون اللقاحات إلى لقاحات تمّت الاستفادة منها في تلقيح 150 طالبًا ومعلّمًا.
وصلت الحملة في جنوب دارفور وحدها إلى ما نسبته 101 في المئة، وإلى أكثر من 90 في المئة عبر الولايات الأخرى التي تمّ فيها تنفيذ الحملة.