كيف يستخدم الأطفال المهمشون في قطاع غزة الفن والرسم للتعبير عن أنفسهم؟
تعزز اليونيسف حماية الأطفال وعلاقاتهم مع عائلاتهم في المجتمعات الضعيفة في قطاع غزة باستخدام الفن والأنشطة الترفيهية.

- متوفر بـ:
- English
- العربية
تقول الطفلة داليا في الصف الثالث بينما تعرض رسوماتها التي تعلمتها أثناءَ زيارات حملة من "بيت لبيت": "أحب الرسم، وبدأت أرسم كل يوم باستخدام الأوراق والألوان التي حصلت عليها، قمت برسم نفسي كمحامية لأني عندما أكبر سوف أصبح محامية عظيمة".
تهدف حملة من "بيت لبيت" إلى خلق مساحات آمنة للأطفال الأكثر تهميشاً في المجتمع للتعبير عن أنفسهم وتحسين العامل النفسي والاجتماعي لديهم باستخدام أساليب حديثة كالفنون التعبيرية وأدب الأطفال، فضلاً عن حمايتهم من المخاطر والانتهاكات التي يواجهونها في المجتمع بإحالتهم إلى خدمات إدارة الحالات والإرشاد النفسي. وهذه العائلات تعيش خارج المناطق الحيوية في قطاع غزة، وهي بعيدة عن مراكز العائلات الاثني عشر المدعومة من اليونيسف، ويتم توفير مجموعة من أنشطة الدعم والحماية النفسية لَهُم عن طريق أخصائيين ومشرفين ذوي خبر.

إنّ هذه المجتمعات في الحقيقة تم إهمالها بشكل كبير، فهي بعيدة جداً عن كل شيء، كما أنّها تُعاني من وضعٍ اقتصادي متردٍ جعل من الصعب عليها الوصول إلى مراكز الأطفال. لمعالجة هذه المسألة، قامت اليونيسف وشركاؤها بإطلاق حملة من "بيت لبيت" لتدريب الأطفال وعائلاتهم في المجتمعات المهمشة، وتحسين حمايتهم من خلال تدريبهم على المهارات الحياتية والفنون المختلفة، وهذا يعزز العلاقة بين الأطفال وعائلاتهم، خاصّةً بين الأب والطفل. تقول شيماء المسؤولة عن الحملة: "قمنا في إحدى الزيارات بإحضار رواة قصص شعبية (حكواتي) وهم يرتدون الزي التقليدي وقاموا بسرد الحكايات والقصص المشوقة للأطفال".

تقول ولاء وهي أم لأربعة أطفال: "بعد الزيارات، أصبحت علاقتي بأطفالي أقوى، خصوصاً بوالدهم، حيث أصبح زوجي يقرأ لهم الكثير من القصص ويلعب معهم لإبقائهم مستمتعين دون الشعور بالوحدة".
تعمل اليونيسف بالتعاون مع الشركاء على تنظيم أنشطة توعية مجتمعية مع جميع أفراد الأسرة، كجزء من برنامج مراكز الأسرة، حيث تقوم مجموعة من الفرق بزيارة المناطق المهمشة والمحرومة من الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعلى هذا الأساس توفر حملة من "بيت لبيت" آلية للوصول إلى الأطفال بحاجة لخدمات حماية الطفل، ثُمَّ إحالتهم لتلقي الدعم والمساعدة في أقرب مركز للأسرة أو عِند مقدمي الخدمات الآخرين، بما يتماشى مع مسارات الإحالة في غزة.
خلال الزيارات، تحصل الأسرة على حقيبة تشمل ألعاباً وقرطاسية ومنشورات تحمل رسائل حماية وكتباً تفاعلية، وتَسمح أدوات الحقيبة للعائلة بالرسم والتلوين وقراءة القصص، بالإضافة إلى القص واللصق وممارسة الألعاب المختلفة، وذلك يعزز الرفاه العقلي والاجتماعي للأطفال ويحسن مستوى تفاعلهم مع والديهم.
تنفذ اليونيسف هذا البرنامج بدعم من حكومتي أستراليا وقبرص، وقد استفاد من حملة من "بيت لبيت" 150 أسرة، ونحو 692 طفلاً في المجتمعات النائية والمهمشة. يواصل برنامج حماية الطفل التابع لليونيسف عمله للوصول إلى أكثر من 300 أسرة و1,800 شخص، منهم 1,200 طفلٍ متضرر من الأزمة الإنسانية في دولة فلسطين، وسيستمر البرنامج بتزويدهم بالدعم النفسي والاجتماعي اللازم.