المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينهي زيارته إلى فلسطين

اختبار تحديات الأطفال الفلسطينيين

اليونيسف في دولة فلسطين
RD 2016
UINCEF SOP/ Ahed Izhiman
02 أيلول / سبتمبر 2019

القدس الشرقية، ٢٣ كانون أول / ديسمبر ٢٠١٦- أكمل جيرت كابيلير، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زيارة استغرقت أربعة أيام لدولة فلسطين؛ حيث شاهد عن كثب التحديات التي يواجهها الأطفال، والنتائج التي حققوها سوية ولأجلهم من خلال البرامج والشراكات التي تدعمها اليونيسف، واستمع فيها إلى طموحات الأطفال وأحلامهم.

لقد حققت دولة فلسطين خطوات كبيرة في بعض المجالات، مثل: التطعيم، والتعليم. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات؛ مما يجعل عمل اليونيسف فيها أكثر أهمية من أي وقت مضى ".

وأضاف: "ففي غزة، لا يزال الأطفال يعانون من آثار عدوان ٢٠١٤، وينبغي علينا مساعدتهم كي يتعافوا، والمضي قدماً ".

 وفي جنوب قطاع غزة، شرب كابيلير واحدة من أول أكواب مياه الشرب المأمونة التي تنتجها محطة تحلية مياه البحر الجديدة والأكبر حالياً في غزة، والتي بنتها اليونيسف وشركاؤها بفضل منحة قدرها عشرة ١٠ ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي، ومن المخطط أن تبدأ المحطة خدمة ٧٥٠,٠٠٠ سبعمائة وخمسين ألف فلسطيني مطلع العام المقبل؛ وسيساعد ذلك في التغلب على أ أزمة المياه في غزة؛ حيث يصل ما نسبته ٩٥ في المئة من المياه المستخرجة من طبقة المياه الجوفية في غزة هي غير صالحة للاستهلاك البشري.

 استقبل أطفال فلسطينيون في سن المراهقة، يعيشون في المناطق التي تخدمها المحطة كابيلير، وأخبروه كيف شاركوا في حملة توعوية تهدف إلى رفع الوعي بين المستفيدين حول ممارسات المياه المأمونة والحاجة إلى عدم هدر المياه.

 وفي مدينة غزة، زار المدير الإقليمي الأطفال حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة في مستشفى الشفاء، واطلع على دور حاضنات الأطفال في إبقاء الأطفال حديثي الولادة والضعفاء وأطفال الولادة المبكرة على قيد الحياة، إذ انخفض معدل وفيات المواليد الجدد في الشفاء من ٣٠٪ إلى ٧٠٪ بعد أن أصلحت اليونيسف وأعادت تجهيز الوحدة ودربت ٢٨٠مائتين وثمانين طبيباً وممرضاً على الأجهزة، وذلك بفضل التمويل المقدم من اليابان.

وقبل عمليات التأهيل هذه، لم يكن متوفراً في الوحدة طاقم مدرب ومؤهل جيداً، وكانت الأجهزة المستخدمة قديمة جداً، بالإضافة إلى تكدس الأطفال في صالة واحدة، دون وجود غرفة عزل للحالات المعدية، ونقص حاد في عدد الحاضنات والأجهزة الأخرى اللازمة للعناية بالأطفال حديثي الولادة، فأصبح الآن بإمكان المستشفيات في أنحاء القطاع إحالة أطفال الولادة المبكرة، والذين يعانون من الأمراض الخلقية، وعيوب الجهاز التنفسي، وتسمم الدم إلى هذه الوحدة.

 

الاطلاع على التحديات التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون في وصولهم إلى المدرسة

في أثناء تنقله في الضفة الغربية، زار كابيلير مدرسة قرطبة في البلدة القديمة في مدينة الخليل، حيث شاهد القيود التي يواجهها الأطفال في أثناء وصولهم إلى مدارسهم.

وقال كابيلير "لقد اختبرت التحديات التي يواجهها الأطفال للوصول إلى مدارسهم للتعلم في الخليل. "لقد سمعت عن الصعوبات والتأخيرات التي يتعرض لها معلمو هم للوصول إلى المدرسة ليتمكنوا من تعليم الطلاب ومساعدتهم على الحصول على الحياة التي من حقهم أن يعيشوها."

 تدير اليونيسف برنامج "التواجد الوقائي والمرافقة" لمساعدة الطلاب والمدرسين على الوصول إلى المدرسة بأمان، عبر نقاط التفتيش والمستوطنات العسكرية الإسرائيلية في المدينة؛ حيث يسير متطوعون مع شركاء اليونيسف من برنامج المرافقة المسكوني في فلسطين وإسرائيل، وفرق صانعي السلام المسيحيين مع الطلاب؛ لحمايتهم من المضايقات والتأخيرات، بالإضافة إلى كتابة التقارير حول الانتهاكات المتعلقة بالتعليم.

كما التقى كابيلير بالأخصائيين الاجتماعيين في مديرية الخليل التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، والذين تعمل اليونيسف معهم جنبا إلى جنب، وبينوا كيف يُحققون في حالات سوء معاملة الأطفال المشتبه فيها، ويتخذون الإجراءات المناسبة لحماية الأطفال على الرغم من الأعداد المهولة من هذه الحالات.

 وفي أثناء الانتقال إلى القدس الشرقية، زار كابيلير سلوان، وهو حي مهمش اعتقلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية عدداً متزايداً من الأطفال الفلسطينيين، أو أبلغ أطفال منهم عن مضايقات تعرضوا لها من قبل المستوطنين.

 وفي مركز معلومات وادي حلوة، تحدث كابيلير مع ثلاثة فتيان فلسطينيين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر عاما، إلى أربعة عشر١٣ و١٤ اعتقلوا واحتجزوا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

دعمت منظمة اليونيسف برنامج المساعدة القانونية في المركز، وتقدم هذه المنظمة المجتمعية المساعدة للأطفال من خلال التمثيل القانوني، والتوعية بحقوقهم، والدعم النفسي والاجتماعي، وكتابة التقارير المتعلقة بالانتهاكات في القدس الشرقية.

حيث أعلن المركز عن خمسمائة وواحد وتسعين طفلاً فلسطينياً اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في ٢٠١٦، بينهم ١١أحد عشر طفلاً دون سن الثانية عشرة، وتم توفير المساعدة القانونية إلى حوالي ٨٠٪ منهم.

 وأنهى المدير الإقليمي زيارته  لبلدة  أبو ديس، والتي تقع أيضاً في القدس الشرقية ولكن على الجانب الآخر من جدار الفصل العنصري، وشرح له أطفال في سن المراهقة من خمسة مجتمعات مهمشة عن مبادرات "تنظيم المشاريع" التي تدعمها اليونيسف والتي طوروها وشاركوا فيها.وتم  تدريبهم جميعاً على مهارات تنظيم المشاريع، والمشاركة المجتمعية؛ لمساعدتهم في التوصل إلى أفكار لمبادرات ريادية مبتكرة، والتفكير في مهنهم المستقبلية، وتعزيز العمل الطوعي؛ من خلال العمل في مجموعات كفريق، وقدم المراهقون أفكارهم لأفراد المجتمع، وممثلي القطاع الخاص؛ مما أتاح لهم الفرصة للحصول على الملاحظات والمشورة، وطلب الأموال لتنفيذ مبادراتهم.

وأعرب بعض الأطفال المشاركين لكابيلير عن رغبتهم في زراعة البذور، وبيع النباتات في قوارير، ومن ثم استخدام عائدات البيع لإنشاء حديقة صغيرة في سلوان، حيث لا توجد فيها أية مناطق خضراء. وأوضح آخرون أنهم يريدون صنع الملابس وبيعها، باستخدام النسيج المعاد تدويره، وتوظيف مهاراتهم في التطريز، ومن ثم استخدام الأرباح لدفع الرسوم الدراسية للطلاب الفقراء.  وقال كابيلير: "أخبرني كبار المسؤولين الفلسطينيين الذين قابلتهم أن مجتمعهم يحتاج إلى أفكار خلاقة ومبتكرة، ولقد وجدت هذا الإبداع اليوم في هؤلاء المراهقين، الذين يروجون لمشاريع تستحق الاستثمار فيها من قبل القطاع الخاص."

وخلال زيارته، اجتمع المدير الإقليمي مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، ومع الصندوق الإسرائيلي لليونيسف، فضلاً عن مجموعة واسعة من شركاء اليونيسف في دولة فلسطين، بما في ذلك الوزارات الحكومية المختصة، ومؤسسات المجتمع المدني، ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة.