التغذية

يتم تمكين كافة المكاتب القُطرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لضمان توفير التغذية الجيدة لجميع الأطفال وحصولهم على التغذية المثلى التي من شأنها تعزيز نموهم وتنميتهم.

health worker measuring arm circumference of a child
UNICEF/Syria/2017/Souleiman

التحدّيات

أحرزت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدماً ملموساً خلال عصر الأهداف الإنمائية للألفية، والتي استفادت أصلاً من خط أساس متقدم نسبياً. لكنّ المنطقة لم تستطع تحقيق التقدم ذاته على صعيد أهداف وغايات أهداف التنمية المستدامة، سواء بين دول المنطقة أو داخلها، مع اتساع هوة حالات عدم المساواة. وقد كان للثورات التي اندلعت في المنطقة منذ عام 2011 أثراً واسع الانتشار وأفسحت المجال أمام ظهور نزاعات جديدة وحالات نزوح لم تكن بالحسبان. وبالنتيجة، تباطأ مستوى التقدم المُحرز على صعيد أهداف التنمية المستدامة في بعض الجوانب في بعض الدول وكان هناك انتكاسات في الدول الأكثر تضرراً من النزاع والنزوح. وتوحي تقييمات التقدم المحرز بين 13 دولة (1) في نهاية عصر أهداف التنمية المستدامة أن التقدم الأكبر قد تم إحرازه على صعيد القضاء على الفقر المدقع والحصول على خدمات صرف صحي مُحسّنة. وفي المقابل، لم يتم تحقيق التقدم المطلوب فيما يتعلق بالغايات المتصلة بنقص التغذية في عدد كبير من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تشتمل منطقة الشرق الأوسط على دول متدنية ومتوسطة الدخل والتي تواجه عبئاً مزدوجاً لسوء التغذية (أي التقزّم والهُزال ونقص المغذيات الدقيقة) والمبالغة في التغذية (أي الوزن الزائد والسُمنة) والأمراض المزمنة وغير السارية المرتبطة به. وينمّ وضع التغذية بين صغار الأطفال في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن وجود حالات عدم إنصاف في وضع التغذية لدى الأطفال دون سنّ الخامسة بين الدول وداخلها. وإضافة إلى ذلك، غرقت المنطقة بنزاعات وصراعات متواصلة لسنوات عدة، مما زاد من تأثر الوضع التغذوي سلباً لدى الفئات السكانية الأكثر استضعافاً والنساء والأطفال. ولا تقتصر آثار النزاع المستمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الوفيات والإصابات، بل تشمل كذلك الآثار الثانوية المباشرة مثل تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية، سواء في البلدان المتضررة من النزاع أو في البلدان المجاورة. وتتفاوت تدخلات التغذية بين الدول المتأثرة بالنزاع والبلدان غير المتأثرة به، حيث يبدو أن للدول المتضررة من النزاع تدخلات تركز على معالجة سوء التغذية الحادّ وإنقاذ الأرواح. وعلاوة على ذلك، تعاني هذه الدول من حالات عدم المساواة على مستوى الأقاليم والمحافظات، وخاصة من حيث أخماس الثروة ومنطقة الإقامة.



(1) الجزائر، جيبوتي، مصر، إيران، العراق، الأردن، لبنان، ليبيا، المغرب، سوريا، تونس، دولة فلسطين، اليمن.

 

الحلول

 يعتبر توفير التغذية الكافية والمناسبة أثناء فترة الحمل وخلال السنتين الأوليتين من الحياة أمراً ضرورياً للنماء الطبيعي للدماغ، وإرساء الأساس للتطور الإدراكي وتطور المهارات الحركية والاجتماعية العاطفية خلال كافة مراحل الطفولة المبكرة والبلوغ. ومن شأن ممارسات الإرضاع الطبيعي المناسبة أن تسهم في تحقيق التنمية الصحية العاطفية والإدراكية. وفي المقابل، إن عدم توفير التغذية الكافية والملائمة (بما في ذلك اليود) وغيرها من التبعات ذات الصلة، مثل التقزّم وتدني الوزن عند الولادة، أن يهدد التطور الحركي والإدراكي لدى الأطفال. ويكون الأطفال الذين يعانون من محدودية تطور هذه المهارات أثناء مراحل الحياة المبكرة معرضون لخطر المعاناة من مشاكل عصبية نفسية في مراحل لاحقة، ومن تدني التحصيل المدرسي، والتسرّب المبكر من المدرسة، وضعف مهارات التوظيف، وضعف قدرتهم على رعاية أطفالهم، مما يسهم بالتالي في توارث الفقر عبر الأجيال.


يُعتبر الاستثمار في تدخلات مكافحة التقزّم من الأمور الرئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأول والثاني والثالث والتي تقتضي إنهاء الفقر بكافة أشكاله في أي مكان (الهدف الأول)، وإنهاء المجاعة وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين وضع التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة (الهدف الثاني)، وضمان الحياة الصحية وتعزيز الرفاه في كافة المراحل العمرية (الهدف الثالث).

وتعمل اليونيسف عبر مختلف دول المنطقة على ضمان القضاء على كافة أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030.

وبوصفنا الوكالة التي تقود تدخلات التغذية، سوف نركز على نهج دورة الحياة في وضع البرامج التي تضع الأطفال واليافعين والنساء في صميم أعمال المناصرة التي ننفذها والعمل السياساتي والبرامجي والمعرفي الذي نضطلع به (أي الابتعاد عن “التدخل” في المركز).


وسينصبّ التركيز على تنفيذ تدخلات التغذية من أجل النمو والتنمية (أي البقاء والنمو!). وسوف نعمل على إعادة صياغة رسالة التغذية لدى اليونيسف بربط التغذية بالنمو والتنمية للأطفال والشعوب.

ونحن نهدف إلى التركيز أكثر على:

  • الأغذية التكميلية في مرحلة الطفولة المبكرة (جودة/تنوع النظام الغذائي)
  • تغذية الأطفال في سنّ المدرسة واليافعين
  • الوقاية من الوزن الزائد/السُمنة
  • سوء التغذية
  • توفير أنظمة غذائية لجميع الأطفال والنساء
  • توسيع نطاق الإدارة المجتمعية لسوء التغذية الحادّ كجزء من الخدمات الروتينية التي نقدمها للأطفال


 وسوف تحرص اليونيسف على إعطاء الأولوية للاستثمار في تدخلات الحدّ من التقزّم، مع إيلاء اهتمام خاص لارتباطها بتنمية الطفل والتنمية الوطنية الكلية وإدراكاً أكبر بأن التقزّم في المراحل الأولى من الحياة يمكن أن يؤدي إلى الوزن الزائد والأمراض غير السارية في مراحل لاحقة من الحياة.


وسوف تستخدم اليونيسف تدخلات التقزّم كمؤشر رئيسي لرصد الوضع التغذوي لدى الأمهات والرضّع وصغار الأطفال وكذلك كمؤشرات تتصل برصد مدى انتشار الأنيميا لدى النساء ممن هنّ في سنّ الإنجاب، وتدني الوزن عند الولادة، والوزن الزائد لدى الأطفال، والرضاعة الطبيعية الخالصة، والهُزال.


كما ستعمل اليونيسف أيضاً على دعم النُهج متعدد القطاعات من خلال الدمج بين تدخلات التغذية المعينة وبين التدخلات المراعية للتغذية للوصول إلى استجابة أكثر شمولية واستدامة من أجل تحسين الوضع التغذوي لدى الأطفال.

الموارد