قصة شيماء في التصدي الى تأثيرات التغير المناخي والمفاهيم الشائعة حول النوع الاجتماعي

مهندسة شابة تكرس شغفها ووقتها للعمل مع أقرانها الشباب على التصدي لتأثيرات التغير المناخي في محل سكنها

شەنگ سلام موسى
Shayma in the field, where the water recycling project is being implemented
UNICEF Iraq/ 2023/ Beshad
25 تموز / يوليو 2023

أربيل ، العراق - شيماء فارامارز مهندسة تبلغ من العمر 26 عاماً حاصلة على شهادة جامعية في هندسة الموارد المائية ، وتعمل مع منظمة "هەسار" ، وهي منظمة محلية غير حكومية يديرها شباب ومتطوعون يعملون معاً  للتصدي لتغير المناخ في إقليم كردستان العراق. في مجال عملها ، واجهت شيماء بعض الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالنوع الاجتماعي  والتي تؤثر سلباً على الفتيات والنساء في البلاد . "من أهم التحديات التي تواجهها النساء في العراق هو المفهوم السائد بأن العمل في مجالات معينة مثل الهندسة والإدارة يناسب الرجال لا النساء "، تقول شيماء.

The water recycling unit of the action against climate change project.
UNICEF Iraq/ 2023/ Beshad

 

لم تمنع المفاهيم والانماط الاجتماعية الشائعة شيماء ومن مثلها من النساء من المشاركة الفاعلة في تصميم وتنفيذ المشاريع التي تساهم في التصدي لآثار التغير المناخي. انضمت"شيماء" للعمل في المشروع كمتطوعة استناداً الى خلفيتها الأكاديمية وثقتها بنفسها وحرصاً منها على التعلم ، ثم تولت في نهاية الأمر إدارة مشروع إعادة تدوير المياه.

وتؤكد شيماء "في هەسار ، تغلبت القيادات النسائية على هذه الصور النمطية ، لتكون بمثابة دليل على أن مثل هذه التحيزات غير مدعومة. وبصفتي إمرأة بمنصب قيادي ، لقد تحديت هذه المعتقدات التقليدية ويسعدني أن أكون جزءاً من حل أزمة المياه ". بدعمٍ من اليونيسف ، تقوم منظمة هەسار بإعادة تدوير مياه الصرف الصحي في مناطق محددة في أربيل  في إقليم كردستان العراق ، واستعمالها لأغراض مختلفة للحفاظ على موارد مياه الشرب الجوفية. وهنا ساهمت معرفة شيماء وشغفها وتصميمها في إيجاد حلول محلية لبعض المشاكل الناجمة عن أزمة المياه في البلاد، وذلك من خلال تهيئة البيئة المواتية والساندة التي تتيح للشباب ، وخاصة النساء الشابات، استكشاف شغفهم ومهاراتهم في المجالات الحاسمة مثل قطاع المياه - "لدي شغف كبير للعمل في قطاع المياه بعد أن أدركت مدى حراجة أزمة المياه في العراق وأريد أن أساهم في تقليص آثار هذه الأزمة على السكان."

Shayma and a group of young engineers who are working together on the project.
UNICEF Iraq/ 2023/ Beshad

يطمح الشباب في العراق الى لعب دور أكبر  من المعرفة والمشاركة السلبية ، بل إنهم يطمحون إلى الحصول على فرص حقيقية للمشاركة في صنع القرارات الاستراتيجية للقضايا التي تهمهم وتهم بلدهم. "عندما يتعلق الأمر بالشباب ، فإن التحدي الأكبر هو أنه على الرغم من إشراك الشباب في المشاريع ، إلا أنهم غالباً لا يُمنحون الفرص لتولي أدوار قيادية أو إدارية أو اتخاذ قرارات إستراتيجية" ، كما تشرح شيماء. تُعد المشاركة الفاعلة للشباب ، والشابات على وجه التحديد،  في مثل هذه الأدوار أمراً أساسياً في توفير حلول مستدامة ومحددة السياق لتخفف من المخاطر الناتجة عن تغير المناخ.

Shayma and a group of young engineers who are working together on the project.
UNICEF Iraq/ 2023/ Beshad

تلخص شيماء شغفها بالمشروع برسالة إلى مجتمعها - "رسالتي إلى الشباب وزميلاتي من النساء الشابات اللواتي لديهن الرغبة في المساهمة في  معالجة أزمة المياه وتغير المناخ ، هي أنني أحثهم وأشجعهم على الاستمرار وعدم الاستسلام أبداً. يعتمد كوكبنا ، ولا سيما بلدنا ، على دعم مجتمعه ، ويحتاج هذا المجتمع إلى شبابه للبدء في التدابير التي تهدف إلى حل التحديات الكبرى ".