رضاعة رغم الصعوبات

أصبحت إيمان أمًا لأول مرة في 2021، وهي من محافظة الغربية. قبل الولادة، كانت إيمان تتابع حملها بانتظام في الوحدة الصحية، وتلقت الكثير من المعلومات المفيدة حول الرضاعة الطبيعية وأهميتها للمولد الجديد.

تلك المعلومات هي جزء من استراتيجية وضعتها يونيسف للمستشفيات الصديقة للأطفال من أجل دعم البداية المبكرة للرضاعة الطبيعية والرضاعة الطبيعية المطلقة في الشهور الستة الأولى من عمر الطفل.

بالإضافة لرفع قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية على توجيه وتدريب الأمهات مثل إيمان، تقوم يونيسف بحملات للتوعية حول التعامل مع الأعراف الاجتماعية حول تغذية الرضع والأطفال الصغار. يتم ذلك من خلال العديد من القنوات الإعلامية التقليدية وكذلك الرقمية، فيتم توعية والتواصل مع الجماهير عبر الواتساب وصفحة الألف يوم التي تديرها وزارة الصحة والسكان بالتعاون مع يونيسف.

بفضل تلك المعلومات والتوعية التي تلقتها قبل الولادة، تمكنت إيمان من مواجهة الضغوطات من بعض أفراد العائلة لإدخال اللبن الصناعي لتغذية المولود، فقد كانت تعرف أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل ما يمكن تقديمه لطفلها في بداية حياته.

بعد أسبوعين من ولادة طفلها ريان، أخبرها الطبيب أن طفلها بحاجة إلى إجراء عملية لتقويم نمو عظامه، واستلزم ذلك أن يتم تجبيس ساقي الطفل الصغير لمدة شهر قبل إجراء العملية.

واجهت إيمان صعوبات شديدة في استكمال الرضاعة مع الوضع الجديد، فكلما كان الصغير ينمو كلما كان يزداد ضيقًا وعصبية بسبب الجبس، مما شكل عبئًا كبيرًا على إيمان.  تقول: "كنت تعبانة جدًا من مشاوير الدكاترة ومش باكل كويس، فما كانش فيه لبن كفاية، فاضطريت أرضعه صناعي في الفترة دي، وكنت متضايقة جدًا من كدة لأني عارفة أهمية الرضاعة الطبيعية خصوصًا لمناعته في الفترة دي."

كان العزاء الوحيد لإيمان أن تلك فترة مؤقتة لحين إجراء عملية ريان، ولكنها كانت تخشى ألا تستطيع استئناف الرضاعة الطبيعية بعدها.

لجأت إيمان للممرضة التي كانت تدربها على الرضاعة الطبيعية قبل الولادة لتستشيرها في كيفية التعامل مع تلك المشاكل، فقامت الممرضة بزيارتها لتوجيهها حول طرق تنظيم الرضاعة الطبيعية بشكل أفضل وأكثر راحة بالنسبة لها واستخدام طريقة تعصير الثدي وإعطاء الطفل اللبن الطبيعي بالسرنجة والكوب حتى لا يرفض الرضاعة من الثدي فيما بعد.

تقول إيمان أن حماتها من أكثر أفراد العائلة دعمًا لها في العودة للرضاعة الطبيعية المطلقة مرة أخرى. ففي حين يدفع الخوف على الحفيد الكثير من الجدات إلى الضغط على بناتهم وزوجات أبنائهم للجوء إلى الرضاعة الصناعية، كانت حماة إيمان داعمة لفكرة الرضاعة الطبيعية المطلقة في الشهور الأولى وتساعد زوجة ابنها في ذلك.