التغذية
التغذية السليمة تساعد على النمو المثالي للأطفال.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
التحدي
سوء التغذية هو سبب ثلثي وفيات الأطفال، وتعتبر مصر ضمن ٣٦ بلداً يتركز فيها ٩٠٪ من عبء سوء التغذية العالمي.[i] وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في وفيات الأطفال في مصر، إلا أن هناك تحديًا لتحقيق الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية بخفض وفيات الأطفال دون الخامسة بمقدار الثلثين بحلول ٢٠١٥، حيث لا تزال معدلات سوء التغذية مرتفعة خاصة بين الأطفال دون الخامسة.
ووصلت معدلات التقزم بين الأطفال دون الخامسة إلى ٢١٪ في ٢٠١٤، بينما وصلت معدلات نحافة الأطفال ونقص الوزن إلى ٨ و٦٪ على الترتيب.
ويمكن ملاحظة "العبء المزدوج لسوء التغذية" في ظل وجود حالات نقص التغذية إلى جانب زيادة الوزن / السمنة أو العيوب المرتبطة بالنظام الغذائي لدى الأفراد.
إن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة للأمراض غير المعدية مثل مرض السكري وأمراض شرايين القلب التاجية ونقص المغذيات الدقيقة بسبب سوء التغذية. يشكل العبء المزدوج لسوء التغذية تحديًا كبيرًا في مصر خاصةً زيادة الوزن / السمنة والتقزم، ولتخفيف هذا العبء يجب اتخاذ تدابير شاملة ملائمة إذ أن ١٤٫٢٪ من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن.
بالإضافة إلى العبء المزدوج لسوء التغذية، فإن الأنيميا (فقر الدم أو نقص في الخلايا الحمراء / الهيموجلوبين في الدم الذي يؤدي إلى شحوب وإرهاق) تمثل تحديًا كبيرًا في مصر؛ حيث تؤثر على ٢٧٫٢٪ من الأطفال دون سن الخامسة و ٢٥٪ من النساء في سن الإنجاب (١٥-٤٩ سنة). يعد فقر الدم أثناء الحمل أحد الأسباب الرئيسية لفقر الدم عند الرضع والأطفال، ويمكن لسلسلة من التدخلات ذات التكلفة المعقولة خلال الأيام الألف الأولى من حمل المرأة حتى عيد ميلاد الطفل الثاني أن تزيد من قدرة الطفل على النمو.
إن ما يثير القلق في سوء التغذية هو أن له سلسلة طويلة من الآثار المدمرة على مرحلة الطفولة المبكرة؛ فهو لا يؤدي فقط إلي وفيات الرضع والأطفال، بل يتسبب في ضعف النمو البدني والمعرفي للأطفال إذا بقوا على قيد الحياة. كما أن سوء التغذية يؤدي إلى مخاطر كبيرة على مستقبل الأمهات والنساء، حيث يقود إلى دورة لا تنتهي من سوء التغذية طوال العمر، وهو ما يتضح بشدة حين النظر إلى حالات التقزم والهزال ونقص المغذيات الدقيقة وخاصة أنيميا نقص الحديد التي تؤثر على أعداد كبيرة من الأطفال والمراهقات والنساء في سن الإنجاب.
كما أن زيادة الوزن تؤدي إلى مخاطر السمنة، وبالتالي إلى الأمراض غير المعدية التي يمكن تجنبها مثل القلب والسكري. وأكد مسح الجوانب الصحية في مصر ٢٠١٥ أن الأمراض غير المعدية تتزايد، وهي من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في مصر.[ii]
[i] مجموعة دراسة التغذية للأم والطفل ، تغذية الأم والطفل: بناء زخم للتأثير، مجلة لانسيت (٢٠١٣) مجلد ٣٨٢، ٣٧٣-٣٧٥
[ii] وزارة الصحة والسكان. مسح الجوانب الصحية في مصر، أكتوبر ٢٠١٥. بالتعاون مع: الزناتي والمرتبطين، لوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، صندوق الأمم المتحدة للسكان، ويونيسف.

:أسباب سوء التغذية في مصر
ترجع الأسباب المباشرة لسوء التغذية إلى عدم كفاية المدخلات الغذائية، وهو ما يظهر في الممارسات الغذائية الضارة للرضع والأطفال الصغار.
ومن أهم تلك الممارسات تراجع نسب الرضاعة الطبيعية المطلقة حتى الشهر الرابع والخامس من عمر الطفل من ٣٤٪ إلى ٢٩٪ وإلى ١٣٪ خلال ٢٠٠٥ و٢٠٠٨ و٢٠١٤ بالترتيب (وفقًا للمسح السكاني الصحي في مصر). وبلغت نسبة البداية المبكرة للرضاعة الطبيعية -وهي إحدى مؤشرات الرعاية الكافية- ٢٧٪ (وفقًا للمسح السكاني الصحي في مصر ٢٠١٤).
ومن أسباب سوء التغذية في مصر أيضًا ضعف الحصول على نظام غذائي متوازن لدى الشرائح الأفقر من المجتمع (أو بعبارة أخرى: انعدام الأمن الغذائي)، إضافة إلى العادات الغذائية ونمط الحياة السيء ونقص الوعي الغذائي بين السكان حول الغذاء المتاح. وعلاوة على ذلك، فإن ٣٦٪ فقط من الأسر تتخلص من براز الأطفال بشكل لائق، وهو ما يشير إلى أوضاع بيئية سيئة ويُعد ضمن أسباب نقص التغذية بشكل غير مباشر.
الحل
· طورت يونيسف ووزارة الصحة والسكان نموذجاً يركز على "الألف يوم الأولى" من عمر الطفل والتي تبدأ من الحمل وحتى عمر عامين، وذلك للكشف المبكر والوقاية من سوء التغذية. ويهدف هذا البروتوكول التشغيلي إلى دعم قدرات نظام الرعاية الصحية الأولية لمنع التقزم، وإعلام صانع القرار في المستوى المحلي بحالات سوء التغذية بين الحوامل والأطفال من أجل التركيز عليها ومتابعتها، كما أنه يتناول مجالات الرعاية أثناء الحمل، وتشجيع الرضاعة الطبيعية ودعمها، وتقديم المشورة الغذائية للحوامل والمرضعات وأمهات الأطفال في العمر من الميلاد وحتى عامين.
· تنسق وزارة الصحة والسكان مع يونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي وكافة الشركاء الحكوميين المعنيين من أجل تحديث السياسة والاستراتيجية الغذائية القومية وهيكل الحوكمة المرتبط بها، مسترشدين بالخريطة الغذائية التي وضعها الشركاء في ٢٠١٦. وستدعم الاستراتيجية القومية للتغذية تنفيذ الأولويات التي حددتها مراجعة السياسة وأجندة العمل التغذوي (التي وضعت بالتعاون مع يونيسف) لمكافحة سوء التغذية في مصر.
· تدعم يونيسف وزارة الصحة والسكان لتحديد ومعالجة الثغرات في القدرات والتنسيق من أجل الوقاية والكشف المبكر عن سوء التغذية بين الأطفال دون السنتين، وذلك من خلال تعزيز الممارسات الغذائية للرضع والأطفال الصغار والتي تشمل التغذية التكميلية والتوعية بالنظافة الشخصية.
· تدعم يونيسف تخطيط ومتابعة التدخلات التغذوية بشكل قائم على الأدلة، وذلك لإعلام واضعي برامج تلك التدخلات ومنفذيها. وتدعم يونيسف تحديث إدارة نظام معلومات التغذية، باعتباره عنصراً أساسياً في متابعة وإنتاج بيانات العمل التغذوي في وقت المناسب.
· دعم توسيع مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال لدعم البداية المبكرة للرضاعة الطبيعية والرضاعة الطبيعية المطلقة في الشهور الستة الأولى من عمر الطفل، وكذلك دعم متابعة نظام بدائل حليب الأم ورفع الوعي المجتمعي عبر مجموعات دعم الأمهات.
· تعزيز القدرات المجتمعية على رفع وعي الأمهات حول سوء تغذية الأم والطفل. وتدعم يونيسف برامج التغذية المجتمعية لرفع الوعي المجتمعي بالتركيز على السكان الأشد حرماناً والأكثر ضعفا. وتتضمن أنشطة التوعية بناء قدرات الرائدات الصحيات في مجالات التوعية المجتمعية ومشورة التغذية.
· تستثمر يونيسف في تطوير القواعد الإرشادية الإعلامية للتوعية حول تغذية الرضع والأطفال الصغار، وذلك لبناء قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية، ورفع الوعي العام، والتعامل مع الأعراف الاجتماعية فيما يتعلق بالتغيير الإيجابي للممارسات الغذائية للرضع والأطفال الصغار. ويتم هذا من خلال وضع استراتيجية قومية للتواصل والإعلام -بالإضافة إلى الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني- لخلق تكامل بين الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضع والأطفال الصغار وبين المقررات الدراسية في كليات الطب والتمريض.
· تدعم يونيسف البرنامج القومي لتزويد السيدات والأطفال بفيتامين أ والحديد وحمض الفوليك ضمن قطاع الرعاية الصحية الأولية لتعزيز الوقاية وعلاج سوء التغذية وتقوية كفاءة برامج توفير المغذيات الدقيقة.
· تتعاون يونيسف مع الأمانة الوطنية لاضطرابات نقص اليود والشركاء الوطنيين في دعم خطة الاستدامة للبرنامج القومي لاضطرابات نقص اليود لتشجيع الاستخدام الشامل لليود في البيوت. تضع الخطة في أولوياتها متابعة وضمان جودة تصنيع الملح المعالج باليود على مستوى مصنعي الملح المتوسطين والصغار، إضافة إلى تطوير قاعدة بيانات حديثة للرقابة على الملح اليودي في مصر. علاوة على ذلك، يستثمر معهد التغذية ووزارة الصحة والسكان في الحملات المتنقلة للتوعية المجتمعية لمعالجة انخفاض استهلاك الملح اليودي الذي يستهدف المحافظات المعرضة للخطر.