
إعطاء رعاية الأطفال حديثي الولادة الأفضلية على الذات
النساء المتفانيات في رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى سعد أبو العلا
- متوفر بـ:
- English
- العربية
يحتاج الأطفال حديثي الولادة و الذين يولدون مبكرًا وأولئك الذين يعانون من مضاعفات، إلى رعاية واهتمام خاصَّيْن. على عكس الأطفال الذين يولدون بعد اكتمال فترة الحمل بهم ويتمتعون بصحة جيّدة، فإن هؤلاء الأطفال الصغار والمرضى يعانون الهشاشة في كثير من الأحيان وهم معرضون جدًّا لخطر الإصابة بالعدوى، كما أنهم يظلّون عُرضة لخطر الموت إن لم يحصلوا على الرعاية المتخصصة.
يتمّ تقديم الرعاية في المرافق الصحية في غرف خاصة إلى أن يصبح هؤلاء الأطفال حديثي الولادة في صحة جيّدة بما يكفي لكي يتمكنوا من النمو والازدهار بمفردهم. لكنهم يحتاجون أيضًا إلى عاملين متخصصين ومدرَّبين في مجال الرعاية الصحية، يلبّون ما يحتاجون إليه من الرعاية والدعم بدوام كامل. تتطلب التغذية وإعطاء الأدوية وفحص العناصر الحيوية الخاصة بهؤلاء الأطفال على فترات زمنية مختلفة، الالتزام والتفاني.
قامت اليونيسف بتزويد وحدة العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة في مستشفى سعد أبو العلا الكائن في ضواحي الخرطوم بالإمدادات الأساسية، مثل رُزم جراحة التوليد ومختلف أصناف مستلزمات القِبالة وجراحة التوليد وأجهزة إنعاش الأطفال حديثي الولادة ومكثفات الأكسجين وموازين الأطفال الإلكترونية. ولكن الأهم من ذلك هو توفير أطباء التوليد وأطباء الأطفال والأطباء الذين يمارسون الطب العام والمتدرّبين والممرضات المدربات على الرعاية الأساسية للأطفال حديثي الولادة.
التقت اليونيسف خلال زيارة المستشفى مع العاملات في مجال الرعاية الصحية اللواتي يشرفن على رعاية الأطفال حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة لهؤلاء الأطفال.


سلمى حسن البيلي هي طبيبة أطفال مدرَّبة تعمل في وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة. تشرف سلمى على الخدمات المقدمة في هذه الوحدة التي تتّسع لـ 20 سريرًا. ويبدأ يومها في وقت مبكر عندما تكون هي الطبيبة المُناوبة، فهي تقوم منذ الساعة 7:00 مع فريق من الممرضات والأطباء بجولات صباحية لفحص تقدم أحوال المرضى الصحيّة. وتُعطى الأولوية لإطلاع الأمهات على التقدم الذي تمّ تحقيقه بالنسبة لصحة أطفالهن، حيث تتوق الكثيرات منهنّ إلى سماع ما يقوله العاملون في مجال الصحة حول هذا الأمر.
منذ انضمامها إلى وحدة الأطفال حديثي الولادة في عام 2019، لاحظت سلمى تأثير دعم اليونيسف في إنقاذ المزيد والمزيد من الأطفال، قبل التأكد من أن المرفق هو من بين المرافق التي تتمتع برعاية جيّدة للأطفال حديثي الولادة.
تقول سلمى بكلمات مُفعمة بالمشاعر: "آتي إلى هنا يوميًا لأنني أريد أن أُحدث فرقًا في حياة الأمهات والأطفال. عندما أعمل مع الشباب العاملين في مجال الصحة، أقوم بنقل المعرفة والمهارات التي أعتقد أنها ستساعدهم على مواصلة العمل الرائع الذي نقوم به، حتى عندما أغيب. لكني، وقبل كل شيء، أود أن أردّ لبلادي فضلها من خلال ضمان حصول الأطفال وأمهاتهم على هذه الرعاية الجوهرية التي يحتاجون إليها للبقاء في صحة جيّدة وعلى قيد الحياة".
تشيد سلمى باليونيسف لتوفيرها الأدوات والأدوية ولما تقوم به من تعزيز معرفة العاملين في مجال الصحة الذين يعتنون بالأطفال في وحدة العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة.

من بين الدعم الذي حصلنا عليه كانت الموازين الرقمية. تعتبر هذه الأدوات بالغة الأهمية لهذه الوحدة لأنها تعمل على تحسين دقة حساب السوائل والأدوية.
"الوزن الدقيق يُعلمنا بما يجب أن يُعطى من الأدوية والتغذية، فبضعة جراما تحدث "فرقًا


أروى هي طبيبة متدربة في مجال طبّ الأطفال العامّ، وتقوم على فترات منتظمة بفحص العلامات الحيوية لدى الأطفال. تزور أورى الحاضنات، الواحدة تلو الأخرى، وهي تضع سماعة الطبيب وتقوم بتحديث الملاحظات على الرسوم البيانية الخاصة بكل طفل. لدى أروى انطباع جيّد بالنسبة للتقدم الذي أحرزه الأطفال، وهي تشاركنا سبب اختيارها العمل مع الأطفال حديثي الولادة قائلة: "إنهم صغار ويعانون الهشاشة. وعندما يتألمون، لا يمكنهم أن يخبروني بذلك. لكن يمكنني بسهولة تحديد حالتهم من خلال حركاتهم وتعبيراتهم ووضعيات نومهم وصوت أنينهم. لذا، هناك حاجة دائمًا لمساعدتي ومعاونتي لهم".

قالت عسجد، وهي ممرضة: "عندما يموت طفل، ينفطر قلبي حزنًا". تقدّم عسجد، التي تقف على قدميها طوال الصباح متنقّلة من زاوية إلى أخرى ومن سرير إلى آخر، الأدوية للأطفال. إنها إحدى مهامّها، إذ يتمّ إعطاء الأدوية للأطفال في أوقات محددة لأنها ضرورية لتعافيهم. "ما يدفعني للقيام بما أقوم به هو محبتي للبشرية".

تقوم أفنان بفحص طفل يعاني من اليرقان، وُضِع تحت آلة العلاج الضوئي لتلقي العلاج. وهي تتنّقل بين الأطفال لإطعامهم الحليب المسحوب الذي تدرّه الأمهات اللائي يبقين في القسم الخاص بالأمهات أثناء إدخال أطفالهن إلى وحدة العناية المركزة.
بدأت أفنان حياتها المهنية كممرضة عامة، ثمّ تخصصت في معالجة الأطفال حديثي الولادة، وهي اليوم فخورة بما تقوم به من دعم للأطفال الصغار والأطفال المرضى في وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة.
قالت أفنان: "عندما يتألّمون، أتألّم أنا أيضًا. وأعتبره يومًا سيئًا عندما تكون عروقهم صغيرة جدًا ولا يمكنني حقنهم بواسطة قُنيّة طبية، وأيضًا عندما أضطر إلى وضعهم على جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر".
يوفر ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر الدعم التنفّسي للأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من مشاكل في التنفس.


الدكتورة تهليل هي اخصّائية طب أطفال تحبّ الأطفال، وخاصة الأطفال حديثي الولادة. تنحدر هذه الطبيبة من ولاية القضارف، حيث تفتقر المرافق الصحية إلى مثل هذه الوحدات الخاصة بالأطفال حديثي الولادة المرضى، مما يعرّض الكثيرين منهم لخطر الموت. تشيد الدكتورة تهليل بالدعم المقدم في وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة، وهي واثقة من أن الخبرة والتدريب اللّذين اكتسبتهما سيساعدانها في دعم المحتاجين عند عودتها إلى مسقط رأسها.
"لقد أنقذنا الأرواح من خلال هذه الوحدة، وأنا فخورة جدًا بأن أكون جزءًا من الطاقم العامل فيها".

"أحب الأطفال لأنهم ممتلئون رحمة. وعندما يكون طفل حديث الولادة مريضًا جدًا، لا أستطيع أن أحتفظ بهدوئي وألا أتأثر. أفعل كل ما في وسعي وأضاعف جهودي إلى أن يزول الخطر عن الطفل"،
قالت الممرضة يسرا عندما قابلناها في الوحدة وكانت تسحب الدم من مولود مريض لكي تُجري الاختبار اللازم.
بينما سجّل السودان انخفاضًا كبيرًا في وفيات الأطفال دون سن الخمس سنوات، من 128 (1990) إلى 70 (2014) لكلّ 1000 مولود حيّ، فإنّ التقدم في وفيات الأطفال حديثي الولادة كان بطيئًا للغاية - فقط من 40 (1990) إلى 33 (2014) حالة وفاة لكل 1000 ولادة حيّة (حسب المسح العنقودي متعدد المؤشرات في السودان لعام 2014). تعطي اليونيسف الأولوية للاستثمارات في صحة الأطفال حديثي الولادة لضمان بقاء كل طفل على قيد الحياة للاحتفال بعيد ميلاده الخامس.
قامت اليونيسف، بتمويل من حكومة الصين، بإعادة تأهيل وتجهيز وحدة العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة أو مراكز الامتياز في المستشفيات والعاملين في مجال الصحة المدرَّبين، كجزء من مبادراتها الخاصة ببقاء الطفل على قيد الحياة، وتعزيز الولادات الآمنة والرعاية الأساسية للأطفال حديثي الولادة في المرافق الصحية، مع الاهتمام بموضوع الوقاية من التعرض لخطر الوفاة.