إبقاء الأطفال في المدارس في شرق السودان

إن تحسين فرص حصول الأطفال غير الملتحقين بالمدارس على التعليم الجيد والحماية مع التركيز على الفتيات هو مشروع لليونيسيف يحافظ على تعلم الأطفال في شرق السودان.

ريم عباس
enrolment campaign in Gedarif
UNICEF
17 آذار / مارس 2022

على الرغم من التحديات العديدة هذا العام، حققت حملة التحاق الأطفال بالمدارس التي تقودها اليونيسف نجاحاً كبيراً في ولاية القضارف، في شرق السودان. وكانت الحملة أيضاً فرصة لليونيسف و وزارة التربية و التعليم الاتحادية و لتعبئة المجتمعات لإبقاء و ارسال الأطفال في المدارس. 

يقول يحيى آدم، منسق وزارة التربية والتعليم والتوجيه في ولاية القضارف، الذي كان جزءً من الفريق الذي عمل على حملة الالتحاق بالمدارس: "لقد أشركنا جميع المجتمعات والمجتمعات القائمة على الأحياء واللجان النسائية وقادة المجتمع. وقد ساعدونا بشكل كبير في عملية التسجيل"  

ولكن من الممكن أن تشكل حملة التسجيل الناجحة عبئاً، حيث يجب استيعاب العدد الكبير من الطلاب المسجلين في النظام المدرسي. تتقدم المجتمعات من جميع أنحاء الولاية لتكون جزءً من الحل، مع افتتاح بعضها لفصول دراسية لبرنامج التعلم البديل من خلال جمع التبرعات مع دعم اليونيسف لشراء المعدات.  

school enrolment in Gedarif
UNICEF
ملت اليونيسف مع شركاء لتوعية أفراد المجتمع حول الالتحاق بالمدارس في ولاية القضارف

تعزيز فرص الحصول على التعليم الجيد والحماية للأطفال غير الملتحقين بالمدارس مع التركيز على الفتيات 

منذ عام 2018، عملت اليونيسف مع الوزارة الاتحادية للتعليم العام لتنفيذ خطتها الاستراتيجية لقطاع التعليم (2018-2023) نحو تحقيق التعليم للجميع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 4 و5. يهدف هذا المشروع المحدد – تحسين الوصول إلى التعليم الجيد والحماية للأطفال غير الملتحقين بالمدارس مع التركيز على الفتيات – إلى زيادة فرص الحصول على التعلم والمهارات الحياتية وتحقيق الحماية لما لا يقل عن 16,000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 عاماً في شرق السودان. 

يستهدف المشروع ستين مجتمعاً محروماً في جميع ولايات شرق السودان الثلاث: كسلا والبحر الأحمر والقضارف، نسبة إلى انخفاض معدلات الالتحاق بالمدارس وارتفاع معدلات التسرب منها. 

وقد استهدف المشروع حتى الآن 30 مدرسة لديها مراكز عاملة ببرنامج التعليم البديل في بعض المجتمعات الأكثر ضعفاً، باستخدام منهج متكامل للطفل. يستفيد هذا المنهج من خبرة اليونيسف في مختلف البرامج لتزويد الأطفال ومجتمعاتهم بخدمات متكاملة عبر مجالات التعليم والمياه والصرف الصحي وحماية الطفل.   

تم تدريب 90 ميسراً من ميسري برنامج التعليم البديل على تقديم مناهج برنامج التعليم البديل و 40 معلماً آخر على منهجيات التدريس التي تركز على الطفل. أدت التدريبات إلى بناء قدرات المشاركين في إدارة الفصول الدراسية وتدابير السلامة والوقاية من فيروس كورونا للأطفال ومنهجيات التدريس التشاركي.   

ويعد برنامج التعليم البديل مكانا بديلاً للتعلم للأطفال والمراهقين الذين فاتتهم فرصة الالتحاق بالمدارس أو تركوا النظام المدرسي الرسمي في مرحلة ما، بما فيهم الأطفال المتضررون من حالات الطوارئ والنزاعات. 

رفع السودان نسبة الالتحاق الإجمالية بالتعليم الأساسي من 71.1% إلى 73.5% بين عامي 2009 و2018، مع قيام اليونيسف والشركاء بزيادة الجهود الرامية إلى تحقيق واستدامة التعليم الابتدائي الشامل والتعليم للجميع. 

وقال عبد الرحمن الرحيم الدود، أخصائي التعليم في يونيسف بالسودان: "لقد ظلت نسبة الالتحاق الإجمالية , 73% في حالة ركود لعدة سنوات بسبب القضايا الهيكلية في السودان . لقد جعلت جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية المستمرة التقدم صعباً، لكننا نفهم التحديات ونصمم البرامج التي تأخذها في الاعتبار".  

school enrolment in Gedarif
UNICEF
نجحت حملة التسجيل بولاية القضارف هذا العام

تم تصميم المشروع لإدخال الأطفال إلى المدرسة وإبقائهم يتعلمون عن طريق تقليل معدلات التسرب من المدارس. ويتحقق ذلك من خلال عدة طرق. 

قال عبد الرحمن: "نحن نستثمر في البيئة المدرسية, تمكين المجتمع وفي تدريب المعلمين لجعل المدرسة بيئة تعليمية أفضل. كما نستثمر في الطلاب من خلال تزويدهم باللوازم التعليمية و الزي المدرسي ". 

تتعتبر إمدادات التعليم في غاية الأهمية لتخفيف عبء الأسر التي تواجه وضعاً اقتصادياً متدهوراً. بالإضافة إلى الإمدادات التعليمية، تعمل اليونيسف مع برنامج الغذاء العالمي لتوفير وجبات مغذية للطلاب. 

في شرق السودان، يبدأ عدد الطلاب في الانخفاض من المدرسة المتوسطة , الفصل 6, 7 و 8، حيث يترك الأولاد الدراسة لإعالة أسرهم من خلال العمل والفتيات بسبب زواج الأطفال. 

يعالج المشروع هذه المعيقات التي تؤثر على الفتيات عبر زيادة الوعي بأهمية التعليم والدعوة ضد زواج الأطفال من خلال الأنشطة المدرسية.  

يقول يحيى: "يعد الانخراط المباشر مع المجتمع أمراً مهماً لأنه يوفر لنا بيانات عن زواج الأطفال وسيسمح لنا هذا بتكييف تدخلاتنا لتكون محددة للتحديات التي يواجهونها". 

من خلال هذا المشروع، تمكنت اليونيسف من إمداد 6,000 طفل في شرق السودان بالإمدادات الأساسية. وقدمت اليونيسف حتى الآن 300 مجموعة مواد تعليمية للطلاب و60 مجموعة للمعلمين بالإضافة إلى 60 مجموعة أدوات ترفيهية و3000 زي مدرسي. هذا بالإضافة إلى 1,750 مجموعة كرامة تشمل الدلاء والصابون ومواد إدارة النظافة الصحية للحيض بما في ذلك القماش متعدد الأغراض والفوط الصحية للفتيات. 

من خلال هذا المشروع ، تم تمكين 2،681 طفل خارج المدرسة (54٪ فتيات) من الوصول إلى التعليم في المدارس و ALP. 

بحلول نهاية المشروع الذي يستمر عامين، سيحظى 16,000 طفل ضعيف غير ملتحق بالمدرسة في ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر، خاصة الفتيات، بفرص متزايدة للحصول على التعليم الجيد وفرص المهارات الحياتية في بيئات صديقة للطفل وحمائية في المدارس الأساسية العادية ومراكز برنامج التعليم البديل. 

لم يكن تحسين فرص حصول الأطفال غير الملتحقين بالمدارس على التعليم الجيد والحماية مع التركيز على الفتيات ممكنا،ً إلا بفضل مساهمة سخية من حكومة كندا.