أميرة – مستشارة للأطفال المهجّرين بتعيين ذاتي
مساعدة الأطفال على تجاوز آثار الصراع

- متوفر بـ:
- English
- العربية
تجلس أميرة مع جمعٍ من الأطفال واليافعين على شكل دائرة للحديث والغناء والضحك وتبادل اللحظات السعيدة. معظمهم يضع ساقًا فوق ساق وهم ينخرطون ويتفاعلون بنشاطات متنوعة حتى أن الناظر ليظن أن أميرة هي واحدة منهم.
في غمرة النشاطات، يغادر الأطفال الأصغر سنًّا الدائرة راكضين مباشرة نحو أميرة عارضين عليها رسوماتهم في الوقت الذي يسعى فيه الأكبر عمرًا منهم للفت انتباهها بطرح الأسئلة عليها.
من وقت لآخر ينهضون جميعًا واقفين على أقدامهم ويبدؤون بالرقص. إنها غرفة صغيرة ولكنها تضجّ بالنشاط والفرح.
لكن خلف هذه الابتسامات، والضحكات، ونشاطات المرح تقبع ذكريات إطلاق النار، والانفجارات، والقصف التي عانى منها الأطفال في الماضي.
أميرة، الخبيرة النفسية التي تحولت الآن إلى مستشارة في ملجأ نزح إليه الأطفال وعائلاتهم، تساعد الجميع على التعافي يوماً بعد يوم.
تطوعت أميرة وغيرها من خبراء علم النفس في المجتمع المحلي لتقديم الدعم النفسي - الاجتماعي للأطفال المهجّرين وعائلاتهم في دُنْقُلا. ولأنها عملت من قبل مع أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في روضة أطفال محلية، استطاعت أميرة التأقلم بسرعة مع عملها الجديد واكتساب ثقة ومحبّة من تقدّم لهم الدعم للتغلب على الصدمة والإرهاق.
أثر النزاع على الأطفال
يؤثر النزاع على الأطفال بطرق متعددة ويستمر تأثيره طوال الحياة. وقد وجدت أميرة الأطفال في حالة يرثى لها عندما تعاملت معهم للمرة الأولى. ونظرًا للتعب والإرهاق الذي عانوا منه خلال رحلتهم، فقد أبدوا الكثير من القلق والخوف والصدمة ونوبات الهلع.

"بعض الأطفال عانوا من الحرمان من النوم وكانوا يبكون طوال الوقت. وكان السلوك غير المألوف عامًّا. كثيرون منهم كانوا يتبوّلون في الفراش أثناء نومهم، وكان بعضهم يبكون أثناء نومهم، وتناولوا القليل من الطعام أو لم يأكلوا شيئًا على الإطلاق، والعديد منهم ما زالوا يرفضون تناول الطعام."
وبينما يتواصل النزاع في السودان، يتواصل تأثيره على الأطفال كذلك. وبدون وجود دعم كالذي تقدّمه أميرة فإن الكثيرين من الأطفال سيكافحون كفاحًا مريرا للوصول إلى التكيّف والتعافي.
وبوجود أميرة التي تقوم بمساعدتهم فإن الأطفال يتعاملون مع الحياة يومًا بيوم. فالشفاء متدرّج لكن أميرة تفخر بالتقدم الذي تشهده باستمرار. وتبقى الكثير من الأسئلة، لكن أميرة تتقدم أكثر على طريق تحقيق هذا الهدف.
"تصوّر أسئلة من نوع متى سنعود إلى بيتنا؟ متى ستتوقف الحرب؟" تتساءل أميرة.
"أُطمئِنهُم إلى أن غدهم سيكون أفضل ونحن ننتظر العودة إلى الوضع الطبيعي،" تشدّد أميرة.

دعم نفسي-اجتماعي للوالدين أيضًا
لتأثير استمرار القتال ثمن على الوالدين ومقدمي الرعاية في الملجأ أيضًا، وتقدم أميرة الدعم لهؤلاء كذلك. فعبر الجلسات التي تقيمها تتعرّف أميرة على التحدّيات التي تواجههم وتقدّم لهم حلولًا مؤقتة. ويعتمد العديدون منهم على الأدوية لطرد هواجسهم والبقاء هادئين خلال هذه الأوقات العصيبة.
يفتقد اللآباء النوم بسبب القلق على مستقبل أطفالهم، "كيف سيواصلون تعليمهم،" سؤال يطرحونه باستمرار على أميرة.
تضع يونيسف وشركائها تدابير لإقامة ملاجئ تستضيف الفارين من النزاع وتوفير الدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال وعائلاتهم.
نهج التعافي الصديق للأطفال
مع مرور الأيام، تحاول أميرة بقوة الحفاظ على التوازن بين جلسات الأطفال والكبار إذ يجب عليها حضورها جميعها.
بالنسبة للأطفال، تسمح أميرة لهم بأنهم يتصرفوا على طبيعتهم كأطفال. الاستمتاع بوقتهم هو كل ما يحتاجونه في الوقت الحالي، وهو أمر ناجح.
حين سألْتُهُم عما يريدونه قالوا لي ما يلي: "نريد أن نرسم؛ نريد أن نلوّن؛ نريد أن نقرأ القصص."
حتى أثناء النزاعات، يبقى الأطفال أطفالًا بينما تقوم أميرة بتقديم الدعم لهم.