175,000 إضِافيين من الآباء والأمهات والأطفال يتمكنون من الوصول إلى مياه الشرب الآمنة في قطاع غزة

تعمل اليونيسيف بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وسلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل لضمان حصول 250,000 شخص على مياه شرب آمنة في قطاع غزة

UNICEF
Children at the Desal Plant
UNICEF-SoP/ 2023/
05 حزيران / يونيو 2023

إن الوصول إلى مياه شرب آمنه هو حق أساسي من حقوق الإنسان. ومع ذلك، وعلى إمتداد العقود الماضية، كان هنالك نقص حاد في المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة. تعتبر 96%[1] من المياه المأخوذة من طبقة المياه الجوفية الساحلية غير صالحة للاستخدام البشري ولا يمكن استخدامها للشرب. وتُضطر معظم الأسر إلى شراء مياه الشرب من الباعة المتجولين بتكلفة عالية، الأمر الذي يتسبب بعبء مالي إضافي لمعظم الأسر، ويعرض النساء والأطفال بشكل خاص للخطر.

يقول أحمد ربيع، مدير محطة تحلية المياه في قطاع غزة: "إن المياه في قطاع غزة عامةً غير صالحة للشرب، أو حتى للاستخدام المنزلي العام. لقد كانت الظروف صعبة للغاية، حيث عانى الكثير من الناس من أمراض ناجمة عن تلوث المياه".

ولمعالجة هذه المسألة، تعاونت اليونيسف والاتحاد الأوروبي على إنشاء محطة لتحلية مياه البحر توفر ما يصل إلى 20,000 متر مكعب من مياه الشرب الآمنة يومياً لمحافظتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة. يقول أحمد ربيع، مدير محطة تحلية المياه في قطاع غزة: "إن تحلية مياه البحر هي الحل الأمثل والوحيد لقطاع غزة من أجل توفير مياه شرب نظيفة وآمنة لجميع الأُسر".

بُنيت محطة تحلية المياه على مرحلتين. حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى في عام 2017 بقدرة تحلية يومية بلغت 6,000 متر مكعب من المياه يستفيد منها 75,000 شخص، بما في ذلك الأطفال والنساء والرجال.

والآن، توشك اليونيسف وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وسلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل على وضع اللمسات الأخيرة للمرحلة الثانية، والتي ستنتج، عند تشغيلها بكامل طاقتها، 14,000 متر مكعب إضافية من المياه ستعود فائدتها على 175,000 شخص إضافيين. وتوفر كلتا المرحلتين مجتمعتين مياه آمنة تكفي لتلبية احتياجات حوالي 250,000 شخص.

 

[1] سلطة المياه الفلسطينية – تقرير موجز عن الموارد المائية 2021، قطاع غزة.

Children at the Desal Plant
UNICEF-SoP/ 2023/

إن تحلية مياه البحر المأخوذة من البحر الأبيض المتوسط أمراً غاية في الأهمية لمنع الاستخراج المفرط للمياه من طبقة المياه الجوفية، وتجنب العواقب البيئية الوخيمة، ودعم إعادة تأهيل طبقة المياه الجوفية. ففي حال لم يُعتمد على تحلية المياه من البحر الأبيض المتوسط كمصدر بديل لمياه الشرب الآمنة، فإن الإفراط في استخراج المياه من طبقة المياه الجوفية سيؤدي إلى ضرر دائم وحتمي.

إن إنشاء محطة لتحلية المياه يساعد على توسيع رقعة توزيع المياه، مع الحد من إساءة استغلال المياه الجوفية. سيسمح هذا التوسع الوصول إلى مياه شرب آمنة إضافية، وبالتالي سيقلل من انتشار الأمراض التي تنتشر من خلال المياه الملوثة مثل الإسهال والبكتيريا والجراثيم. كما أنه سيساهم بتقليل العبء الاقتصادي على الأُسر، فبدلاً من دفع 30 شيكل (حوالي 8.2 دولار) ثمناً للمتر المكعب من المياه، وهو ما تدفعه الأسر حالياً عند شراء المياه من الباعة المتجولين، ستدفع الأسر 2.5 شيكل (حوالي 0.68 دولار) ثمناً لكل متر مكعب، أي حوالي عُشر ما يدفعونه للباعة المتجولين. وعليه، فإن الانتهاء من توسعة محطة تحلية المياه سيلبي الاحتياجات الملحة للأطفال والأسر الضعيفة وسيحسن من صحة المجتمع بشكل عام.

يقول أحمد ربيع: "تجدر الإشارة إلى أن محطة تحلية المياه تلعب دوراً كبيراً في تغيير الوضع المائي في قطاع غزة وحل العديد من المشاكل في منطقتي تل السلطان وخان يونس".

وسيكون هذا استمراراً للمرحلة الأولى والتي تُنقل فيها مياه الشرب الآمنة عبر أنبوب مياه ومن ثم تستهلك مباشرة من خلال الصنابير الموجودة في المنازل الأمر الذي سيقلل من عملية تلوث المياه، إذ أن سلطة المياه الفلسطينية أكدت أن المياه المباعة من خلال الباعة المتجولين غالباً ما تكون ملوثة.

سيشكل إطلاق المرحلة الثانية من محطة تحلية المياه فرصة لزيادة الوعي حول شح المياه، وكيفية الحفاظ على خزانات المياه نظيفة، وتشجيع العائلات على الشرب من الصنبور بدلاً من شرائها من مصادر غير نظامية.

ويضيف أحمد ربيع: "من خلال حملة التوعية التي ستنفذها اليونيسف والاتحاد الأوروبي وسلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل، سيكتسب الناس الثقة في المياه المقدمة، وسيستخدمونها، وسيمتنعون عن استخدام المياه المباعة بواسطة مصادر غير نظامية، إذ أن هذه المياه ليست آمنة للشرب، في حين أن المياه التي توفرها المحطة آمنة ويتم التحكم بها من قبل سلطات مرافق المياه وفقاً لمعايير الصحة العامة".

وسيكون هنالك تأثيراً إيجابياً غير مباشر على الأطفال نتيجةً لإنشاء محطة التحلية. ففي الوقت الحالي، يرسل الأهالي أطفالهم لجلب المياه. ويُضطر الأطفال صغار السن لحمل أوزان تفوق قدرتهم الطبيعية، ويهدرون الكثير من الوقت والجهد في نقل جالونات الماء إلى منازلهم. مع توفير المياه من خلال الأنابيب، سيكون لدى الأطفال المزيد من الوقت للدراسة واللعب.

تحلية مياه البحر تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، وفي السنوات القليلة الماضية، كان قطاع غزة، ولا يزال، يمر بأزمة طاقة كبيرة. ولا يمكن الاستفادة من الطاقة الكهربائية من خلال شبكة توزيع الكهرباء في القطاع إلا لساعات محدودة كل يوم، أي أنه سيكون هناك إعتماداً كبيراً على مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل لتشغيل محطة تحلية المياه عندما لا تتوفر الكهرباء من خلال الشبكة. لمعالجة هذه المشكلة، أضافت محطة تحلية المياه مؤخراً الألواح الشمسية إلى جانب مولدات الديزل الموجودة لديها حالياً. وبدعم من الاتحاد الأوروبي، قامت اليونيسف ببناء أحد أكبر حقول الألواح الشمسية في قطاع غزة، وذلك من أجل تعزيز استدامة محطة تحلية المياه.

 

Children at the Desal Plant
UNICEF-SoP/ 2023/

إن محطة تحلية مياه البحر هي جزء من الجهود المشتركة للاتحاد الأوروبي وسلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل واليونيسف الرامية لتوسيع إمكانية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة والآمنة لجميع الأُسر ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، وخاصة تلك الموجودة في المناطق المستضعفة.

يعاني الأطفال في قطاع غزة من نقص في مياه الشرب الآمنة بسبب التحديات الصعبة للغاية والتي يواجهونها بشكل يومي، بما في ذلك التصعيد المتكرر والإغلاق المستمر منذ 16 عاماً، مما يؤثر على كل جانب من جوانب حياتهم. إن هذا التدخل، والذي أُجري بروح الشراكة والرغبة في الارتقاء بحقوق الأطفال سيكون له أثر كبير على تحسين حياة الأطفال. وسيسهم في توفير مياه الشرب الآمنة للأطفال مع إتاحة الوقت، والمجال للفتيان، والفتيات للعب، والدراسة. الحصول على مياه نظيفة هو حق لكل طفل. مع ذلك، فلا يزال هناك الكثير يمكن القيام به لضمان تمكن جميع الأطفال في قطاع غزة من الازدهار والتطور وبلوغ أقصى إمكاناتهم.