مبادرة اليونيسف تعالج تفاقم سوء التغذية في لبنان

يتعرض الرضّع والمراهقون، كما النساء في لبنان، الى خطر الإصابة بسوء التغذية. تعمل اليونيسف مع شركائها لضمان حصول كل طفل على التغذية المناسبة لتمكينه من البقاء والنم

يونيسف لبنان
A nutrition specialist checks a young family in an informal settlement in Ghazze, Bekaa, for signs of malnutrition.
UNICEF2022/Fouad-Choufany/Lebanon
27 أيار / مايو 2022

تؤثر الأزمة المتفاقمة في لبنان على الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، بشكل غير متناسب- ويبقى أكثر المتأثرون هم الأطفال. يتعرض الرضّع والمراهقون، كما النساء في لبنان، الى خطر الإصابة بسوء التغذية. تعمل اليونيسف مع شركائها لضمان حصول كل طفل على التغذية المناسبة لتمكينه من البقاء والنمو. 

جرى توسعة نطاق برامج التغذية والإشراف عليها ومراقبتها للوقاية من سوء التغذية وإكتشافه والاستجابة له. حشدت اليونيسف الشركاء لتنفيذ برنامج توعية يركّز على الكشف عن العلامات المبكرة لسوء التغذية بين من يعيشون داخل المجتمعات الضعيفة.

في إطار الإستجابة الوطنية،  أنشأت وزارة الصحة العامة في لبنان إدارة حالات علاج سوء التغذية في 25 مركزا علاجيا ضمن شبكة مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة في جميع أنحاء البلاد. مركز النهضة لعلاج سوء التغذية في المنية، شمال لبنان أحد تلك المراكز.

تصغي الممرضات في المركز الى الأهالي القلقين ومقدمي الرعاية- ويشير كثير منهم  الى ملاحظات سبق وقدمها شركاء اليونيسف أثناء التوعية المجتمعية- وهدف جميعهم حصول أطفالهم على الفحوصات اللازمة.

At the Al Nahda Malnutrition Treatment Centre
UNICEF2022/Fouad-Choufany/Lebanon

في العام 2021، وصلت اليونيسف الى 282,282 طفلا دون سن الخامسة، من خلال خدمات التغذية والعلاج والمساعدات اللازمة. بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين من المنظمات غير الحكومية، تدعم اليونيسف أنشطة التوعية الغذائية المعززة التي ينفذها العاملون الصحيون المجتمعيون. يعمل برنامج التوعية على دعم العاملين الصحيين في مراكز الرعاية الصحية الأولية في البلاد، كما يوفر المتابعة المركزة للأسر الضعيفة والأطفال دون سنّ الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية.

تعيش الطفلة "سندس"، البالغة من العمر ثلاث سنوات، مع والديها عند تخوم بلدة غزّة في منطقة البقاع في لبنان. وفي الفترة الأخيرة، جرى  تشخيص تعرض الطفلة لخطر سوء التغذية.  

في آخر زيارة لهم الى منزلها، قام العاملون الصحيون ضمن فريق شريك اليونيسف المنفذ "منظمة العمل ضد الجوع- ACF"، بتقديم كمية وافرة من البسكوت BP-5 الى أهل الطفلة. وبعد نحو شهر، بدأت تظهر علامات التحسن عليها. وستستمرّ في تلقي زيارات المراقبة بانتظام.

والدا "سندس" شددا على أن حصول العائلة على الطعام كان أسهل بكثير، قبل عام، مما هو عليه اليوم. في كل حال، من خلال البرنامج الذي تدعمه اليونيسف، يتم تزويد الأطفال حاليا بالمغذيات الدقيقة، على شكل قطرات، ما يساهم بتعزيز نظامهم الغذائي.  

تبلغ الطفلة الأصغر في عداد افراد الأسرة، وتدعى عائشة، ثمانية أشهر. وحالتها موضع إهتمام أيضا على الرغم من أن وزنها يستمر أعلى من عتبة سوء التغذية.

تقدم مراكز علاج الرعاية الصحيّة الأولية، وعددها 25، رسالة واضحة، متينة، ومتكاملة حول تغذية الرضع وصغار الأطفال (IYCF)- من شأنها تزويد الأهالي ومقدمي الرعاية بالمعلومات اللازمة، وبمستلزمات علاج التغذية الاساسية، وإجراء الإحالات الى المستشفيات الحكومية عند الحاجة.  

يعتبر سوء التغذية بمثابة جائحة تهدد الكثيرين في ظلّ تفاقم الأزمات المعقدة في لبنان. وتفهما منها لهذا الوضع، طوّرت اليونيسف نهجا شاملا لإدارة التحديات.

يعدّ الفقر سببا رئيسيا، وإن لم يكن حصريا، لتزايد حالات سوء التغذية. في مواجهة تلك السببية، يُصار الى تقديم المساعدة الإجتماعية شهريا، من خلال برنامج منحة الأطفال "حدي" التابع لليونيسف، ويستفيد منها 3370 طفلا، دون سن الخمس سنوات، ينتمون الى 1602 من العائلات التي تتلقى خدمات سوء التغذية، وذلك من بين 125000 طفل يتلقون خدمات اليونيسف ذات الأولوية العالية. وترافقت تلك المساعدات مع إسداء المشورة في شأن ممارسات تغذية الرضع وصغار الأطفال المناسبة وقد جرى تقديمها بالفعل طوال ستة أشهر. 

Jihan, speaking at a UNICEF-supported infant and young child feeding (IYCF) awareness session
UNICEF2022/Fouad-Choufany/Lebanon
Wissam, mother of three, speaking at a UNICEF-supported infant and young child feeding (IYCF) awareness session
UNICEF2022/Fouad-Choufany/Lebanon

التدخلات للحدّ من تفاقم سوء التغذية عديدة، في هذا الإطار تدعم اليونيسف، مع شركائها المنفذين، إستضافة سلسلة من ورش عمل تغذية الأطفال الصغار والكبار. الى ذلك، تعمل على توفير معلومات التغذية منذ الولادة، حيث يتم تقديم المزيد من النصائح لمقدمي الرعاية حول التنوع الغذائي المناسب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين.

جيهان، أم لطفلين، تحدثت في جلسة توعية تدعمها اليونيسف في دير عمار في شمال لبنان. قالت "ساعدتني هذه الجلسة كثيرا على فهم كيفية تقديم الطعام بطريقة جديدة وممتعة وكيفية تحضير وجبات غنية ومتوازنة في المنزل بسهولة بدلا من شراء مراطبين الطعام باهظة الثمن من الصيدليات".

في المقابل، سلطت وسام، وهي أم لثلاثة أطفال، الضوء على الطريقة التي تناولت بها الدورة أهمية التغذية الجيدة الى الأطفال وقالت "حصلنا على نظرة قيّمة حول كيفية رعاية أطفالنا منذ يرون النور حتى بلوغهم سن الخامسة. وتعلمنا كيفية إعداد وجبات سريعة وصحية من شأنها أن توفّر لنا المال خلال هذه الأزمة. وفوق كل ذلك، إكتشفنا كيفية التأكد من أن أطفالنا يتلقون التغذية الجيدة التي تمنحهم فرصة النمو والحصول على حياة صحيّة وسعيدة".

UNICEF2022/Lebanon