أطلقت وزارة الصحّة العامة ووزارة التربية والتعليم العالي، بالشراكة مع اليونيسف، برنامج الكشف الطبي المدرسي، بغية ربط المدارس الحكوميّة بمراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة

12 آذار/ مارس 2024، بيروت- أطلقت وزارة الصحّة العامة ووزارة التربية والتعليم العالي، بالشراكة مع اليونيسف، برنامج الكشف الطبي المدرسي للوصول الى جميع الأطفال في المدارس الرسمية وتمكينهم من الحصول على الكشف الطبي ذو الجودة العالية.

يُموّل البرنامج من الإتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، من خلال بنك التنمية الألماني، ومن حكومتي فرنسا والولايات المتحدة، على أن يُنفّذ في الفترة التي تتراوح بين شهري آذار/ مارس ونيسان /أبريل 2024. وسيضمن البرنامج خضوع حوالي 400 ألف طفل، في أكثر من 1000 مدرسة رسميّة، في جميع أنحاء لبنان، لكشوفاتٍ طبيّة، وذلك من خلال فريق طبي، من مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة (PHCs)، يضمّ طبيباً وممرّضة مجازة. وسيقوم أعضاء الفريق الطبي بمراقبة نموّ الطلاب وتسجيل لقاحاتهم وفحص مختلف الحالات الصحيّة بما فيها العين والأذن والقلب والجهاز التنفسي والجلد.

تحدّث وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي قائلاً: "الصحة والتربية هما الأهم في تنمية المجتمع وتثقيفه والمحافظة على صحته. المدارس الرسمية يلجا إليها المتعلمون من الطبقات الإجتماعية الأكثر هشاشة وحاجة إلى الرعاية الصحية، مما يساعد على فحص صحتهم وكشف أي مشكلة صحية في وقت مبكر، ويجب تعميم هذا البرنامج على كافة المدارس الخاصة أيضاُ بالتعاون مع وزارة الصحّة العامّة" وختم شاكراً فرق عمل وزارة الصحة ووزارة التربية واليونيسف وجميع الجهات الداعمة والممولة للبرنامج

يهدف البرنامج الى تعزيز صحّة الأطفال وإتباع الخطوات الوقائيّة لذلك وتوفير التشخيص المبكر والإحالة، وذلك من خلال إستخدام منصّة المدرسة لخلق الوعي حول مواضيع مختلفة بين الجيل الجديد. الى ذلك، تكمن أهمية هذا الفحص في إتاحة الكشف، في الوقت المناسب، عن أيّ طفل يحتاج الى دعمٍ طبيٍّ وإحالته الى المراجع الطبية المناسبة، كما من شأن ذلك تعزيز الترابط بين المدارس العامة ومراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة للمتابعة والقيام بالتدخلات المناسبة، المخطّط لها، مع تعزيز الوصول الى الخدمات الصحيّة الأساسيّة ليس فقط للأطفال بل لجميع أفراد العائلة أيضا. يتمّ التنسيق الوثيق بين وزارتي التربية والصحّة العامة واليونيسف لضمان مشاركة جميع الأطفال في المدارس الرسمية في برنامج الكشف الطبّي.

وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض  بدوره قال: " إن البرنامج الذي يتم إطلاقه اليوم يلتقي مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة التي اطلقتها الوزارة قبل أكثر من سنة والتي ترتكز على الرعاية الأولية كحجر زاوية. و يؤدّي العمل المشترك بين وزارتي الصحة والتربية الى خلق مسار لمتابعة الخدمة الصحية من عمر مبكر بما يؤدي إلى تفادي الكثير من الأمراض والمضاعفات وهذا امر أساسي" وأبدى الوزير الأبيض كذلك تقديره للدعم المقدم من الشركاء الدوليين ودعا إلى استمرار تحمل المسؤولية المشتركة في تحمل الأعباء الكبيرة لان لبنان غير قادر على تحملها وحده.

من جهته، قال ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدر: "تؤثر صحّة الأطفال ووصولهم الى الغذاء السليم على تعلّمهم ونتائجهم المدرسية، خصوصا مع تزايد الفقر حيث تعجز غالبية الأسر في لبنان عن الحصول على الرعاية الصحيّة الوقائية" أضاف: "إن الإستثمار في صحّة الطلاب وتغذيتهم ورفاههم لا يقلّ أهميّة عن الإستثمار في توفير التعليم الجيّد، العادل والشامل. لذلك، أوّد توجيه الشكر للدعم المالي الذي قدمه كل من الإتحاد الأوروربي  والحكومة الألمانية، من خلال بنك التنمية الألماني KFW، وحكومتي فرنسا والولايات المتحدة. وتابع: ثقوا أن الأطفال والشباب والشابات الذين يتمتعون بتغذية جيّدة يتعلمون بشكلٍ أفضل. وهؤلاء، عندما يُصبحون بالغين، يعيشون حياة أكثر صحّة وإنتاجيّة".

في لبنان، تمّ إشراك طلاب المدارس الحكوميّة في الفحص الطبي المدرسي، بالتعاون مع القطاع الخاص، حتى العام الدراسي 2017-2018. لكن، توقف هذا النشاط الحيوي مع بداية الأزمة عام 2019. تتعاون وزارة الصحّة العامة ووزارة التربية والتعليم العالي لإعادة إطلاق هذه المبادرة، التي تعدّ غاية في الأهمية، وذلك من خلال تعزيز الأنظمة والتشبيك بين مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة والمدارس التي تؤمن بأهمية مراقبة صحّة الطلاب، وربط جميع أفراد الأسرة والمجتمع بمراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة.

حدّدت إدارة الرعاية الصحيّة الأوليّة في وزارة الصحّة العامة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة للمدارس، وعملت على بناء قدرات جميع مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة المختارة، بناء على البروتوكول وآلية إعداد التقارير. ويعتبر التعاون الوثيق بين وزارتي الصحة العامّة والتربية والتعليم العالي مثالاً يُحتذى به للجهود المشتركة بهدف تحسين صحّة الأطفال وتعليمهم في لبنان.